تأملات في ليلة عاشوراء
لجاسم الصحيح
::
ذكراكِ مـِلءُ مَحـاَجِرِ الأجيالِ * خَطَرَاتُ حـُزْنٍ يَزْدَهِـي بِجَلأل
وَرَفَيفُ سـِرْبٍ من طُيُوفِ كآبةٍ * تختالُ بيــنَ عَـوَاصِفٍ ورِماَل
يَا لَيْلَــةً كَسـَت الزمانَ بِغَابَةٍ * مِنْ رُوحِها ، قَمــَرِيَّةِ الأَدْغـاَل
ذكراكِ مَلْحَمــَةٌ تَوَشَّحَ سِفْرُهاَ * بروائعٍ نُسِجَت مـن الأَهْــوَال
فَهناَ (الحسينُ) يَخِيطُ من أحْلأمِهِ * فَجْرَيْنِ : فَجْرَ هوىً وَفَجْرَ نِضَالِ
وَ أَماَمَهُ الأجيالُ…يلمحُ شَوْطَها * كَابٍ على حَجـَرٍ مــن الإِذْلألِ
فيجيشُ في دَمِهِ الفداءُ ويصطلي * عَزْمــاً يُرَمّــِمُ كَبْوَةَ الأجيالِ
***
وَهُنِا (الحسينُ) يُرِيقُ نبضَ فؤادِهِ * مُتَمَرِّغاً في جَهْشَهِ الأطفالِ
طَعَنُوهُ مــن صَرخـَاتِهِمْ بِأَسِنَّةٍ * وَرَمَوْهُ مــن أَنَّاتِهــِمْ بِنِبـَالِ
(فَأَحَلَّ) مـن ثَوْبِ التــجلُّدِ حَانِياً * وَ (أفاَضَ) في دَمْعِ الحنانِ الغالي
وانْهاَرَ فــي جُرْحِ الإباءِ مُضَرجاً * بِالحُزْنِ… مُعْتَقَلاً بِغَيـٍرِ عِقَالِ
فَتَجَلَّتِ (الحوارءُ) في جَبَرُوتِها الـ * قُدْسِيِّ تجلو موقف الأبطــال
مَدَّتْ علـى البَطَلِ الجريحِ ظِلألَها * وَ طَوَتْهُ بين سَوَاعِـدِ الاّمـال
فَتَعاَنَقاَ…رُوحَيــْنِ سَلَّهُمِا الأسى * بِصَفَائِهِ من قَبْضَةِ الصَـلْصَالِ
وعلى وَقِيدِ الــهَمِّ فـي كَبِدَيْهِما * نَضَجَ العِنَاقُ خَمَائِلاً و دَواَلـيِ
***
وَهُنـَاكَ ( زينُ العابدين) يَشُدُّ في * سَاقَيْهِ صَبْرَهُماَ علـى الأَغْلألِ
و (سُكَيْنَةٌ) بـاَتَتْ تـُوَدِّعُ خِدْرَهاَ * فَتدِبُّ نارُ الشوقِ فـي الأسْدَالِ
والنسوةُ الخَفِراَتُ طـِرَنَ حمائماً * حيرى الرفيفِ كـئيبةَ الأَزْجَالِ
مَازِلْنَ خلفَ دموعِ كـل صَغِيرةٍ * يَخْمِشنَ وَجْهَ الـصبرِ بالأذيالِ
حتَّى تفجَّرَ سِرْبُها في سَرْوَةِ الـ * َأحزانِ فاحْتـَرَقـَتْ مِنَ المَوَّالِ
ووراءَ أروِقَةِ الخيــامِ حكـايةٌ * أُخْرَى تتيـهُ طيُـوفُها بِجَمَالِ
فَهُناَلِكِ (الأَسَدِيُّ) يُبْدِع صــورةً * لِفِدائِهِ ، حُورِيَّــةَ الأشكـالِ
ويحاولُ استنفارَ شِيمَةِ نــُخْبَةٍ * زرعوا الفَلأةَ رُجُولَةً ومعـَاَلي
نادى بِهِمْ… والمجدُ يشهــدُ أنَّهُ * نادى بِأعظمِ فَاتِحِينَ رِجــاَلِ
فإذا الفضاءُ مُُدَجَّجٌ بِصــوارمٍ * وإذا الترابُ مُلَغَّـمٌ بِعَوَالــي
