كشكول النوادر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الكشكول كلمة ليست بعربية
وانما آرامية
وتعني الاناء الذي يجمع صنوفا متعددة مختلفة
وسيكون هذا الموضوع (كشكول النوادر)متجددا
باذن الله تعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مجنون ليلى
هو من جملة من يذكر من المجانين أشهر، وحديثه أوضح وأيسر، وإنه بلغ من شهرته إن جنونه غلب على اسمه حتى إنه إن سمي أو عزى إلى أبيه لم يثبت بل يقال قال المجنون كذا وفعل مجنون بني عامر كذا حتى عابه كثير من الشعراء بالبوح ومدحوا أنفسهم بالكتمان.
قال أبو عبيدة: هو مهدي بن الملوح بن مزاحم بن قيس بن عدي ابن ربيعة بن جعدة بن كعب. وقال يزيد بن عبد الأكبر: هو قيس بن معاذ بن شامة بن نصير.
سئل مجنون بني عامر: كيف كان سبب عشقك لليلى ؟ قال: بينا أنا في عنفوان عزتي وريعان صباي أسحب ذيل اللعب وأرمي الكواعب من كثب، أصبو إليهن فيفترقن، وأهزأ بهن فلا ينتصفن، إذا اعتقلتني حبائل فتاة من عذرة فذهلني حبها، وتيمني عشقها، وإذا جذبة جذبتني فمن أشعاره قولـه:
ولم أر ليلى غير موقف ساعة
بخيف مني ترمي جمار المحصب
وتبدي الحصى منها إذا قذفت به
من البعد أطراف البنان المخضب
وأصبحت من ليلى الغداة كناظر
من الصبح في اعجاز نجم مغرب
الا إنما غادرت يا بدر مالك
صدا حيثما هبت به الريح يذهب
قيل لليلى: حبك للمجنون أكثر أم حبه لك ؟ فقالت: بل حبي لـه. قيل فكيف ؟ قالت لأن حبه لي كان مشهوراً وحبي لـه كان مستوراً.
قال ابن الكلبي: إن المجنون في أول ما كلف بليلى قعد عندها يوماً يتحدث فرآها تعرض عنه وتقبل على غيره فشق ذلك عليه وعرفت ذلك في نفسه فأقبلت عليه وقالت:
وكل مظهر للناس حباً
وكل عند صاحبه مكين
فخر مغشياً عليه، ثم تمادى في الغلو حتى ذهب عقلـه.
قال محمد بن الكلبي: نزل المجنون برهط ليلى فجاء إلى امرأة كانت عارفة بأمرها، فشكى إليها ما يجده، فوعدته أن تجمع بينهما، فمضت وأخذتها وجمعت بينهما، فأنشأ يقول:
إذا قربت داراً كلفت وإن نأت
أسفت فلا بالقرب أسلو ولا البعد
فإن وعدت زاد الـهوى بانتظارها
وإن بخلت بالوعد مت على الوعد
أقول: وتمام الأبيات:
بكل تداوينا ولم يشف ما بنا
على أن قرب الدار خير من البعد
قال الأصمعي: حدثت إن رهط قيس المجنون قالوا لأبيه اطلب لنا طبيباً لعلـه يطلعنا على ما به، فأحضر إليهم طبيباً، فعالجه فلما أعياه خلاه، فأنشأ قيس يقول:
ألا يا طبيب النفس أنت طبيبها
فرفقا بنفس قد جفاها حبيبها
دعتني دواعي الحب ليلى ودونها
ذوي قوة قلبي الحزين قلوبها ؟
فديتك من داع دعا ولو انني
حشاي من أحجار لظل يجيبها
ما هجرتك النفس من أجل انها
قلتك ولكن قل منها نصيبها
قال الأصمعي: إن رهط قيس قالوا لأبيه: لو خرجت به إلى الحج فتدعو اللـه لعلـه ينساها، فخرج به فبينا هو يرمي الجمار نادى مناد من بعض تلك الخيام: يا ليلى، فخر قيس مغشياً عليه، ثم أفاق وأنشأ يقول:
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى
فهيج أحزان الفؤاد وما يدري
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما
أطار بقلبي طائراً كان في صدري
إذا ذكرت يرتاح قلبي لذكرها
كما انتفض العصفور من بلل القطر
وهي قصيدة طويلة.
