[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شـــبـــح المـــســـاء
بقلمي
حصريا على رونق الحرف
اعتادت السهر ومسامرة الليل الفاحم بتلك العينين الذابلين من جراء بكاءها على ولدها الوحيد الذي خرج حين غفلة منها ولم تجد له اثرا..لم يمض وقت على فقدها ولدها فقدته صباح الامس واليوم وبعد ان خيم المساء وليس له خبر يذكر.. لم تتهاون في البحث عنه ولن تتهاون مادام فيها عرق ينبض لطفلها ورغم فؤادها المكلوم فانها لم تتكاسل عن بيتها.. امرأة توشحت بالحزن قبل ان تتوشح بذلك الليل الكئيب وقبل ان يلفها ظلامه المخيف ، دلفت تجر خطواتها المتثاقلة رغماً عنها وبيدها اوانيها العطشى ، تناغيها بنغمة يكتنفها شيء من الرعب القادم حينما تمر على افواهها الريح الثائرة ، سارت تشق جسد الريح بقوامها المرتجف حتى انتهت الى مقصدها في مكان مجاور(القصة عائدة لمنتديات رونق الحرف) لقريتهم كان عبارة عن عرصة اشرأبت على اطرافها بضعة نخيلات يكاد ان ياتي عليهن الجفاف وتمركز في تلك العرصة انبوب الماء الوحيد الذي يستقونه اهل قريتها كل يوم بينما هي تاتيه ليلا لانها تنفر من الزحام والطوابير المقيتة..لم تصغ ِالى غناء اوانيها وحفيف سعفات النخيل فقد بدت شاردة الذهن تحدق في العتمة الليل . وصلت وطرحت جسدها ارضا وشرعت بملئ اوانيها بالماء .فما ان فتحت الصنبور حتى تدفق الماء يمزق ذلك الهدوء الشاحب بهديره على الاواني...كانت الوقت يشير الى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل فبينما هي تملأ اوانيها وقد احنت قامتها المرهقة وراسها يفوح من افكارها الحزينة ماذا ستقول لزوجها حين يعود ولا يرى ابنه ماذا ستعتذر هل تقول انها غفلت عنه وخرج ولكن الى اين هو هل هو حي ام ميت ولكن اين جثته لابد انه حي كررت هذه العبارة نعم انه حي وتلجلجت اثر ذلك دمعة هربت من عينها وتكسرت عبرة خرساء بين جدران صدرها، هواجس ما فتأت تنتابها بين الفينة والفينة، وتزيدها لوعة فبينما هي متلفعة بثوب الليل الدامس اذ لاح في كبد الظلماء شبح يتهادى بسيره من بعيد فتارة يظهر وتارة يغيب رمقته ببصرها المتعب من السهر الطويل ، وحدجت في بؤرة الظلام المحدق أي مخلوق هذا الذي يتجه نحوها دب الرعب في قلبها وصفقت شغافه كجناحي طائر وقامت على قدميها بلا شعور وانتفض جسدها من تحت عباءتها من هول ما رأت ولم تبق قطرة دم في وجهها ولكنها لم تبارح مكانها فلا بد ان توصل الماء للبيت والشبح يدنو منها شيئا فشيئا صارت تحدث نفسها هل علي الهروب فهذا الشبح قادم نحوي يبدو انه الشبح الذي حدثنا عنه عمي نعم علي الهروب ... ولكن الماء... فنحن بامسّ الحاجة للماءاختزلت كل هذه الاسئلة المرتبكة بلحظة واحدة وقررت ان تبتعد قليلا ريثما يتجاوزها ذلك المخلوق.. نبضاتها تتسارع مع دنو الشبح الذي بدا غير واضح المعالم . حاولت ان تتغافل عنه وان لاتعيره اهتماما .ولكن دون جدوى فقد احتل حيز تفكيرها باسره ، ورضخت لخوفها وتلاشت عزيمتها وجزعت اشد الجزع وطفقت تولول وتتفوه بكلمات غير مفهومة وتذكر خلالها اسم ابنها وزوجها..و فقدت كل عقلها وبقيت رجلاها مسمرة في مكانها لا تطيقان نقلها خطوة واحدة..والشبح يسير نحوها ويسير .. كأن الزمن تجمد فلا الشبح بواصل اليها ولا هي هاربة منه.. وفجأة واذا بذلك المخلوق يلف ذراعيه على رجليها ثم يطلق لصرخاته العنان ويشرع بالبكاء.. اما هي فقد عاد اليها رشدها وافاقت من سورة الرعب وهدأت عاصفتها وسرقت انفاسها المضطربة بعد ان اوشكت ان تنتهي ...انه طفل صغير ذلك المخلوق.. طفل صغير.. انهارت قدماها تحتها وضمته الى صدرها ولم تتمالك نفسها فقد ادنت شفتيها من خد الطفل وقبلته بعفوية.. (القصة عائدة لمنتديات رونق الحرف)ويا للمفاجأة تنفست الصعداء ونظرت اليه انه فلذة كبدها المفقود انه طفلها الوحيد عاد اليها من بين انياب الظلماء ..غيبته في صدرها .. واغمضت عينيها .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شـــبـــح المـــســـاء
