النوروالأنوار كتبه سالم عجار
قال لي أحد الأشخاص ، في حديث خاص، ياسالم عجار، لماذا تكني نفسك أبا الأنوار، فقلت له إن هذه من أجمل الكنى ، أطلقتها على نفسي بعد أن حقق الله المنى، فقد رزقني بالنور والأنوار، وهن في نظري أجمل من كل الأزهار ، فقد كنت لا أعرف معاني الأبوة العظيمه، ونفوس الابوين الكريمه ، حتى أقبل النور، وغمرني الفرح والسرور، عندما ولدت ابنتي نوره، وأصبحت نفسي بالفرح مغموره ، فقد أقبلت مع نورالصباح ، فصرت في سعادة وانشراح، فقدفرحت عندمارأيتها ، وحملتها على يدي وقبلتها ، و رأيت فيها جمال الكون بأسره ، وما فيه من جماله وسحره، فكدت أن أطير من الفرح ، وأنس قلبي وانشرح ، وقد أخدت قلبي، وأعطيتها كل مشاعري وحبي، فكلما كبرت زاد في قلبي حبها، وقلت يارب نوردربها، فيا سعادتي حين تناديني، وتقترب منى وتناجيني، وأضمها إلى صدري ، وأتركها تلعب أمامي وتجري ، ثم مضت الأيام والليالي، وقد شغلت عقلي وخيالي ، حتى جائت الانوار، فأضائت الدار ، وقاسمت أختها الحب ، وأخذت عليها جزءا من حنان الأب، وهي مع ذالك مرحه ، وفي جميع أوقاتها منشرحه ، فصارتا أجمل زهرتين ، وإن شئت فقل نجمتين ، فصارقلبي فلقتين، أتخيلهن في صحوي ومنامي ، وأناديهن إذا بدأت كلامي، لا يفارقني خيالهن ، وحسنهن وجمالهن ، حتى من رآني قال مجنون، وما علم أني بحبهن مفتون، أعود من العمل، وأنا أشعر بالملل ، والإرهاق والجوع ، وأنا أهم بالعودة والرجوع ، فما إن أرد السلام ، حتى يقابلنني بأحلى الكلام، فهن في شوق وانتظار، لعودتي إلى الدار، وما إن افتح الباب، وأبدأبخلع الثياب، حتى أسمع النداء، والنشيد والغناء ، وهن يسرعن إلى، ويقبلن علي ، كل واحدة تريد أن تسبق الأخرى ، وهي ترى أنها بحبي أحرى، فأنسى همومي، وجميع مشاكلي وغمومي ، وما إن أجلس على الكرسي ، حتى يمسكن برأسي، يطلبن مني أن ألعب ، وأن لا أترك اللعب أو أتعب، فأضحك وأمرح، وأنطلق بخيالي وأسرح ، فيصعدن على ظهري ، ويطأن بأقدامهن على صدري ، وأنا بذالك سعيد ، وهن يطلبن المزيد، فأقضي معهن أسعد الأوقات، وأمتع الساعات وللحظات ،ولاأهدأ أو أنام، حتى يأتي وقت الدوام، فألبس الثياب وأعزم على العودة والإياب، فيقفن عند الباب، ويكثرن العتاب ، كيف تتركنا وتذهب ، ونحن نريد أن نجلس معك ونلعب ، فأقول يا بناتي، ياأغلى شيئ في حياتي، إني ذاهب إلى العمل ، وقد امتلأقلبي بالأمل ، لأجلب لكم ماتطلبون ، وأشتري لكم ماتحبون، فأنا أعمل لأجلكم، وقدملئ قلبي بحبكم ، فأذهب وهن عند الباب، لسان حالهن يا أبي لا تطل الغياب ، ولتعجل بالعودة والإياب ، فأذهب وقد شغلن بالي، وتفكيري وخيالي ، أحبهن أكثر من نفسي ، فهن يومي وغدي وأمسي ، فلهذا كنيت نفسي، أبا الأنوار ، وهذا مالدي من أخبار، فقال أسأل الله أن يجعلهن من الصالحات ، والمؤمنات القانتات، وأن يحفظهن لك، وجميع
ذويك وأهلك ، وأن يقيهن من فتن الزمان ، ويملأقلوبهن من بالإيمان فقلت أمين ، وإياك وجميع المسلمين،
من الاميل