مكارم الأخلاق
( في ثواب المريض )
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الحمى رائد الموت وسجن
الله في أرضه ، وفورها من جهنم وهي حظ كل مؤمن من النار.
وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا رأى في جسمه بثرة عاذ بالله واستكان له وجار
إليه ، فيقال له : يا رسول الله أهو بأس ؟ فيقول : إن الله إذا أراد أن يعظم صغيرا
عظمه وإذا أراد أن يصغر عظيما صغره .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع
ولا مرض إلا بذنب ، وذلك قوله عز وجل في كتابه : " وما أصابكم من مصيبة فبما
كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " ، ثم قال : وما يعفو الله أكثر مما يأخذ به .
عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : نعم الوجع الحمى يعطي كل عضو قسطه
من البلاء ولا خير فيمن لا يبتلى .
عن محمد بن أحمد ، عن يوسف بن إسماعيل بإسناده له قال قال : إن المؤمن إذا حم
حماة واحدة تناثرت الذنوب منه كورق الشجر ، فإن صار على فراشه فأنينه تسبيح
وصياحه تهليل وتقلبه على الفراش كمن يضرب بسيفه في سبيل الله وإن أقبل يعبد الله
عز وجل بين أصحابه كان مغفورا له ، فطوبي له إن مات وويله إن عاد . والعافية
أحب إلينا .
عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : حمى ليلة كفارة سنة ، وذلك لان ألمها
يبقى في الجسد سنة .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : حمى ليلة كفارة لما قبلها ولما بعدها .
عنه ( عليه السلام ) قال : من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدى إلى الله شكرها كانت له
كفارة ستين سنة ، قال : قلت : وما قبلها بقبولها ؟ قال : صبر على ما كان فيها .
عن الباقر ( عليه السلام ) قال : سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة .
عن زرارة ، عن أحدهما عليهما السلام قال : سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل
وأعظم أجرا من عبادة سنة .
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : حمى ليلة تعدل عبادة سنة وحمى ليلتين تعدل عبادة
سنتين وحمى ثلاث تعدل عبادة سبعين سنة . قال أبو حمزة : قلت : فإن لم يبلغ سبعين
سنة ؟ قال : فلأبيه وأمه ، قال : قلت : فإن لم يبلغا ؟ قال : فلقرابته ، قال : قلت :
فإن لم تبلغ قرابته ؟ قال : فلجيرانه .
عن الرضا ( عليه السلام ) قال : المرض للمؤمن تطهير ورحمة . وللكافر تعذيب ولعنة .
وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى ما يكون عليه ذنب .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : صداع ليلة يحط كل خطيئة إلا الكبائر .
عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : للمريض أربع خصال :
يرفع عنه القلم ، ويأمر الله الملك فيكتب له كل فضل كان يعمله في صحته ، ويتبع مرضه
كل عضو في جسده فيستخرج ذنوبه منه ، فإن مات مات مغفورا له وإن عاش عاش
مغفورا له .
عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمل في
صحته وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن الله إذا أحب عبدا نظر إليه . وإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث : إما حمى أو وجع عين أو صداع .
عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : إن المؤمن إذا مرض أوحى الله عز وجل إلى أصحاب
الشمال : لا تكتبوا على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ، وأوحى إلى أصحاب اليمين :
أن اكتبوا لعبدي ما كنتم تكتبونه له في صحته من الحسنات .
( في الصبر على العلة )
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يقول الله عز وجل : إذا
ابتليت عبدي فصبر ولم يشتك على عواده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه وجلدا خيرا
من جلده ودما خيرا من دمه ، وإن توفيته توفيته إلى رحمتي وإن عافيته عافيته
ولا ذنب عليه .
عن الرضا ( عليه السلام ) قال : المرض للمؤمن تطهير ورحمة ، وللكافر تعذيب ونقمة .
عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إن العبد ليصيبه [ من ] المصائب حتى يمشي على الأرض
وما عليه خطيئة .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة
ومن مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة ، قيل له : ما معنى فقبلها
بقبولها ؟ قال : لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنما الشكوى أن يقول الرجل : لقد ابتليت بما لم
يبتل به أحد ، أو يقول : لقد أصابني ما لم يصب أحدا ، وليس الشكوى أن يقول :
سهرت البارحة وتحممت اليوم ونحو هذا .