قيل: حبس المجنون مع ليلى في السجن فقيل لـه اخرج فقال لا أخرج لأن أكون مع الحبيب في السجن خير من الفراق فأخرج فجاء الناس يعزونه فقال ارتجالاً:
ليل الحبيب مع الحبيب نهار
وكذاك أيام الوصال قصار
وقال أيضاً:
وسجني مع المحبوب فردوس جنتي
وناري مع المحبوب في النار أنوار
وذكر إن سعيد بن الحاص ؟ كان صديقه فعاتبه يوماً فقال لـه فضحت نفسك وعشيرتك فقال:
اريد لا نسى ذكرها فكأنما
تمثل لي ليلى بكل سبيل
فلا تلحننى يا سعيد فانني
وحق إلـهي هالك بقليل
قال كثير عزة: خرجت أريد قضاء حاجة لي فضللت الطريق فإذا أنا برجل قاعد فقلت إنسي أنت أم جني ؟ فقال بل إنسي، فقلت ما أقعدك ها هنا ؟ فقال إن هنا صياداً فأحببت أن أنظر إلى صيده، فأنخت راحلتي قريباً منه، فبينا نحن نتحدث إذ اضطرب الحبل فقام وقمت فإذا بظبية كأحسن ما يكون من الظباء واسمنهن، فاستخرجها برفق، وجعل يقبل خديها وعينيها ثم أرسلـها وهو يقول:
اذهبي في كلاءة الرحمن
أنت منى في ذمة وأمان
فتهني فالجيد منك لليلى
والحشا والبغام والعينان
لا تخافي بأن تسامي بسوء
ما تغني الحمام في الأغصان
قال كثير: فأعجبني ما رأيت منه، فأقمت عنده، فلما كان من الغد غدا ونصب حبالته، فما لبث أن اضطرب الحبل، فقام وقمت فإذا ظبي كنحو ما كان بالأمس، ففعل به كما فعل بالآخر، فمضى غير بعيد ثم وقف ينظر إليه وأنشأ فقال:
ايا شبه ليلى لا تراعي فانني
لك اليوم من وحشية لصديق
فعيناك عيناها وجيدك جيدها
سوى أن عظم الساق منك دقيق
ثم لبثنا يومنا وليلتنا، فلما كان من الغد غدا وغدوت وصنع مثل صنيعه، فإذا نحن بظبية قد وقعت في الحبالة، ففعل مثل ذلك فخلاها وأنشأ يقول:
تذكرني ليلى من الوحش ظبية
لـها مقلتاها والمقلد والحشا
فينهل دمع العين يجري لذكرها
وأسفي عليك القلب بالدمع ما جرى
فقلت: للـه أبوك، ما أعجب شأنك فالتفت إلي ثم قال:
أتلحى محباً هائماً أن رأى لمن
أحب شبيهاً في الحبالة موثقا
فلما دنا منه تذكر شجوه
وآنس مما قد رآه تشوقا
وهيج منه حائل دون ذبحه
فأرسلـه من أجل ليلى فاعتقا
ألا لا تلمه بل لـه اليوم حرقة
من الوجد لا يزداد إلا تحرقا
فواللـه إني لفي ذلك إذ أقبل راكب فقال: اللـهم إني أسألك خير ما عنده، فجاء حتى وقف فقال: اصبر يا قيس، قال عمن قال ؟ عن ليلى، فقام إلى بعيره وقمت إلى بعيري فشددنا عليهما ثم أقبلنا إلى الحي فقال: أرشدوني إلى قبرها، فأشاروا لـه إلى قبر حديث عهد بطين، فأكب يقبلـه ويلتزمه ويشم ترابه وأنشأ يقول:
أيا قبر ليلى لا شهدناك أعولت
عليك نساء من فصيح ومن عجم
ويا قبر ليلى إن في الصدر غصة
مكان الشجى سدت مع الريق بالسلم
ثم شهق شهقة فمات، فدفنته أنا والراكب، وأنشأت أقول:
سابكيكما ما عشت حياً وإن أمت
فإني قد لاقيت ما تجدان
قيل للمجنون: أتحب ليلى ؟ قال لا، قيل ولم ؟ قال لأن المحبة ذريعة للرؤية فقد سقطت الذريعة فليلى أنا وأنا ليلى.
أنشدنا محمد بن المنذر للمجنون:
تذكرت ليلى والفؤاد عميد
وشطت نواها والمزار بعيد
يبدي الـهوى من صدر كل متيم
وحبي لليلى ما حييت جديد
قال الأصمعي: لم يكن المجنون مجنوناً ولكن كانت فيه لوثة كلوثة أبي حية النميري، وهو من أشعر الناس، ومن جيد شعره:
أما والذي أبكى وأضحك والذي
أمات وأحيا والذي أمره الأمر
لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى
أليفين منها لا يروعهما الزجر
فيا حبها زدني جوى كل ليلة
ويا سلوة الأيام موعدك الحشر
ويا هجر ليلى قد بلغت بي المدى
وزدت على ما لم يكن صنع الـهجر
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها
فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر
وأنشد الجعد بن عقبة الجرمي لمجنون بن عامر:
دعوت إلـه الناس عشرين حجة
نهاراً وليلاً في الجميع وخاليا
لكي تبتلى ليلى بمثل بليتي
فتعلم حالي أو ترق لما بيا
فلم يستجب لي اللّه فيها ولم يفق
هواي ولكن زيد حب برانيا
فيا رب حببني إليها أو اشفني
بها أو أرح مما يقاسي فؤاديا
ومن شعره أنشد ابن الأعرابي:
يقولون عن ليلى غنيت وإنما
بي اليأس عن ليلى وليس بي الصبر
فيا حبذا ليلى إذ الدهر صالح
وسقيا لليلى بعد ما فسد الدهر
فإني لا هواها وإني لآيس
هوى وإياس كيف صمهما الصدر
ولـه أيضاً:
امر مجانباً عن دار ليلى
ألم بها وفي قلبي غليل
وقلبي عند ساكنها فهل لي
إلى قلبي وساكنها سبيل
فلو أن الطلول أجبن صبا
لرحمته أجابتني الطلول
ولـه أيضاً:
وجاؤوا إليه بالتعاويذ والرقى
وصبوا عليه الماء من ألم النكس
وقالوا به من أعين الجن لحظة
ولو عقلوا قالوا به أعين الأنس
ولـه أيضاً:
أيا شبه ليلى إن ليلى مريضة
وأنت صحيح إن ذا لمحال
أقول لظبي مر بي في مفازة
لانت أخو ليلى فقال يقال
وإن لم تكن ليلى غزالاً بعينها
فقد أشبهتها ظبية وغزال
ومن مشهور شعره:
ذكرتك والحجيج لـه ضجيج
ببكة والقلوب لـها وجيب
فقلت ونحن في بلد حرام
به للّه أخلصت القلوب
أتوب إليك يا رحمن إني
أسأت وقد تضاعفت الذنوب
وأما من هوى ليلى وحبي
زيارتها فإني لا أتوب
عدل سابقا من قبل عادل محمد في الثلاثاء 29 يونيو 2010, 5:49 am عدل 1 مرات