[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لقد حلّ الموت لاشيء يُنتظر بعد الآن . كان قد شاهد الغيوم الممطرة طويلا . وكان يمكن تجنب ترع المياه التي اختطها المطر . أطبق مظلته الآن وهو يعبر الرصيف وكان يفكر بحلول يوم آخر . فكر ( أن هذا العالم هو نصيبنا ) كأنه كان يصعد سلالم الليـل فكانت تنبثق امامه هياكل عظمية ويرى معادن تنمو......، لكنه فكر عوض ذلك بالعالم . عندما مرّ أمام مئذنة فكر بالصلواة التي يمكن ان يطلقها مع نفسه . توقف قليلا . وكانت حشود من البشر والباعة قد غطاها المطر وبانوا هرمين تحت معاطفهم الثقيلة . ونظر اليه الباعة عند وصوله اليهم وشاهد هو نظراتهم : ريفيون . إشترى من أحدهم شيئا . عند حلول الليـل رفعوا بضاعتهم وساروا في نفس الطريق التي أتوا منها نحو الضواحي القريبة نحو البساتين الغامضة ، عندما وصلوا المئذنة كان المطر يهطل ثقيلا ثانية ، سيحل ايضا يوم آخر فيه شمس وطيور تحلق ، فكروا . مرت عربة شرطة باسلحة ثقيلة بجوارهم لكنهم كانوا يمضون مع حىواناتهم نحو بيوتهم ،كانت الارض موحلة وتغني كذلك مع فقاعات المطر . كانوا يدخنون لفافات التبغ ويطلقون النكات . كانت المقاهي مضيئة ... ، عندما وصل غرفته كانت الستائر مغلقة ونفذت اليه رائحة الدفء في الرطوبة . وكان معطفه مثقلا بالمطر والحياة الثقيلة كذلك . ادار رأسه فلم ير شيئا سوى التكهن الغامض والظلمة القريبة . اقترب من النوافذ وشعر بيد تلمسه ؛ وسمع نفس الصوت الذي يسمعه كل يوم ( هل عدت ؟ ) ــ أجاب ( إنها تمطر ) . ماكان يمكن رؤية شيء . في العتمة لانرى شيئا سوى ظلال احلامنا وذكرياتنا لكنه استطاع رؤية الظلال . واخذ يفكر . وسمع انفاس الكائن الآخر تذوي في سريرها . اوقد شمعة وحدّق قليلا بذبالاتها . ثم سمع صرخة بعيدة ، كانت كأنها قادمة من تحت المطر . ثم سمع بعد لحظات وابل الرصاص ( لم يعد شيء ممكنا في هذه الحيـاة ) قال . لكن الصوت الآخر لم يسمعه إذ لم يُجب . ( أكنت ِ انتِ من تصرخين بالامس ) سـأل . لكنه ثانية عاد اليه الصمت . إذ لم يسمع جوابا ( ربما كنتِ تحلمين ؟ ) .
الرجال الذين ذهبوا نحو الحقول قالوا بينهم ، انها صرخة احدهم . واطلقوا نكات ثانية ودخنوا لفائف التبغ . اما المطر فظل يتدفق بالحياة والفقاعات . إستلّ كتابا واخذ يقرأ قريبا من ضوء الشمعة وسمع تنهداتها في نومها ، قالت ( انا سقيمة ) . الا زلتِ تحلمين احلاما كاذبة . نفس الاحلام التي ستقصينها عليّ . لقد حلمتُ بكلاب سائبة كثيرة ، هذه المرة . قالت . كانت تلاحقني . وكنت مقيدة بسلاسل . قرأ هو في مقدمة الكتـاب صفحات . وضع يديه بشكل كأس فوق الشمعة فشعر بالدفء يتسلل ، قال ( انكِ ترين أخيلة فحسب ، ظلالا لاغير ) . اطلقت ضحكة شبيهة بصرخة مؤلمة وسعلت كثيرا . كان الليل يدخل شيئا فشيئا باردا ورطبا ، لم يكن مثقلا بالحب . وذهبت رائحة الحقول ، البساتين والارض التي تهب كل صباح ، وسمع هدير محركات ، لعلها سيارات الشرطة ثانية . في الليل تبدو الظلمة حزينة وابدية ؛ في الخارج كان المطر يهطل بقوة على الاشجار في الحقول وعلى جدران البيوت المختلفة ، وكان راكدا على الارض . شاهد الملاءات في الظلال وفي ظلال الشمعة شاهد الستائر .
