وصلنا على اميل الموقع من الاخ ابو الانوار :
عودة موفقة
كتبها أبو الأنوار سالم محمد علي عجار
كنا نتجاذب أطراف الحديث أنا وذلك الشاب الذي سافرت معه في سيارته وكان سفرنا طويلا جدا وفي ثنايا الحديث معه أخبرني بقصة مذهلة جعلتني أقف حائرا ومتأملا لتفاصيل هذه القصة العجيبة التي حدثت له مع والدته.
يقول ودعت أمي وخرجت من القرية متجها إلى المدينة التي تبعد عن قريتنا مئات الكيلومترات لأسافر منها إلى إحدى الدول الأخرى قبلت رأسها ويديها وودعتني بكلمات الحب والحنان وختمتها بتلك الدعوات المباركات ثم خرجت ووصلت إلى المدينة.
وما إن وصلت إلى المدينة حتى جاءني اتصال من أمي الغالية رفعت الهاتف سلمت عليها كالعادة فقالت لي بدون أي مقدمات يا بني إني أطلب منك إن تعود حالا إلى القرية فقلت لها سلامات مالذي حدث؟
قالت لاشيء سوى أني أريدك أن تعود إلي فقلت لها أبشري .
يقول ألغيت كل مواعيدي وحجوزاتي وخرجت متجها إلى القرية ملبيا لطلبها خرجت من المدينة اتصل علي خالي قائلا لاتعد يابني وحاول إقناعها فليس هناك داع لعودتك إلى القرية لا سيما أن خالي يعلم تماما مشاغلي وما سأسافر لأجله فقلت له لابد أن أعود وألبي طلبها وأطيب خاطرها .
يقول فرجعت إلى القرية ووصلت قبيل المغرب وكنا يومها في رمضان وأقبلت عليها فقبلت رأسها ويديها وضمتني إلى صدرها ضمة لا أنساها ثم أعدت الفطور وقدمته لي فطرت معها وتعشينا سويا وأنا أتساءل ياترى لماذا طلبت مني العودة؟
أذن المؤذن لصلاة العشاء ذهبت إلى المسجد صليت العشاء والتراويح وعدت إلى البيت وهنا كانت المفاجأة لقد وجدت أمي في غيبوبة تامة أخذت أقلبها يمنة ويسرة وأنادي عليها ولكن لا مجيب أخذتها فورا إلى المستشفى وبعد إجراء الكشفيات اتضح أنها قد أصيبت بجلطة قوية .
وقفت عند رأسها أخذت أكرر عليها النداء أماه أماه أرجوك ردي علي أسمعيني كلمة واحدة من كلماتك العذبة لكن دون جدوى لقد باءت محاولاتي بالفشل لقد غاب عني صوتها.
ظللت واقفا عند رأسها وهي لا تحرك ساكنا حتى قبيل الفجر دخلت الممرضة نظرت إليها ثم خرجت مسرعة إلى الطبيب فدخل وأخذ يقلب الأجهزة ثم نظر إلي قائلا البقاء لله عظم الله أجرك يا أخي وأحسن عزائك .
كلمات وقعت علي كالصاعقة كلمات لم أعد العدة لسماعها أو تقبلها ولم أفكر فيها مسبقا أخذت أنوح كالأطفال لم أتمالك نفسي أمسك الطبيب بيدي ووعظني وذكرني بالله.
ثم أخذتها إلى البيت غسلناها وكفناها ولم تشرق شمس ذلك اليوم إلى وهي من أهل الآخرة.
عندها اقشعر جلدي وقام شعر رأسي وأنا اسمع منه وأخذت أتساءل يا ألله هل كانت تعلم أنها ستموت؟ أم أنها شعرت بدنو أجلها فأحبت أن تقضي آخر لحظاتها مع فلذة كبدها ؟ ثم أخذت أتأمل في حال هذا الابن المطيع الطيب فلو طنش كما هو حال كثير من المطنشين واعتذرها عن المجيء وانهمك في أعماله ومشاغله وماتت وهو بعيد عنها كيف سيكون حاله وأسفه وندمه وكذالك أخذت أفكر في قلب الأم وتعلقه بالأولاد فحنينها وحبها لابنها جعلها تتمنى قربه وعودته إليها فقلت له رحم الله أمك وألحقك بها في الفردوس الأعلى من الجنة وأثابك الله على برها فلا شك أنها على خير وأن خاتمتها طيبه.