وروي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع ذنبا
إلا حطه وإنما الاجر بالقول واللسان والعمل باليد والرجل ، وإن الله تعالى ليدخل
بصدق النية والسريرة الخالصة جما من عباده الجنة .
( في عيادة المريض )
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من حق المسلم على المسلم إذا لقيه أن يسلم عليه ، وإذا مرض
أن يعوده ، وإذا مات أن يشيع جنازته .
وعاد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جارا له يهوديا .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه ويسأله كيف أنت ؟
كيف أصبحت وكيف أمسيت ؟ وتمام تحيتكم المصافحة .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ينبغي للمريض منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه
ويؤجر فيهم ويؤجرون فيه ، فقيل : نعم ، هم يؤجرون فيه لمشيهم إليه وهو كيف يؤجر
فيهم ؟ فقال : باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات
ويرفع له عشر درجات ويحط عنه عشر سيئات .
قال ( عليه السلام ) : وينبغي لأولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت فيشهدون جنازته
ويصلون عليه ويستغفرون له فيكسب لهم الاجر ويكسب لميته الاستغفار .
عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : عاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) صعصعة بن صوحان ثم قال :
يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بعيادتي إياك وانظر لنفسك فكأن الامر قد وصل
إليك ولا يلهينك الامل .
من كتاب زهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومن كتاب الجنائز ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال :
لا عيادة في وجع العين . ولا تكون العيادة في أقل من ثلاثة أيام فإذا شئت فيوم ويوم
لا ، أو يوم ويومين لا وإذا طالت العلة ترك المريض وعياله .
عنه ( عليه السلام ) قال : إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : إن من أعظم العباد
أجرا عند الله لمن إذا عاد أخاه خفف الجلوس إلا أن يكون المريض يريد ذلك ويحبه
ويسأله ذلك .
وقال ( عليه السلام ) : من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على يدي المريض
أو على جبهته .
عنه ( عليه السلام ) أيضا قال : تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعيه وتعجل
القيام من عنده ، فإن عيادة النوكي (يعني الاحمق) أشد على المريض من وجعه .
وروي عنه ( عليه السلام ) أنه قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد ، العبد إلى الله عز
وجل ، فيحاسبه حسابا يسيرا ويقول : يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت ؟
فيقول المؤمن : أنت ربي وأنا عبدك ، أنت الحي القيوم الذي لا يصيبك ألم ولا نصب ،
فيقول عز وجل : من عاد مؤمنا في فقد عادني ، ثم يقول له : أتعرف فلان بن فلان ؟
فيقول : نعم يا رب ، فيقول له : ما منعك أن تعوده حين مرض ؟ أما إنك لو عدته
لعدتني ثم لوجدتني به وعنده ، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك ولم أردك عنها .
وقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إذا مرض أحدكم فليأذن للناس أن يدخلوا ، فليس من
أحد إلا وله دعوة مستجابة .
وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال وقد عاد سلمان المحمدي لما أراد أن يقوم : يا
سلمان كشف الله ضرك وغفر ذنبك وحفظك في دينك وبدنك إلى منتهى أجلك .
من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : عاد رسول الله
( صلى الله عليه وآله وسلم ) سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال : يا سلمان إن لك في علتك ثلاث خصال :
أنت قريب من الله بذكره ودعاؤك مستجاب ، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته ،
متعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك .
وعنه ( عليه السلام ) قال : العيادة ثلاثة والتعزية مرة .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : أيما مؤمن عاد أخاه في مرضه فإن كان حين
يصبح شيعه سبعون ألف ملك فإذا قعد عنده غمرته الرحمة واستغفروا له حتى يمسي ،
وإن كان مساء كان له مثل ذلك حتى يصبح .
عن الباقر ( عليه السلام ) قال : كان فيما ناجى به موسى ( عليه السلام ) ربه أن قال : يا رب ما
بلغ من عيادة المريض من الاجر ؟ فقال الله عز وجل : أوكل به ملكا يعوده في
قبره إلى محشره .
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من عاد مريضا نادى مناد من
السماء باسمه : يا فلان طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة .
وقال ( عليه السلام ) : أعظمكم أجرا في العيادة أخفكم جلوسا .
وقال ( عليه السلام ) : إذا دخل أحدكم على أخيه عائدا له فليدع له وليطلب منه الدعاء ،
فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة .
وقال ( عليه السلام ) : من عاد مريضا في الله لم يسأل المريض للعائد شيئا إلا استجاب الله له .
عن علي ( عليه السلام ) : في المرض يصيب الصبي ؟ قال : كفارة لوالديه .
عن مولى لجعفر بن محمد عليهما السلام قال : مرض بعض مواليه فخرجنا نعوده
ونحن عدة من مواليه فاستقبلنا ( عليه السلام ) في بعض الطريق ، فقال : أين تريدون ؟ فقلنا :
نريد فلانا نعوده ، فقال : قفوا ، فوقفنا ، قال : مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة أو أترجة
أو لعقة من طيب أو قطعة من عود ؟ فقلنا : ما معنا من هذا شئ ، قال : أما
علمتم أن المريض يستريح إلى كل ما ادخل به عليه .
( في معالجة المريض )
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تداووا ، فإن الله عز وجل لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل ، وحياته بالبر أكثر
من حياته بالعمر .
وروي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ما يكون من علة إلا من ذنب ، وما يعفو الله عز
وجل عنه أكثر .
وروي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : اثنان عليلان : صحيح محتم وعليل مخلط .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تجنب الدواء ما احتمل بدنك الداء ، فإذا لم يحتمل الداء فالدواء .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن نبيا من الأنبياء مرض فقال : لا أتداوى حتى
يكون الذي أمرضني هو الذي يشفيني ، فأوحى الله عز وجل لا أشفيك حتى تتداوى
فإن الشفاء مني والدواء مني ، فجعل يتداوي فأتى الشفاء .
عن الرضا ( عليه السلام ) قال : لو أن الناس قصروا في الطعام لاستقامت أبدانهم .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ليست الحمية من الشئ تركه إنما الحمية من الشئ
الاقلال منه .
عن العالم ( عليه السلام ) قال : الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء عود بدنا ما تعود .
( في ثواب المريض )
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الحمى رائد الموت وسجن
الله في أرضه ، وفورها من جهنم وهي حظ كل مؤمن من النار.
وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا رأى في جسمه بثرة عاذ بالله واستكان له وجار
إليه ، فيقال له : يا رسول الله أهو بأس ؟ فيقول : إن الله إذا أراد أن يعظم صغيرا
عظمه وإذا أراد أن يصغر عظيما صغره .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع
ولا مرض إلا بذنب ، وذلك قوله عز وجل في كتابه : " وما أصابكم من مصيبة فبما
كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " ، ثم قال : وما يعفو الله أكثر مما يأخذ به .
عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : نعم الوجع الحمى يعطي كل عضو قسطه
من البلاء ولا خير فيمن لا يبتلى .
عن محمد بن أحمد ، عن يوسف بن إسماعيل بإسناده له قال قال : إن المؤمن إذا حم
حماة واحدة تناثرت الذنوب منه كورق الشجر ، فإن صار على فراشه فأنينه تسبيح
وصياحه تهليل وتقلبه على الفراش كمن يضرب بسيفه في سبيل الله وإن أقبل يعبد الله
عز وجل بين أصحابه كان مغفورا له ، فطوبي له إن مات وويله إن عاد . والعافية
أحب إلينا .
عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : حمى ليلة كفارة سنة ، وذلك لان ألمها
يبقى في الجسد سنة .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : حمى ليلة كفارة لما قبلها ولما بعدها .
عنه ( عليه السلام ) قال : من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدى إلى الله شكرها كانت له
كفارة ستين سنة ، قال : قلت : وما قبلها بقبولها ؟ قال : صبر على ما كان فيها .
عن الباقر ( عليه السلام ) قال : سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة .
عن زرارة ، عن أحدهما عليهما السلام قال : سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل
وأعظم أجرا من عبادة سنة .
