رائحة نتنة
كالملايين .. أقصد الأسواق في هذه الأيام لشراء متطلبات العيد من ملابس وغيرها .. ويندر أن يوجد أحد لا يتذمر من الأسعار التي تكاد تقصم ظهر الجميع وتودي بعقولهم ..
الطريق الى السوق مختنق بزحام البشر والسيارات التي تغدوا على جانبي الطريق .. ثمة صديق لي لمحته عن قرب .. القيت عليه تحية خجلى وسط هذا الزحام فلم يردها لي ولا بمثلها .. أشرت اليه بكلتا يدي لكنه لم يراني .. وكأنني شي غير مرئي ولا مسموع .. أدركت حينها أنها الاسعار التي جعلت منه ينظر الى لاشيء ..
أكملت سيري الى أن وصلت الى المكان المطلوب .. هذا المكان الذي يعد الأول في قائمة المحلات التجاريه ذو الاسعار المناسبه .. القيت بنظرة عابره على كل شي .. ملابس مريحة وأخرى هادئه ذات الوان فاتحه .. عطورات مختلفه .. أحذيه .. وهناك اشياء جامده أخرى وغير مالوفه لم أعرف لها معنى أو هدف سوى إنها إحدى صراعات الموضة وشطحاتها ..
ومن باب التباهي والتفاخر كان البائع يدعي أن بضاعته الوحيدة عالية الجودة ولا يتورع عن القسم بالله وباسماءه الحسنى ..
وفجأة شدني البائع نحو البضاعة الجديده والراقيه – على حسب تعبيره – وأخذ في شرح مطول عن نوع القماش وجودة التفصيل ووو .. وكلما سألته عن السعر طمأنني بأنه لايوجد أقل منه سعراً وان وجدت فلي حق رد البضاعة متى شئت .
أعدت النظر متأملا في البضاعه وشدني مارأيت من أنواع .. تركي .. فرنسي .. إيطالي .. ملابس فخمة وراقيه فعلا وبعد طول بحث بين الاشكال والموديلات .. أخذت أنقي لوني المفضل وأقلب هذا وألبس ذاك وأختار كل ماأريد ومازال شعورالخوف يكبلني من أن تكون الميزانية باهظة الثمن ..
شددت من أزري وأخذت حاجتي وتوجهت الى المحاسب الذي تتطاير منه رائحة الأسعار النتنه .. تلك الرائحة التي تزكمني جداً .. تحبس أنفاسي الى حد الاختناق ..
قدمت حاجتي وانا منخفض الرأس فإذا به يقول ( حسابك 30000 ريال )..
أبتلعت ماتبقى في حلقي من ريق دون أدني صوت ونظرت الى الجهه الاخرى لعله يتحدث مع شخص غيري ولكن لم يكن أحد أمامه سواي !! ؟؟ تجاهلت صوته الاول الذي صم أذني وسألت من جديد
( بكم ؟؟ ) فإذا به يصعقني بقوله ( ث لا ث و ن ا ل ف ) مجزأه بالحرف الواحد .. أختنقت في مكاني وجلست اصارع شعوراً بالضجر والتأفف .. فكرت قليلاً وكدت أن أتراجع ..
لم أعرف ماذا أقول فقط مددت يدي واخذت ماتبقى من راتبي وسلمته إياه بإذعان وانا مذهول من تلك الرائحه الكريهه
أخذت حاجتي وسرت دون أن أرى طريقي الى أن اصطدمت بالباب .. ظل المحاسب واقفاً يرمقني من خلف النظارات ويبتسم !! هززت رأسي ودفعت الباب بقوة وسارعت في أخذ نفس عميق ..
تلمست مرة أخرى جيبي الفارغ .. كالعاده لم أكن أحمل سوى بطاقة الصراف الآلي .. لعنت في سري هذه العاده السيئه التي تجرني دائماً الى مواقف محرجه ..
03/09/2010
مع خاااااالص محبتي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بقلم أخوكم / علي أحمد عبدالله السيود
ان لــم ترونــي يومـاً هنـا فلتعلمــوا اننــي قـد رحلــت
فأتمنــى ان تكــون القلــوب صآفيــه والنفــوس عنــي رآضيــه
بــ الاخوةِ لاقـــيتكم وبهآ اودعــكم .. فآسف لكل القلوب التي أسأت اليها
كالملايين .. أقصد الأسواق في هذه الأيام لشراء متطلبات العيد من ملابس وغيرها .. ويندر أن يوجد أحد لا يتذمر من الأسعار التي تكاد تقصم ظهر الجميع وتودي بعقولهم ..