لم يعد بالمستطاع سماع تلك الاصوات .انها بعيدة انها تمضي بحلول الليل ، كل الاشياء تسكن صامتة في الليل . علمته سنوات من الوحدة ان الزمن يصمت في الوحدة والالم .كل الساعات تعود ساعة واحدة . ان في الوحدة لايمكن انتظار شيء بعد . اطبق الكتاب ربما كان رسالة الغفران للمعري ، وكان البطل يصعد في السماء ( هناك حيث يواجه قدره كشاعر ) . ثم اقترب من السرير . حاولت هي ان تنهض بشحوبها ، لكنه هو الثقل في قدميها مرة اخرى . لِمَ لم ْ يعد بامكاني التفكير بالطيور ، قالت . مفكرا ً بدوامات الطيور ، قال : عليك ان تأكلي قليلا . كــان صوت المطر يهز الارجاء ، كان صوته يطفئ الليل والاصوات . أهذا هو انت ، قالت . اوقد لي شمعة اخرى . ففعل ذلك . كان احدهم يطرق على بابي ، لعلها الكلاب السائبة التي رأيتها نهارا . قالت . اجاب انها ظلال فحسب عليك ان تنامي ثانية . لقد سمعت الباب يصرّ ، لعله كان انتَ من يطرق . كان صوتها متقطعا باردا شبيها بصوت المطر تلك الساعة ، وندّت صرخة طفل في الليل جاءت من مكان ما من بين الجدران . أشياء تغزو الامكنة واخرى تتركها كتلك الارواح السرية التي تتعلق بذلك الحبل ذلك الخيط الذي يربط الجسد : الدماء ، الحيـــاة ، وهي الشيء الذي يربطنا بالعالم . كانت تهبط شيئا فشيئا في قعر العالم ، كانت تقترب من الشمعة حينها ، وكان هو يقرأ في كتابه قليلا وكان يغفو على صوت المطر وضوء الشموع . اني ارى شيئا قالت لكن كلماتها لم تصل سوى للجدار . أدارت ظهرها بشفقة الى الجدار , وسمعت ازيزالرصاص في الشوارع . في الشوارع كانت اشياء تموت محتضرة تحت المطر وفي ضوء النهار ، لعلهم قتلوا الفلاحين هذه المرة . وهو تركها تقترب منه وتقص احلامها عليه , جعلها تقترب اكثر من الشموع . كانت تحمل الملاءات فوق كتفيها , جعلها الدفء تقترب منه . ثم سمع خطواتها وهي تبتعد نحو زاوية الغرفة وتعبث بالنوافذ . راح المطر يهتز بالرياح وهي تضرب الجدران , وفي الحقول ضربت الحشائش وجذوع النخيل . كان كل شيء بانتظار النهار مثل كل ليلة . ما ان يجلس الظلام حتى يحل الخوف والحلم الحلم . في الحلم شاهد نفسه يتهاوى بعيدا عن كرسيه , يتشبث بالنافذة دون كتاب او غفران . وكان السرير فارغا , كانت المرأة تقول له : انكَ ترحل . ترحل ... , عندها استيقظ فعرف ان الرياح لاتزال تهزّ النوافذ قبيل الفجر وكانت المرأة تضع يدها على كتفه ، كانت واهنة سقيمة . فحملها الى السرير ثانية . ضحكت وتحولت ضحكاتها الى قهقهات ؛ قالت له : انكَ ترحل . اجابها كلا ، انني هنــا .