بقلمي
حصريا على رونق الحرف
اعتادت السهر ومسامرة الليل الفاحم بتلك العينين الذابلين من جراء بكاءها على ولدها الوحيد الذي خرج حين غفلة منها ولم تجد له اثرا..لم يمض وقت على فقدها ولدها فقدته صباح الامس واليوم وبعد ان خيم المساء وليس له خبر يذكر.. لم تتهاون في البحث عنه ولن تتهاون مادام فيها عرق ينبض لطفلها ورغم فؤادها المكلوم فانها لم تتكاسل عن بيتها.. امرأة توشحت بالحزن قبل ان تتوشح بذلك الليل الكئيب وقبل ان يلفها ظلامه المخيف ، دلفت تجر خطواتها المتثاقلة رغماً عنها وبيدها اوانيها العطشى ، تناغيها بنغمة يكتنفها شيء من الرعب القادم حينما تمر على افواهها الريح الثائرة ، سارت تشق جسد الريح بقوامها المرتجف حتى انتهت الى مقصدها في مكان مجاور(القصة عائدة لمنتديات رونق الحرف) لقريتهم كان عبارة عن عرصة اشرأبت على اطرافها بضعة نخيلات يكاد ان ياتي عليهن الجفاف وتمركز في تلك العرصة انبوب الماء الوحيد الذي يستقونه اهل قريتها كل يوم بينما هي تاتيه ليلا لانها تنفر من الزحام والطوابير المقيتة..لم تصغ ِالى غناء اوانيها وحفيف سعفات النخيل فقد بدت شاردة الذهن تحدق في العتمة الليل . وصلت وطرحت جسدها ارضا وشرعت بملئ اوانيها بالماء .فما ان فتحت الصنبور حتى تدفق الماء يمزق ذلك الهدوء الشاحب بهديره على الاواني...كانت الوقت يشير الى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل فبينما هي تملأ اوانيها وقد احنت قامتها المرهقة وراسها يفوح من افكارها الحزينة ماذا ستقول لزوجها حين يعود ولا يرى ابنه ماذا ستعتذر هل تقول انها غفلت عنه وخرج ولكن الى اين هو هل هو حي ام ميت ولكن اين جثته لابد انه حي كررت هذه العبارة نعم انه حي وتلجلجت اثر ذلك دمعة هربت من عينها وتكسرت عبرة خرساء بين جدران صدرها، هواجس ما فتأت تنتابها بين الفينة والفينة، وتزيدها لوعة فبينما هي متلفعة بثوب الليل الدامس اذ لاح في كبد الظلماء شبح يتهادى بسيره من بعيد فتارة يظهر وتارة يغيب رمقته ببصرها المتعب من السهر الطويل ، وحدجت في بؤرة الظلام المحدق أي مخلوق هذا الذي يتجه نحوها دب الرعب في قلبها وصفقت شغافه كجناحي طائر وقامت على قدميها بلا شعور وانتفض جسدها من تحت عباءتها من هول ما رأت ولم تبق قطرة دم في وجهها ولكنها لم تبارح مكانها فلا بد ان توصل الماء للبيت والشبح يدنو منها شيئا فشيئا صارت تحدث نفسها هل علي الهروب فهذا الشبح قادم نحوي يبدو انه الشبح الذي حدثنا عنه عمي نعم علي الهروب ... ولكن الماء... فنحن بامسّ الحاجة للماءاختزلت كل هذه الاسئلة المرتبكة بلحظة واحدة وقررت ان تبتعد قليلا ريثما يتجاوزها ذلك المخلوق.. نبضاتها تتسارع مع دنو الشبح الذي بدا غير واضح المعالم . حاولت ان تتغافل عنه وان لاتعيره اهتماما .ولكن دون جدوى فقد احتل حيز تفكيرها باسره ، ورضخت لخوفها وتلاشت عزيمتها وجزعت اشد الجزع وطفقت تولول وتتفوه بكلمات غير مفهومة وتذكر خلالها اسم ابنها وزوجها..و فقدت كل عقلها وبقيت رجلاها مسمرة في مكانها لا تطيقان نقلها خطوة واحدة..والشبح يسير نحوها ويسير .. كأن الزمن تجمد فلا الشبح بواصل اليها ولا هي هاربة منه.. وفجأة واذا بذلك المخلوق يلف ذراعيه على رجليها ثم يطلق لصرخاته العنان ويشرع بالبكاء.. اما هي فقد عاد اليها رشدها وافاقت من سورة الرعب وهدأت عاصفتها وسرقت انفاسها المضطربة بعد ان اوشكت ان تنتهي ...انه طفل صغير ذلك المخلوق.. طفل صغير.. انهارت قدماها تحتها وضمته الى صدرها ولم تتمالك نفسها فقد ادنت شفتيها من خد الطفل وقبلته بعفوية.. (القصة عائدة لمنتديات رونق الحرف)ويا للمفاجأة تنفست الصعداء ونظرت اليه انه فلذة كبدها المفقود انه طفلها الوحيد عاد اليها من بين انياب الظلماء ..غيبته في صدرها .. واغمضت عينيها .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]