رسالة sms
من طرف 
لا يختلف اثنان على اهمية المحاضره العلمية فالجميع يعرف ما للمحاضرة من فائدة كبيرة فهي تمثل الغذاء المفضل للعقل وهي التي تساهم اسهاما مباشرا في تكوين وصياغة هذا العقل . فحضور الطالب داخل قاعة المحاضرة امام الاستاذ اثناء شرحة المادة العلمية يعادل ساعات من القراءة دون استاذ ولهذه الاسباب وغيرها اصبحت المحاضره مقدسة عند الطلبة الحقيقيون _المواضبين على الدوام_الذين اعتبروها سبب مجيئهم الى الجامعة فمن دونها _أي المحاضرة _ لا داعي للمجيء الى الجامعة فالاستاذ اثناء المحاضرة يعطي للطالب ما لديه من معلومات قيمة لا تعادل بثمن فهي تمثل عصارة فكره وثمرة تجاربه السابقة ونتاجه بعد قراءة عشرات الكتب ولربما اكثر من ذلك .
الا ان هنالك ظاهرة اصبحت مألوفة اليوم بعد ان كانت غريبة في العقود السابقة وهي تسرب الكثير من الطلبة من المحاضرات مع وجودهم داخل الجامعة فانها ظاهرة تستحق الوقوف والبحث عن اسبابها التي تباينت آراء الاساتذة والطلبة بشأنها _ أي الاسباب _ فقد حدثنا الطالب (احمد هادي) من كلية الاداب عن سبب تركه المحاضرة قائلا : انا كثيرا ما اترك المحاضرات ليس لسبب وانما هو المزاج نعم انا اعترف انني مزاجي فقد اتجاهل الكثير من الامور التي تهم مستقبلي فهو قصور مني لانني لا انظر الى اهمية المحاضرة وايجابياتها بقدر ما انظر لها على انها ضياع لوقتي الذي لم استغله لغرض اخر ولست انا الوحيد من هذا النوع فهنالك الكثير من الطلبة كذلك .
ويرى الطالب في كلية الهندسة (سيف ابراهيم كيضة) ان سبب تسرب الطلبة من المحاضرات هو المادة العلمية المقررة التي يضعها الاستاذ او الجهات المسؤولة عن المناهج فإن هذه المادة اذا كانت ذات طابع سهل وقليله كان حضور الطلبة كبيرا ولربما يحضر جميع الطلبة دون استثناء واذا كانت المادة معقدة وكبيرة فطبيعي ان يترك الطالب المحاضرة فالماده هي السبب الاول وليس الوحيد . ومن الجدير بالذكر ان الغيابات تحدث في الاقسام الانسانية اكثر مما هي في الاقسام العلمية . ولم يكن للطالب (مثنى صباح) رأي في تسرب الطلبة من المحاضرات وانما تحدث عن واقعه حيث قال : انا يوميا اترك محاضرة او محاضرتين بالرغم من تعلقي الشديد وحبي للمحاضرة ولكنني مجبور على ذلك لأني اعمل بعد الدوام ويجب أن أذهب الساعة الواحدة ظهرا الى مكان عملي وان محاضراتي دائما ما تنتهي بعد الساعة الواحدة ، فلم استطع ان احضر في مكان عملي في الوقت المطلوب فاضطر الى ترك المحاضرة الاخيرة و احيانا المحاضرتين الاخيرتين ، ولم استطع ترك العمل لانني بدون عمل لااستطيع الاستمرار في الدراسة لما تتطلبه الدراسة من مصاريف كثيرة
واذا كان لكل من الطلبة رأي في تسرب الطلبة من المحاضرات فكان (للدكتور احمد العذاري) من الجامعة المستنصرية عدة اراء حول ظاهرة التسرب : فيرى ان العلاقات العاطفية هي السبب الاول في ترك معظم الطلبة لمحاضراتهم والذي يحبذون أي يلتقون بأحبتهم بعيدا عن المحاضرات ويضيف العذاري : لم تكن العلاقات العاطفية السبب الوحيد في تسرب الطلبة وانما هنالك اسباب اخرى منها اسلوب الاستاذ فالاسلوب الذي يملكه او يتبعه الاستاذ له دور كبير في حضور الطلبة او تسربهم من المحاضرات فكلما كان الاستاذ ذو اسلوب مرن ومتفاهم كان اقبال الطلبة على المحاضرة اكبر واذا كان العكس كان تسرب الطلبة امراً وارداً واردف العذاري قائلا : ان تراكم المحاضرات يجعل الطالب يحس بالملل فيلجا الى التخفيف من هذا الملل بتركه بعض المحاضرات وختم العذاري حديثه بسبب مهم : وهو عدم اتخاذ الاقسام العلمية الاجراءات الرادعة بحق الطلبة الذين يتركون محاضراتهم العلمية . فالتركيز على الغيابات ومحاسبة المخالفين وانذارهم هي السبل الكفيلة باستمرار الطالب في الحضور داخل المحاضرة واذ لم يركز القسم في ذلك تمادى الطالب في غياباته .
ويؤيد طالب الدراسات العليا في جامعة بغداد (عقيل فنجان) كلام الدكتور العذاري حيث يقول : أن هذه هي الأسباب المنطقية لتسرب الطلبة من المحاضرات بالأضافة ألى تجاهل هؤلاء (المتسربين) وعدم حرصهم على مستقبلهم وكان اخر ن سألناه عن هذا الموضوع الطالبة (سجى محسن) التي رأت ان سبب تسرب الطلبة هو الجوع حيث قالت ان السبب الاول في تسرب الطلبة من المحاضرات هو الجوع حيث يفقد الطالب توازنه ولا سيما اذا كانت هنالك محاضرات كثيره فيضطر الطالب الى ترك المحاضرة ليذهب الى اقرب مطعم او كافيتريا ليبحث عن شيء يسد به رمقه وتضيف سجى : انا شخصيا اذا شعرت بالجوع ف ( اكبر محاضره اتركهه