إستمرت الرياح والمطر في الحقول . وصرخت طيور ما ... ، ثم دوت اطلاقات نارية في الشارع المجاور . قالت إنهم يقتلون كل شيء . في الحقول كان الفلاحون يغفون في اكواخهم الفقيرة بجوار رائحة الطين . ان الحزن يعرف طريقه الينا ،، كان ابي يحملني عندما كنت طفلة
، قالت . ويقترب بي من ثمار الاشجار لاقطفها ، اكملت . عليكِ ان تنامي قليلا . قال لها . لعله جاء هنا ليقول لي شيئا . ــ مَن ؟ ، أبي قالت . حين كان يدثرها قال انه ميت منذ سنوات . الا زلتِ تحلمين . لكن مَن انتَ ؟ سألت ، الست ابي ؟ . سمع القهقهات ثانية وجوارالجدران حبتْ القطط خائفة . رنّم لها شيئا وهي راحت تذكره بالحرب وجراحه الميتة . قالت : ان القلب مثل اللهب ينطفئ او يموت شيئا فشيئا وهكذا نفقد الحيواة . كانت تهذي في التشوش والقلق . وهو كان في الليل كل الليل يفكر بالحب كثيرا . كان الحب يزحف على قلبه كالضوء كالمياه العذبة . احس بالشيخوخة فجأة . فكر بالحب كثيرا وشاهد جسدها يذوي تحت ضوء الفجر الذي اخذ يقترب في السكون . لاحظ كعب الشمعة المتبقية فاغلق عينيه وكتابه ، للقلق اللامتناهي في هذه الحياة . كانت امواج الفجر تغمر العالم ، وان لم نكن في هذا العالم فسنكون في العالم الآخر ، فكر . في الحلم المتبقي طلعت اياد من الارض فشاهد نبات الصبار يزحف باشواكه ويطوق كل شيء ولم يعد يسمع ازيزالرصاص المفاجئ . ثم شاهد طيورا تحلق فوق ذرى النخيل ... الاحلام هي الذكريات الكثيفة كان يقول دائما .لكنه فتح عينيه نصف المغلقة الآن . على صوت الرعد لم يعد له خيار سوى ان يفتحهما ربما ليرى البروق القليلة ، وتطلّع اليها لاتزال جاثمة تحت الملاءات ، لم تعد تقهقه كانت هامدة ، كان يوما من ايام الشتاء هذا اليوم ايضا تهب فيه الرياح الممطرة ، مع ذلك فكر بسموم رياح آب ، التي تنضّج رطب النخيل ، وبينما كان يحتسي شايا نظر الى سجادة الرسوم على الجدار وشاهد الغزلان متراكضة في عشب ذهبي ، الى اين تمضي هاربة في السهوب ، التي كانت تبدو متلألئة تحت اشعة الشمس تظللها ابخرة بوهيمية ، بينما كان الافق ازرق لامتناهيا . كانت حبات المطر تصدر صوتا شبيها بالانين والطيور جاثمة في مكامنها . فكر ان يخرج سويعات ، لكن الرياح والمطر كانا في كل مكان واطلقت الشمس شعاعا مفاجئا سرعان مااختفى . من النافذة شاهد رجلين يتبعهما آخران ثم آخران . في الحقول انتشر الفلاحون لحدوا الميتين من يوم الامس كالعادة . كانوا على خيولهم او حيواناتهم .
ذهب ووضع يده في يدها . لاحظ ان شفتيها تهمسان في ضوء النهار . كل يوم يطلع على الارض فجر يوم آخر ؛ فوق الاحياء البشرية . اذ يوجد هناك دائما ضوء حتى في الظلمة ، ربما سمعت وقع قدميه الحافيتين . او ربما لم تسمع شيئا في هذا الزمن . إستمر هطول المطر مثل ازيزالرصاص في الخارج لكنــه كان لوحده الآن ،، ثم ... ثم سحب يده من يدها الميتـــة !
