في كتابه عن ثورة العشرين الوطنية التحررية في العراق يذكر (كوتلوف) ان عدد نفوس البصرة كان (60)الف نسمة وكان فيها 2000مخزن تجاري وعدد كبير من المقاهي والمراكز التجارية كان ذلك نهاية القرن التاسع عشر . . . وقد ازداد نفوس البصرة بعد ادخال بعض الاصلاحات وتأسيس شركات
لتصنيع وتصديرعرق السوس والمهابش والمطاحن ومكائن الثلج ومعامل تصليح المراكب وشركات نقل ومشاريع اخرى.ومن الاسواق التي انشئت في ذلك الوقت كما تقول اوراق المرحوم المؤرخ حامد البازي: سوق الخناقة العبايجية وسوق الدجاج وسوق الصفاة وسوق العطاطير والندافين وبائعي الاقمشة (البزازين) وسوق الصفافير والسمكرية والنجارين وبائعي القطن وسوق الصاغة وسوق المعلفة بما فيها من مواد تجميل وصرافين وسوق الوراقين والجزارين وسوق خزاعة وسوق عثمان وسوق القداحين وسوق القصابين وسوق الكلأ وغيرها.
سوق كاظم آغا وسوق كاظم إغا اقدم اسواق البصرة .. وهو سوق كبير مستطيل الشكل طوله 150 م وعرضه 15 م وهو بناء فخم له بابان كبيران في وسط كل باب باب اخر صغير. وكان في وسط الجانب الايسر للسوق باب يؤدي الى مسجد كبير كان يدعى مسجد بدر ثم سمي بعد ذلك بأسم جامع عزيز آغا نسبة الى الوالي الذي عين على البصرة سنة(1824م) وقام هذا الوالي بتجديد الجامع واحدث فيه بعض الاصلاحات واسس فيه مكتبة كانت تضم آلاف الكتب والمخطوطات.وان هذه السوق بقيت لمدة تزيد على 120سنة وكأنها قلعة شيدت لتقاوم الغزاة وكانت سوقا محصنة لا يمكن اقتحامها او سرقتها ، خاصة انها كانت مسقوفة وهناك نوافذ سقفية تشرف على داخل السوق حيث كان الحراس في الليل يجوبون سطح السوق ، وقد شيدت على جانبي السوق حوانيت عديدة ومخازن واسعة وكان في السوق (30) فانوسا كبيرا تضيء السوق ليلا وفي السوق (براميل) للأوساخ وفجوات لأعقاب السكائر والشخاط وقد كانت دافئة شتاءا باردة صيفا وكانت ارضها ترش صباح كل يوم بعد ان يتم تنظيفها عند الفجر. وقال النبهاني عن هذه السوق في تحفته الخاصة بالبصرة ان هذه السوق جعلها كاظم آغا غاية في المتانة والاحكام وهي تشبه ثكنة عسكرية وقد وشي الى داود باشا والي العراق بأن (كاظم آغا) اخذ يحصن البصرة لأنه يريد ان يستقل بها فاستقدمه داود باشا الى بغداد وسأله عن سبب بنائه لهذه السوق العظيمة فبهت (كاظم آغا) وخاف على نفسه من بطش الوالي فأجاب انه بناها ليهديها الى ابن الوالي (يوسف) فأمره الوالي ان يذهب حالا الى دائرة التسجيلات والاملاك ليسجل السوق بأسم ابن الوالي وهكذا تخلص (كاظم آغا) بهذه الحيلة ولكن الوالي لم يأذن لكاظم آغا بالرجوع الى البصرة وتم تهديمها نهائيا عام1940م.