الطريق الى السوق مختنق بزحام البشر والسيارات التي تغدوا على جانبي الطريق .. ثمة صديق لي لمحته عن قرب .. القيت عليه تحية خجلى وسط هذا الزحام فلم يردها لي ولا بمثلها .. أشرت اليه بكلتا يدي لكنه لم يراني .. وكأنني شي غير مرئي ولا مسموع .. أدركت حينها أنها الاسعار التي جعلت منه ينظر الى لاشيء ..
أكملت سيري الى أن وصلت الى المكان المطلوب .. هذا المكان الذي يعد الأول في قائمة المحلات التجاريه ذو الاسعار المناسبه .. القيت بنظرة عابره على كل شي .. ملابس مريحة وأخرى هادئه ذات الوان فاتحه .. عطورات مختلفه .. أحذيه .. وهناك اشياء جامده أخرى وغير مالوفه لم أعرف لها معنى أو هدف سوى إنها إحدى صراعات الموضة وشطحاتها ..
ومن باب التباهي والتفاخر كان البائع يدعي أن بضاعته الوحيدة عالية الجودة ولا يتورع عن القسم بالله وباسماءه الحسنى ..
وفجأة شدني البائع نحو البضاعة الجديده والراقيه – على حسب تعبيره – وأخذ في شرح مطول عن نوع القماش وجودة التفصيل ووو .. وكلما سألته عن السعر طمأنني بأنه لايوجد أقل منه سعراً وان وجدت فلي حق رد البضاعة متى شئت .
أعدت النظر متأملا في البضاعه وشدني مارأيت من أنواع .. تركي .. فرنسي .. إيطالي .. ملابس فخمة وراقيه فعلا وبعد طول بحث بين الاشكال والموديلات .. أخذت أنقي لوني المفضل وأقلب هذا وألبس ذاك وأختار كل ماأريد ومازال شعورالخوف يكبلني من أن تكون الميزانية باهظة الثمن ..
شددت من أزري وأخذت حاجتي وتوجهت الى المحاسب الذي تتطاير منه رائحة الأسعار النتنه .. تلك الرائحة التي تزكمني جداً .. تحبس أنفاسي الى حد الاختناق ..
قدمت حاجتي وانا منخفض الرأس فإذا به يقول ( حسابك 30000 ريال )..
أبتلعت ماتبقى في حلقي من ريق دون أدني صوت ونظرت الى الجهه الاخرى لعله يتحدث مع شخص غيري ولكن لم يكن أحد أمامه سواي !! ؟؟ تجاهلت صوته الاول الذي صم أذني وسألت من جديد
( بكم ؟؟ ) فإذا به يصعقني بقوله ( ث لا ث و ن ا ل ف ) مجزأه بالحرف الواحد .. أختنقت في مكاني وجلست اصارع شعوراً بالضجر والتأفف .. فكرت قليلاً وكدت أن أتراجع ..
لم أعرف ماذا أقول فقط مددت يدي واخذت ماتبقى من راتبي وسلمته إياه بإذعان وانا مذهول من تلك الرائحه الكريهه
أخذت حاجتي وسرت دون أن أرى طريقي الى أن اصطدمت بالباب .. ظل المحاسب واقفاً يرمقني من خلف النظارات ويبتسم !! هززت رأسي ودفعت الباب بقوة وسارعت في أخذ نفس عميق ..
تلمست مرة أخرى جيبي الفارغ .. كالعاده لم أكن أحمل سوى بطاقة الصراف الآلي .. لعنت في سري هذه العاده السيئه التي تجرني دائماً الى مواقف محرجه ..
03/09/2010
مع خاااااالص محبتي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بقلم أخوكم / علي أحمد عبدالله السيود
ان لــم ترونــي يومـاً هنـا فلتعلمــوا اننــي قـد رحلــت
فأتمنــى ان تكــون القلــوب صآفيــه والنفــوس عنــي رآضيــه
بــ الاخوةِ لاقـــيتكم وبهآ اودعــكم .. فآسف لكل القلوب التي أسأت اليها