جمال الساعاتي
الرجال الذين ذهبوا نحو الحقول قالوا بينهم ، انها صرخة احدهم . واطلقوا نكات ثانية ودخنوا لفائف التبغ . اما المطر فظل يتدفق بالحياة والفقاعات . إستلّ كتابا واخذ يقرأ قريبا من ضوء الشمعة وسمع تنهداتها في نومها ، قالت ( انا سقيمة ) . الا زلتِ تحلمين احلاما كاذبة . نفس الاحلام التي ستقصينها عليّ . لقد حلمتُ بكلاب سائبة كثيرة ، هذه المرة . قالت . كانت تلاحقني . وكنت مقيدة بسلاسل . قرأ هو في مقدمة الكتـاب صفحات . وضع يديه بشكل كأس فوق الشمعة فشعر بالدفء يتسلل ، قال ( انكِ ترين أخيلة فحسب ، ظلالا لاغير ) . اطلقت ضحكة شبيهة بصرخة مؤلمة وسعلت كثيرا . كان الليل يدخل شيئا فشيئا باردا ورطبا ، لم يكن مثقلا بالحب . وذهبت رائحة الحقول ، البساتين والارض التي تهب كل صباح ، وسمع هدير محركات ، لعلها سيارات الشرطة ثانية . في الليل تبدو الظلمة حزينة وابدية ؛ في الخارج كان المطر يهطل بقوة على الاشجار في الحقول وعلى جدران البيوت المختلفة ، وكان راكدا على الارض . شاهد الملاءات في الظلال وفي ظلال الشمعة شاهد الستائر .
لم يعد بالمستطاع سماع تلك الاصوات .انها بعيدة انها تمضي بحلول الليل ، كل الاشياء تسكن صامتة في الليل . علمته سنوات من الوحدة ان الزمن يصمت في الوحدة والالم .كل الساعات تعود ساعة واحدة . ان في الوحدة لايمكن انتظار شيء بعد . اطبق الكتاب ربما كان رسالة الغفران للمعري ، وكان البطل يصعد في السماء ( هناك حيث يواجه قدره كشاعر ) . ثم اقترب من السرير . حاولت هي ان تنهض بشحوبها ، لكنه هو الثقل في قدميها مرة اخرى . لِمَ لم ْ يعد بامكاني التفكير بالطيور ، قالت . مفكرا ً بدوامات الطيور ، قال : عليك ان تأكلي قليلا . كــان صوت المطر يهز الارجاء ، كان صوته يطفئ الليل والاصوات . أهذا هو انت ، قالت . اوقد لي شمعة اخرى . ففعل ذلك . كان احدهم يطرق على بابي ، لعلها الكلاب السائبة التي رأيتها نهارا . قالت . اجاب انها ظلال فحسب عليك ان تنامي ثانية . لقد سمعت الباب يصرّ ، لعله كان انتَ من يطرق . كان صوتها متقطعا باردا شبيها بصوت المطر تلك الساعة ، وندّت صرخة طفل في الليل جاءت من مكان ما من بين الجدران . أشياء تغزو الامكنة واخرى تتركها كتلك الارواح السرية التي تتعلق بذلك الحبل ذلك الخيط الذي يربط الجسد : الدماء ، الحيـــاة ، وهي الشيء الذي يربطنا بالعالم . كانت تهبط شيئا فشيئا في قعر العالم ، كانت تقترب من الشمعة حينها ، وكان هو يقرأ في كتابه قليلا وكان يغفو على صوت المطر وضوء الشموع . اني ارى شيئا قالت لكن كلماتها لم تصل سوى للجدار . أدارت ظهرها بشفقة الى الجدار , وسمعت ازيزالرصاص في الشوارع . في الشوارع كانت اشياء تموت محتضرة تحت المطر وفي ضوء النهار ، لعلهم قتلوا الفلاحين هذه المرة . وهو تركها تقترب منه وتقص احلامها عليه , جعلها تقترب اكثر من الشموع . كانت تحمل الملاءات فوق كتفيها , جعلها الدفء تقترب منه . ثم سمع خطواتها وهي تبتعد نحو زاوية الغرفة وتعبث بالنوافذ . راح المطر يهتز بالرياح وهي تضرب الجدران , وفي الحقول ضربت الحشائش وجذوع النخيل . كان كل شيء بانتظار النهار مثل كل ليلة . ما ان يجلس الظلام حتى يحل الخوف والحلم الحلم . في الحلم شاهد نفسه يتهاوى بعيدا عن كرسيه , يتشبث بالنافذة دون كتاب او غفران . وكان السرير فارغا , كانت المرأة تقول له : انكَ ترحل . ترحل ... , عندها استيقظ فعرف ان الرياح لاتزال تهزّ النوافذ قبيل الفجر وكانت المرأة تضع يدها على كتفه ، كانت واهنة سقيمة . فحملها الى السرير ثانية . ضحكت وتحولت ضحكاتها الى قهقهات ؛ قالت له : انكَ ترحل . اجابها كلا ، انني هنــا .
