كما عودنا الاخ الاستاذ علي ان يتحفنا
بكل ما ينفثه يراعه
ويرسلها لنا عن طريق الاميل لنقوم بنشره
ومشاركته متعة القراءة
يعود هذه المرة بهذه القصة القصيرة
بعنوان
رحلة السقوط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لقد توقف عنده كل شي .. منذ أيام ولم يدخل جوفه قطره ماء فضلاً عن كسره خبز .. ظل حبيس غرفته التي لم يعد يعرف لها لونا أو شكلا .. أنفاسه البطيئة تقنعه بأنه لا يزال على قيد الحياة .. وأن الهواء هو فقط من يشارك به الناس .. حينما يدخل إلى رئتيه الصدئة .. نبضات قلبه هي من تشعره بأنه مازال جزاء من هذا الكون .. وانه لم يدخل بعد ضمن قائمه الوفيات .
حاول إهمال إنسانيته بل وسلب حقه في التمتع بالحياة بعد أن كان يفتخر بنفسه ورجاحة عقله .. كان هدفه أن يتوصل إلى كل شي لم يتوصل إليه إنسان ..
كان يسعى دائما في حب الخير ومساعده الآخرين ..
حاول الولوج إلى عالم لكائنات حيه لم تبادله يوما حبا ولا عطفا .. ويا لغبائه .. أخذ عنهم ..عن همومهم .. عن أفراحهم .. عن حياتهم بشكل عام .. احتفل معهم في الأعياد .. شاركهم أفراحه وأتراحه .. منحهم كل شي .. ثقته .. عطفه .. ووقته .. ضانا بأنهم أنقياء .. وظن أن قلوبهم طاهرة نقيه كنقاء الماء ..ولكنه نسي بأنهم كانوا جميعا يمتلكون نفس النظرة الدنيئة للحياة .
بدا كالطفيلي في أعينهم .. غريبا عنهم .. بعيدا عن مشاكلهم .. فسرعان ما ذبل الأمس الجميل .. وبدا يطوي كرها بالأيدي التي كانت تحمله .. حاول أن ينقذ ثقته كي لا تدوس عليها قدم حاقدة .. ولكن الأيدي امتدت تلقف ما تصل إليه بشراهة .. نهشوا لحمه .. واستباحوا عرضه .. اقتسموا الغنيمة بضراوة .. كل ينظر إليه بحسد .. كل يريد شيئا للذكرى .. كلهم يحملون السيف نفسه الذي وعدوه للدفاع عنه به .. كل واحد يصارع من اجل الحصول على قطعه اكبر ..
تأملهم كثيرا .. تعابيرهم .. نفاقهم .. مجاملاتهم .. كذبهم .. وحتى صمتهم النادر حين يستغرقون في أفكار لم تلج يوما ما في عقله ..
اليوم بدا مختلفا تماما .. فهو عاجز حتى عن النوم .. شيئا ما اجبره على إن يظل ساهرا .. بحث عن قلبه فلم يجده .. وبحث عن قلمه فلم يجده أيضا .. فتجمعت الدموع في مقلتيه .. ثم صرخ صرخة مدوية ليسكت بروده المقيت وعجزه الواهن .. كانت صرخته كفيله بإسقاط كل حصون قلبه وعقله .. غيظ الاقارب وحسد المقربين أطاح بيقظه دماغه ..حتى سقط أخيرا منتحبا .. يبكي نفسه .. يبكي قلبه الذي صار غريبا عنه .. سقط أخيرا .. وهاذا ما أرادوه حساده .. وليتهم استفادوا شيئا من سقوطه .. بل ظلوا يتبادلون التهم بسرقة اللحم والروح من ذاك الجسد .. وظلوا يبحثون عن زجاجه عطر لتغطي رائحة الحسد النتنة التي مازالت تنبعث من أجسامهم .
بقلم اخوكم / علي احمد السيود
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بكل ما ينفثه يراعه
ويرسلها لنا عن طريق الاميل لنقوم بنشره
ومشاركته متعة القراءة
يعود هذه المرة بهذه القصة القصيرة
بعنوان
رحلة السقوط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لقد توقف عنده كل شي .. منذ أيام ولم يدخل جوفه قطره ماء فضلاً عن كسره خبز .. ظل حبيس غرفته التي لم يعد يعرف لها لونا أو شكلا .. أنفاسه البطيئة تقنعه بأنه لا يزال على قيد الحياة .. وأن الهواء هو فقط من يشارك به الناس .. حينما يدخل إلى رئتيه الصدئة .. نبضات قلبه هي من تشعره بأنه مازال جزاء من هذا الكون .. وانه لم يدخل بعد ضمن قائمه الوفيات .
حاول إهمال إنسانيته بل وسلب حقه في التمتع بالحياة بعد أن كان يفتخر بنفسه ورجاحة عقله .. كان هدفه أن يتوصل إلى كل شي لم يتوصل إليه إنسان ..
كان يسعى دائما في حب الخير ومساعده الآخرين ..
حاول الولوج إلى عالم لكائنات حيه لم تبادله يوما حبا ولا عطفا .. ويا لغبائه .. أخذ عنهم ..عن همومهم .. عن أفراحهم .. عن حياتهم بشكل عام .. احتفل معهم في الأعياد .. شاركهم أفراحه وأتراحه .. منحهم كل شي .. ثقته .. عطفه .. ووقته .. ضانا بأنهم أنقياء .. وظن أن قلوبهم طاهرة نقيه كنقاء الماء ..ولكنه نسي بأنهم كانوا جميعا يمتلكون نفس النظرة الدنيئة للحياة .
بدا كالطفيلي في أعينهم .. غريبا عنهم .. بعيدا عن مشاكلهم .. فسرعان ما ذبل الأمس الجميل .. وبدا يطوي كرها بالأيدي التي كانت تحمله .. حاول أن ينقذ ثقته كي لا تدوس عليها قدم حاقدة .. ولكن الأيدي امتدت تلقف ما تصل إليه بشراهة .. نهشوا لحمه .. واستباحوا عرضه .. اقتسموا الغنيمة بضراوة .. كل ينظر إليه بحسد .. كل يريد شيئا للذكرى .. كلهم يحملون السيف نفسه الذي وعدوه للدفاع عنه به .. كل واحد يصارع من اجل الحصول على قطعه اكبر ..
تأملهم كثيرا .. تعابيرهم .. نفاقهم .. مجاملاتهم .. كذبهم .. وحتى صمتهم النادر حين يستغرقون في أفكار لم تلج يوما ما في عقله ..
اليوم بدا مختلفا تماما .. فهو عاجز حتى عن النوم .. شيئا ما اجبره على إن يظل ساهرا .. بحث عن قلبه فلم يجده .. وبحث عن قلمه فلم يجده أيضا .. فتجمعت الدموع في مقلتيه .. ثم صرخ صرخة مدوية ليسكت بروده المقيت وعجزه الواهن .. كانت صرخته كفيله بإسقاط كل حصون قلبه وعقله .. غيظ الاقارب وحسد المقربين أطاح بيقظه دماغه ..حتى سقط أخيرا منتحبا .. يبكي نفسه .. يبكي قلبه الذي صار غريبا عنه .. سقط أخيرا .. وهاذا ما أرادوه حساده .. وليتهم استفادوا شيئا من سقوطه .. بل ظلوا يتبادلون التهم بسرقة اللحم والروح من ذاك الجسد .. وظلوا يبحثون عن زجاجه عطر لتغطي رائحة الحسد النتنة التي مازالت تنبعث من أجسامهم .
بقلم اخوكم / علي احمد السيود
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]