من كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه الاندلسي
باب من الشعر يخرج معناه في المدح والـهجاء
قال الشاعر في خيّاط أعور يسمَّى عَمْراً:
خاط لي عَمرو قَباءْ
ليت عينيه سواء
فاسأل الناس جميعاً
أمديحٌ أم هجاء
ومثلـه قولُ حبيب في مَرثية بني حُميد حيث يقول:
لو خَر سيفٌ من العَيُّوق مُنصلتاً
ما كان إلا على هاماتهم يَقَعُ
فلو هُجي بهذا رجل على أنه أنجس خَلق اللـه لجاز فيه ولو مُدح به على مذهب قول الشاعر:
وإنا لتَستحلي المَنايا نُفوسُنا
ونترك أخرى مُرةً ما تَذُوقها
وقول الآخر:
ونحن أناس ما نَرى القَتل سُبَّةً
إذا ما رأتْه عامرٌ وسَلُولُ
يُقَرِّب حبّ المَوت آجالَنا لنا
وتَكرهه آجالـهمُ فتَطُول
وما مات منّا سيّد في فِراشه
ولا طُلّ مِنّا حيثُ كان قَتِيل
تسيل على حَدِّ السيوف دماؤنا
وليس على غَير السُّيوف تَسِيل
انظر فحيثُ تَرى السُيوفَ لوامعاً أبداً ففَوْقَ رؤوسهم تتألّقُ