كتبها أبو الأنوار سالم محمد علي عجار
كنا نتجاذب أطراف الحديث أنا وذلك الشاب الذي سافرت معه في سيارته وكان سفرنا طويلا جدا وفي ثنايا الحديث معه أخبرني بقصة مذهلة جعلتني أقف حائرا ومتأملا لتفاصيل هذه القصة العجيبة التي حدثت له مع والدته.
يقول ودعت أمي وخرجت من القرية متجها إلى المدينة التي تبعد عن قريتنا مئات الكيلومترات لأسافر منها إلى إحدى الدول الأخرى قبلت رأسها ويديها وودعتني بكلمات الحب والحنان وختمتها بتلك الدعوات المباركات ثم خرجت ووصلت إلى المدينة.
وما إن وصلت إلى المدينة حتى جاءني اتصال من أمي الغالية رفعت الهاتف سلمت عليها كالعادة فقالت لي بدون أي مقدمات يا بني إني أطلب منك إن تعود حالا إلى القرية فقلت لها سلامات مالذي حدث؟
قالت لاشيء سوى أني أريدك أن تعود إلي فقلت لها أبشري .
يقول ألغيت كل مواعيدي وحجوزاتي وخرجت متجها إلى القرية ملبيا لطلبها خرجت من المدينة اتصل علي خالي قائلا لاتعد يابني وحاول إقناعها فليس هناك داع لعودتك إلى القرية لا سيما أن خالي يعلم تماما مشاغلي وما سأسافر لأجله فقلت له لابد أن أعود وألبي طلبها وأطيب خاطرها .
يقول فرجعت إلى القرية ووصلت قبيل المغرب وكنا يومها في رمضان وأقبلت عليها فقبلت رأسها ويديها وضمتني إلى صدرها ضمة لا أنساها ثم أعدت الفطور وقدمته لي فطرت معها وتعشينا سويا وأنا أتساءل ياترى لماذا طلبت مني العودة؟
أذن المؤذن لصلاة العشاء ذهبت إلى المسجد صليت العشاء والتراويح وعدت إلى البيت وهنا كانت المفاجأة لقد وجدت أمي في غيبوبة تامة أخذت أقلبها يمنة ويسرة وأنادي عليها ولكن لا مجيب أخذتها فورا إلى المستشفى وبعد إجراء الكشفيات اتضح أنها قد أصيبت بجلطة قوية .
وقفت عند رأسها أخذت أكرر عليها النداء أماه أماه أرجوك ردي علي أسمعيني كلمة واحدة من كلماتك العذبة لكن دون جدوى لقد باءت محاولاتي بالفشل لقد غاب عني صوتها.
ظللت واقفا عند رأسها وهي لا تحرك ساكنا حتى قبيل الفجر دخلت الممرضة نظرت إليها ثم خرجت مسرعة إلى الطبيب فدخل وأخذ يقلب الأجهزة ثم نظر إلي قائلا البقاء لله عظم الله أجرك يا أخي وأحسن عزائك .
كلمات وقعت علي كالصاعقة كلمات لم أعد العدة لسماعها أو تقبلها ولم أفكر فيها مسبقا أخذت أنوح كالأطفال لم أتمالك نفسي أمسك الطبيب بيدي ووعظني وذكرني بالله.
ثم أخذتها إلى البيت غسلناها وكفناها ولم تشرق شمس ذلك اليوم إلى وهي من أهل الآخرة.
عندها اقشعر جلدي وقام شعر رأسي وأنا اسمع منه وأخذت أتساءل يا ألله هل كانت تعلم أنها ستموت؟ أم أنها شعرت بدنو أجلها فأحبت أن تقضي آخر لحظاتها مع فلذة كبدها ؟ ثم أخذت أتأمل في حال هذا الابن المطيع الطيب فلو طنش كما هو حال كثير من المطنشين واعتذرها عن المجيء وانهمك في أعماله ومشاغله وماتت وهو بعيد عنها كيف سيكون حاله وأسفه وندمه وكذالك أخذت أفكر في قلب الأم وتعلقه بالأولاد فحنينها وحبها لابنها جعلها تتمنى قربه وعودته إليها فقلت له رحم الله أمك وألحقك بها في الفردوس الأعلى من الجنة وأثابك الله على برها فلا شك أنها على خير وأن خاتمتها طيبه.