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : حمى ليلة تعدل عبادة سنة وحمى ليلتين تعدل عبادة
سنتين وحمى ثلاث تعدل عبادة سبعين سنة . قال أبو حمزة : قلت : فإن لم يبلغ سبعين
سنة ؟ قال : فلأبيه وأمه ، قال : قلت : فإن لم يبلغا ؟ قال : فلقرابته ، قال : قلت :
فإن لم تبلغ قرابته ؟ قال : فلجيرانه .
عن الرضا ( عليه السلام ) قال : المرض للمؤمن تطهير ورحمة . وللكافر تعذيب ولعنة .
وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى ما يكون عليه ذنب .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : صداع ليلة يحط كل خطيئة إلا الكبائر .
عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : للمريض أربع خصال :
يرفع عنه القلم ، ويأمر الله الملك فيكتب له كل فضل كان يعمله في صحته ، ويتبع مرضه
كل عضو في جسده فيستخرج ذنوبه منه ، فإن مات مات مغفورا له وإن عاش عاش
مغفورا له .
عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمل في
صحته وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن الله إذا أحب عبدا نظر إليه . وإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث : إما حمى أو وجع عين أو صداع .
عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : إن المؤمن إذا مرض أوحى الله عز وجل إلى أصحاب
الشمال : لا تكتبوا على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ، وأوحى إلى أصحاب اليمين :
أن اكتبوا لعبدي ما كنتم تكتبونه له في صحته من الحسنات .
( في الصبر على العلة )
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يقول الله عز وجل : إذا
ابتليت عبدي فصبر ولم يشتك على عواده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه وجلدا خيرا
من جلده ودما خيرا من دمه ، وإن توفيته توفيته إلى رحمتي وإن عافيته عافيته
ولا ذنب عليه .
عن الرضا ( عليه السلام ) قال : المرض للمؤمن تطهير ورحمة ، وللكافر تعذيب ونقمة .
عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إن العبد ليصيبه [ من ] المصائب حتى يمشي على الأرض
وما عليه خطيئة .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة
ومن مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة ، قيل له : ما معنى فقبلها
بقبولها ؟ قال : لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنما الشكوى أن يقول الرجل : لقد ابتليت بما لم
يبتل به أحد ، أو يقول : لقد أصابني ما لم يصب أحدا ، وليس الشكوى أن يقول :
سهرت البارحة وتحممت اليوم ونحو هذا .
وروي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع ذنبا
إلا حطه وإنما الاجر بالقول واللسان والعمل باليد والرجل ، وإن الله تعالى ليدخل
بصدق النية والسريرة الخالصة جما من عباده الجنة .
( في عيادة المريض )
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من حق المسلم على المسلم إذا لقيه أن يسلم عليه ، وإذا مرض
أن يعوده ، وإذا مات أن يشيع جنازته .
وعاد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جارا له يهوديا .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه ويسأله كيف أنت ؟
كيف أصبحت وكيف أمسيت ؟ وتمام تحيتكم المصافحة .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ينبغي للمريض منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه
ويؤجر فيهم ويؤجرون فيه ، فقيل : نعم ، هم يؤجرون فيه لمشيهم إليه وهو كيف يؤجر
فيهم ؟ فقال : باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات
ويرفع له عشر درجات ويحط عنه عشر سيئات .
قال ( عليه السلام ) : وينبغي لأولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت فيشهدون جنازته
ويصلون عليه ويستغفرون له فيكسب لهم الاجر ويكسب لميته الاستغفار .
عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : عاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) صعصعة بن صوحان ثم قال :
يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بعيادتي إياك وانظر لنفسك فكأن الامر قد وصل
إليك ولا يلهينك الامل .
من كتاب زهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومن كتاب الجنائز ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال :
لا عيادة في وجع العين . ولا تكون العيادة في أقل من ثلاثة أيام فإذا شئت فيوم ويوم
لا ، أو يوم ويومين لا وإذا طالت العلة ترك المريض وعياله .
عنه ( عليه السلام ) قال : إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : إن من أعظم العباد
أجرا عند الله لمن إذا عاد أخاه خفف الجلوس إلا أن يكون المريض يريد ذلك ويحبه
ويسأله ذلك .
وقال ( عليه السلام ) : من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على يدي المريض
أو على جبهته .
عنه ( عليه السلام ) أيضا قال : تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعيه وتعجل
القيام من عنده ، فإن عيادة النوكي (يعني الاحمق) أشد على المريض من وجعه .