ومشى بِهِم أَسَـداً يقــودُ وَرَاءه * ُنحو الخلــودِ ، كتيبةَ الأشْبَالِ
حتـَّى إذا خدرُ (العقيلةِ) أجهشتْ * أستارُه فــي مِسْمــعِ الأَبْطَالِ
ألقـى السلامَ…. فما تبقَّتْ نَبْضَةٌ * في قَلْبِه لــم ترتعــشْ بِجَلألِ
وَمـُذِ الْتَقَتْهُ ـ مَعَ الكآبةِ ـ زينَبٌ * مخنــوقَةً مــن هَمِّها بِحِبَالِ
قَطــَع استـدارةَ دمعةٍ في خَدِّها * وَأَراَقَ خَاطِــرَها مـن البَلْبالِ
وَتَفَجَّرَ الفــرسانُ بِالعَهْـدِ الذي * ينسـابُ حــول رِقَابِهـم بِدَلألِ
قرِّي فُؤَاداً يا (عقيلةُ) وأحــفظي * هـذي الدموع.. فإنَّهنَّ غـوالي
ما دامتِ الصحراءُ… يَحْفَلُ قلبُها * مِنَّـاـ بِنَبْضـَةِ فــَارِسٍ خَيَّالِ
سيظلُّ في تاريخ كـلِّ كــرامة * ٍميزان عِــزِّكِ طَـافِحَ المِكْيَالِ
عَهْدٌ زَرَعْناَ في السـيوفِ بُذُورَهُ * وَسَقَتـْهُ دِيـمَةُ جُرْحِناَ الهَطَّالِ
***
أمـاَّ (الفراتُ) فَمُقْلةٌ مَشبُوحَةٌ * نحو الصباح ، مُسَهَّدُ السَلْسَالِ
يَتَرقَّـبُ الغَدَ…بِالدِمَاءِ يَزُفُّهُ * عَبْرَ امْتِــدَادِ أَبَاطِحٍ وتلأل
وَيَتُوقُ (لِلْعَبَّاسِ) يَغْسِلُ مَائَه * ُبِأَجَلِّ مَعْنـىً للوفاءِ ، زُلألِ
لجاسم الصحيح
::
ذكراكِ مـِلءُ مَحـاَجِرِ الأجيالِ * خَطَرَاتُ حـُزْنٍ يَزْدَهِـي بِجَلأل
وَرَفَيفُ سـِرْبٍ من طُيُوفِ كآبةٍ * تختالُ بيــنَ عَـوَاصِفٍ ورِماَل
يَا لَيْلَــةً كَسـَت الزمانَ بِغَابَةٍ * مِنْ رُوحِها ، قَمــَرِيَّةِ الأَدْغـاَل
ذكراكِ مَلْحَمــَةٌ تَوَشَّحَ سِفْرُهاَ * بروائعٍ نُسِجَت مـن الأَهْــوَال
فَهناَ (الحسينُ) يَخِيطُ من أحْلأمِهِ * فَجْرَيْنِ : فَجْرَ هوىً وَفَجْرَ نِضَالِ
وَ أَماَمَهُ الأجيالُ…يلمحُ شَوْطَها * كَابٍ على حَجـَرٍ مــن الإِذْلألِ
فيجيشُ في دَمِهِ الفداءُ ويصطلي * عَزْمــاً يُرَمّــِمُ كَبْوَةَ الأجيالِ
***
وَهُنِا (الحسينُ) يُرِيقُ نبضَ فؤادِهِ * مُتَمَرِّغاً في جَهْشَهِ الأطفالِ
طَعَنُوهُ مــن صَرخـَاتِهِمْ بِأَسِنَّةٍ * وَرَمَوْهُ مــن أَنَّاتِهــِمْ بِنِبـَالِ
(فَأَحَلَّ) مـن ثَوْبِ التــجلُّدِ حَانِياً * وَ (أفاَضَ) في دَمْعِ الحنانِ الغالي
وانْهاَرَ فــي جُرْحِ الإباءِ مُضَرجاً * بِالحُزْنِ… مُعْتَقَلاً بِغَيـٍرِ عِقَالِ
فَتَجَلَّتِ (الحوارءُ) في جَبَرُوتِها الـ * قُدْسِيِّ تجلو موقف الأبطــال