إستمرت الرياح والمطر في الحقول . وصرخت طيور ما ... ، ثم دوت اطلاقات نارية في الشارع المجاور . قالت إنهم يقتلون كل شيء . في الحقول كان الفلاحون يغفون في اكواخهم الفقيرة بجوار رائحة الطين . ان الحزن يعرف طريقه الينا ،، كان ابي يحملني عندما كنت طفلة
، قالت . ويقترب بي من ثمار الاشجار لاقطفها ، اكملت . عليكِ ان تنامي قليلا . قال لها . لعله جاء هنا ليقول لي شيئا . ــ مَن ؟ ، أبي قالت . حين كان يدثرها قال انه ميت منذ سنوات . الا زلتِ تحلمين . لكن مَن انتَ ؟ سألت ، الست ابي ؟ . سمع القهقهات ثانية وجوارالجدران حبتْ القطط خائفة . رنّم لها شيئا وهي راحت تذكره بالحرب وجراحه الميتة . قالت : ان القلب مثل اللهب ينطفئ او يموت شيئا فشيئا وهكذا نفقد الحيواة . كانت تهذي في التشوش والقلق . وهو كان في الليل كل الليل يفكر بالحب كثيرا . كان الحب يزحف على قلبه كالضوء كالمياه العذبة . احس بالشيخوخة فجأة . فكر بالحب كثيرا وشاهد جسدها يذوي تحت ضوء الفجر الذي اخذ يقترب في السكون . لاحظ كعب الشمعة المتبقية فاغلق عينيه وكتابه ، للقلق اللامتناهي في هذه الحياة . كانت امواج الفجر تغمر العالم ، وان لم نكن في هذا العالم فسنكون في العالم الآخر ، فكر . في الحلم المتبقي طلعت اياد من الارض فشاهد نبات الصبار يزحف باشواكه ويطوق كل شيء ولم يعد يسمع ازيزالرصاص المفاجئ . ثم شاهد طيورا تحلق فوق ذرى النخيل ... الاحلام هي الذكريات الكثيفة كان يقول دائما .لكنه فتح عينيه نصف المغلقة الآن . على صوت الرعد لم يعد له خيار سوى ان يفتحهما ربما ليرى البروق القليلة ، وتطلّع اليها لاتزال جاثمة تحت الملاءات ، لم تعد تقهقه كانت هامدة ، كان يوما من ايام الشتاء هذا اليوم ايضا تهب فيه الرياح الممطرة ، مع ذلك فكر بسموم رياح آب ، التي تنضّج رطب النخيل ، وبينما كان يحتسي شايا نظر الى سجادة الرسوم على الجدار وشاهد الغزلان متراكضة في عشب ذهبي ، الى اين تمضي هاربة في السهوب ، التي كانت تبدو متلألئة تحت اشعة الشمس تظللها ابخرة بوهيمية ، بينما كان الافق ازرق لامتناهيا . كانت حبات المطر تصدر صوتا شبيها بالانين والطيور جاثمة في مكامنها . فكر ان يخرج سويعات ، لكن الرياح والمطر كانا في كل مكان واطلقت الشمس شعاعا مفاجئا سرعان مااختفى . من النافذة شاهد رجلين يتبعهما آخران ثم آخران . في الحقول انتشر الفلاحون لحدوا الميتين من يوم الامس كالعادة . كانوا على خيولهم او حيواناتهم .
ذهب ووضع يده في يدها . لاحظ ان شفتيها تهمسان في ضوء النهار . كل يوم يطلع على الارض فجر يوم آخر ؛ فوق الاحياء البشرية . اذ يوجد هناك دائما ضوء حتى في الظلمة ، ربما سمعت وقع قدميه الحافيتين . او ربما لم تسمع شيئا في هذا الزمن . إستمر هطول المطر مثل ازيزالرصاص في الخارج لكنــه كان لوحده الآن ،، ثم ... ثم سحب يده من يدها الميتـــة !
جمال الساعاتي