وروي عنه ( عليه السلام ) أنه قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد ، العبد إلى الله عز
وجل ، فيحاسبه حسابا يسيرا ويقول : يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت ؟
فيقول المؤمن : أنت ربي وأنا عبدك ، أنت الحي القيوم الذي لا يصيبك ألم ولا نصب ،
فيقول عز وجل : من عاد مؤمنا في فقد عادني ، ثم يقول له : أتعرف فلان بن فلان ؟
فيقول : نعم يا رب ، فيقول له : ما منعك أن تعوده حين مرض ؟ أما إنك لو عدته
لعدتني ثم لوجدتني به وعنده ، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك ولم أردك عنها .
وقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إذا مرض أحدكم فليأذن للناس أن يدخلوا ، فليس من
أحد إلا وله دعوة مستجابة .
وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال وقد عاد سلمان المحمدي لما أراد أن يقوم : يا
سلمان كشف الله ضرك وغفر ذنبك وحفظك في دينك وبدنك إلى منتهى أجلك .
من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : عاد رسول الله
( صلى الله عليه وآله وسلم ) سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال : يا سلمان إن لك في علتك ثلاث خصال :
أنت قريب من الله بذكره ودعاؤك مستجاب ، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته ،
متعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك .
وعنه ( عليه السلام ) قال : العيادة ثلاثة والتعزية مرة .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : أيما مؤمن عاد أخاه في مرضه فإن كان حين
يصبح شيعه سبعون ألف ملك فإذا قعد عنده غمرته الرحمة واستغفروا له حتى يمسي ،
وإن كان مساء كان له مثل ذلك حتى يصبح .
عن الباقر ( عليه السلام ) قال : كان فيما ناجى به موسى ( عليه السلام ) ربه أن قال : يا رب ما
بلغ من عيادة المريض من الاجر ؟ فقال الله عز وجل : أوكل به ملكا يعوده في
قبره إلى محشره .
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من عاد مريضا نادى مناد من
السماء باسمه : يا فلان طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة .
وقال ( عليه السلام ) : أعظمكم أجرا في العيادة أخفكم جلوسا .
وقال ( عليه السلام ) : إذا دخل أحدكم على أخيه عائدا له فليدع له وليطلب منه الدعاء ،
فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة .
وقال ( عليه السلام ) : من عاد مريضا في الله لم يسأل المريض للعائد شيئا إلا استجاب الله له .
عن علي ( عليه السلام ) : في المرض يصيب الصبي ؟ قال : كفارة لوالديه .
عن مولى لجعفر بن محمد عليهما السلام قال : مرض بعض مواليه فخرجنا نعوده
ونحن عدة من مواليه فاستقبلنا ( عليه السلام ) في بعض الطريق ، فقال : أين تريدون ؟ فقلنا :
نريد فلانا نعوده ، فقال : قفوا ، فوقفنا ، قال : مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة أو أترجة
أو لعقة من طيب أو قطعة من عود ؟ فقلنا : ما معنا من هذا شئ ، قال : أما
علمتم أن المريض يستريح إلى كل ما ادخل به عليه .
( في معالجة المريض )
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تداووا ، فإن الله عز وجل لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل ، وحياته بالبر أكثر
من حياته بالعمر .
وروي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ما يكون من علة إلا من ذنب ، وما يعفو الله عز
وجل عنه أكثر .
وروي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : اثنان عليلان : صحيح محتم وعليل مخلط .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تجنب الدواء ما احتمل بدنك الداء ، فإذا لم يحتمل الداء فالدواء .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن نبيا من الأنبياء مرض فقال : لا أتداوى حتى
يكون الذي أمرضني هو الذي يشفيني ، فأوحى الله عز وجل لا أشفيك حتى تتداوى
فإن الشفاء مني والدواء مني ، فجعل يتداوي فأتى الشفاء .
عن الرضا ( عليه السلام ) قال : لو أن الناس قصروا في الطعام لاستقامت أبدانهم .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ليست الحمية من الشئ تركه إنما الحمية من الشئ
الاقلال منه .
عن العالم ( عليه السلام ) قال : الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء عود بدنا ما تعود .