مَدَّتْ علـى البَطَلِ الجريحِ ظِلألَها * وَ طَوَتْهُ بين سَوَاعِـدِ الاّمـال
فَتَعاَنَقاَ…رُوحَيــْنِ سَلَّهُمِا الأسى * بِصَفَائِهِ من قَبْضَةِ الصَـلْصَالِ
وعلى وَقِيدِ الــهَمِّ فـي كَبِدَيْهِما * نَضَجَ العِنَاقُ خَمَائِلاً و دَواَلـيِ
***
وَهُنـَاكَ ( زينُ العابدين) يَشُدُّ في * سَاقَيْهِ صَبْرَهُماَ علـى الأَغْلألِ
و (سُكَيْنَةٌ) بـاَتَتْ تـُوَدِّعُ خِدْرَهاَ * فَتدِبُّ نارُ الشوقِ فـي الأسْدَالِ
والنسوةُ الخَفِراَتُ طـِرَنَ حمائماً * حيرى الرفيفِ كـئيبةَ الأَزْجَالِ
مَازِلْنَ خلفَ دموعِ كـل صَغِيرةٍ * يَخْمِشنَ وَجْهَ الـصبرِ بالأذيالِ
حتَّى تفجَّرَ سِرْبُها في سَرْوَةِ الـ * َأحزانِ فاحْتـَرَقـَتْ مِنَ المَوَّالِ
ووراءَ أروِقَةِ الخيــامِ حكـايةٌ * أُخْرَى تتيـهُ طيُـوفُها بِجَمَالِ
فَهُناَلِكِ (الأَسَدِيُّ) يُبْدِع صــورةً * لِفِدائِهِ ، حُورِيَّــةَ الأشكـالِ
ويحاولُ استنفارَ شِيمَةِ نــُخْبَةٍ * زرعوا الفَلأةَ رُجُولَةً ومعـَاَلي
نادى بِهِمْ… والمجدُ يشهــدُ أنَّهُ * نادى بِأعظمِ فَاتِحِينَ رِجــاَلِ
فإذا الفضاءُ مُُدَجَّجٌ بِصــوارمٍ * وإذا الترابُ مُلَغَّـمٌ بِعَوَالــي
ومشى بِهِم أَسَـداً يقــودُ وَرَاءه * ُنحو الخلــودِ ، كتيبةَ الأشْبَالِ
حتـَّى إذا خدرُ (العقيلةِ) أجهشتْ * أستارُه فــي مِسْمــعِ الأَبْطَالِ
ألقـى السلامَ…. فما تبقَّتْ نَبْضَةٌ * في قَلْبِه لــم ترتعــشْ بِجَلألِ
وَمـُذِ الْتَقَتْهُ ـ مَعَ الكآبةِ ـ زينَبٌ * مخنــوقَةً مــن هَمِّها بِحِبَالِ
قَطــَع استـدارةَ دمعةٍ في خَدِّها * وَأَراَقَ خَاطِــرَها مـن البَلْبالِ
وَتَفَجَّرَ الفــرسانُ بِالعَهْـدِ الذي * ينسـابُ حــول رِقَابِهـم بِدَلألِ
قرِّي فُؤَاداً يا (عقيلةُ) وأحــفظي * هـذي الدموع.. فإنَّهنَّ غـوالي
ما دامتِ الصحراءُ… يَحْفَلُ قلبُها * مِنَّـاـ بِنَبْضـَةِ فــَارِسٍ خَيَّالِ
سيظلُّ في تاريخ كـلِّ كــرامة * ٍميزان عِــزِّكِ طَـافِحَ المِكْيَالِ
عَهْدٌ زَرَعْناَ في السـيوفِ بُذُورَهُ * وَسَقَتـْهُ دِيـمَةُ جُرْحِناَ الهَطَّالِ
***
أمـاَّ (الفراتُ) فَمُقْلةٌ مَشبُوحَةٌ * نحو الصباح ، مُسَهَّدُ السَلْسَالِ
يَتَرقَّـبُ الغَدَ…بِالدِمَاءِ يَزُفُّهُ * عَبْرَ امْتِــدَادِ أَبَاطِحٍ وتلأل
وَيَتُوقُ (لِلْعَبَّاسِ) يَغْسِلُ مَائَه * ُبِأَجَلِّ مَعْنـىً للوفاءِ ، زُلألِ