سوق الهنود عمرها89 سنة في نهاية القرن الثاني الهجري كانت البصرة تعج بالهنود الذين كانوا يتوافدون عليها من بلادهم للأسترزاق والاشتغال والتجارة. وكانت الكتب الهندية تتحدث عن البصرة والف ليلة وليلة والشاطر حسن وكانت الهند غنية بحاصلاتها الزراعية والحيوانية واخذت تسيطر بتجارتها على ارض البصرة واسواقها وعلى هذا الاساس كان لا بد من تأسيس سوق خاصة بالهنود وابتدأت الفكرة عام1870 وبلغت اوجها سنة (1920) وبعد الاحتلال الانكليزي للبصرة في الحرب العظمى الاولى سنة 1914م واصبحت السوق هندية99% حيث كانت تسمع في مخازنها وحوانيتها اللغة الهندية التي اصبحت فيما بعد مزجا بالعربية وحتى الحمالون اتقنوا اللغة الهندية وختاما يتغزل شاعر شعبي بحبيبته في سوق الهنود حيث يقول:
من طبّن الحلوات بسوك الهنود صارت حريكة بساع من نار الخدود
لتصنيع وتصديرعرق السوس والمهابش والمطاحن ومكائن الثلج ومعامل تصليح المراكب وشركات نقل ومشاريع اخرى.ومن الاسواق التي انشئت في ذلك الوقت كما تقول اوراق المرحوم المؤرخ حامد البازي: سوق الخناقة العبايجية وسوق الدجاج وسوق الصفاة وسوق العطاطير والندافين وبائعي الاقمشة (البزازين) وسوق الصفافير والسمكرية والنجارين وبائعي القطن وسوق الصاغة وسوق المعلفة بما فيها من مواد تجميل وصرافين وسوق الوراقين والجزارين وسوق خزاعة وسوق عثمان وسوق القداحين وسوق القصابين وسوق الكلأ وغيرها.
سوق كاظم آغا وسوق كاظم إغا اقدم اسواق البصرة .. وهو سوق كبير مستطيل الشكل طوله 150 م وعرضه 15 م وهو بناء فخم له بابان كبيران في وسط كل باب باب اخر صغير. وكان في وسط الجانب الايسر للسوق باب يؤدي الى مسجد كبير كان يدعى مسجد بدر ثم سمي بعد ذلك بأسم جامع عزيز آغا نسبة الى الوالي الذي عين على البصرة سنة(1824م) وقام هذا الوالي بتجديد الجامع واحدث فيه بعض الاصلاحات واسس فيه مكتبة كانت تضم آلاف الكتب والمخطوطات.وان هذه السوق بقيت لمدة تزيد على 120سنة وكأنها قلعة شيدت لتقاوم الغزاة وكانت سوقا محصنة لا يمكن اقتحامها او سرقتها ، خاصة انها كانت مسقوفة وهناك نوافذ سقفية تشرف على داخل السوق حيث كان الحراس في الليل يجوبون سطح السوق ، وقد شيدت على جانبي السوق حوانيت عديدة ومخازن واسعة وكان في السوق (30) فانوسا كبيرا تضيء السوق ليلا وفي السوق (براميل) للأوساخ وفجوات لأعقاب السكائر والشخاط وقد كانت دافئة شتاءا باردة صيفا وكانت ارضها ترش صباح كل يوم بعد ان يتم تنظيفها عند الفجر. وقال النبهاني عن هذه السوق في تحفته الخاصة بالبصرة ان هذه السوق جعلها كاظم آغا غاية في المتانة والاحكام وهي تشبه ثكنة عسكرية وقد وشي الى داود باشا والي العراق بأن (كاظم آغا) اخذ يحصن البصرة لأنه يريد ان يستقل بها فاستقدمه داود باشا الى بغداد وسأله عن سبب بنائه لهذه السوق العظيمة فبهت (كاظم آغا) وخاف على نفسه من بطش الوالي فأجاب انه بناها ليهديها الى ابن الوالي (يوسف) فأمره الوالي ان يذهب حالا الى دائرة التسجيلات والاملاك ليسجل السوق بأسم ابن الوالي وهكذا تخلص (كاظم آغا) بهذه الحيلة ولكن الوالي لم يأذن لكاظم آغا بالرجوع الى البصرة وتم تهديمها نهائيا عام1940م.
سوق الهنود عمرها89 سنة في نهاية القرن الثاني الهجري كانت البصرة تعج بالهنود الذين كانوا يتوافدون عليها من بلادهم للأسترزاق والاشتغال والتجارة. وكانت الكتب الهندية تتحدث عن البصرة والف ليلة وليلة والشاطر حسن وكانت الهند غنية بحاصلاتها الزراعية والحيوانية واخذت تسيطر بتجارتها على ارض البصرة واسواقها وعلى هذا الاساس كان لا بد من تأسيس سوق خاصة بالهنود وابتدأت الفكرة عام1870 وبلغت اوجها سنة (1920) وبعد الاحتلال الانكليزي للبصرة في الحرب العظمى الاولى سنة 1914م واصبحت السوق هندية99% حيث كانت تسمع في مخازنها وحوانيتها اللغة الهندية التي اصبحت فيما بعد مزجا بالعربية وحتى الحمالون اتقنوا اللغة الهندية وختاما يتغزل شاعر شعبي بحبيبته في سوق الهنود حيث يقول:
من طبّن الحلوات بسوك الهنود صارت حريكة بساع من نار الخدود