رسالة sms
من طرف عابس
ألق البطولة ونداءه الخالد ( لا عمل بعد اليوم ) !
ها أنذا أراقب الجمع و أتصفح الوجوه... أشرع في البحث عن رجل عاش العمر على امتداد سنوات مضمخة نهاراتها ولياليها بكل المعاني العميقة للتضحية والفداء من دم زكي ...فأراك يا أبن أبي شبيب واقفاً في ظهر الكوفة يوم البيعة لمسلم بن عقيل... شامخاً بعقيدتك الراسخة بمحبة أهل البيت ( عليهم السلام) .اذ تقول لسفير الحسين ( عليه السلام) عند مشاهدتك تلك النفوس الخائنة منهالة على البيعة له: إني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في نفوسهم وما أغرّك منهم والله إنّي أحدّثك عمّا أنا موطّن عليه نفسي والله لأجيبنّكم إذا دعوتم ولأقاتلنّ معكم عدوكم، ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله لا أريد بذلك إلا ما عند الله.
لقد فسّر عابس بهذه الكلمة الموجزة نوايا القوم وخور عزائمهم وأنهم مجبولون على الغدر والنفاق ومتابعة الأهواء وأنهم لم يرقهم المكاشفة في الميل عنه لئلا يعود ذلك فتا ً في عضد البيعة الواهية ومثاراً للإحن فأجملوا القول وهم ينتظرون نواجم العاقبة وإلا فلم لم يحصل لمسلم بن عقيل الواحد من هؤلاء الآلاف من يدله على الطريق يوم أظلمت عليه الآفاق فلم يدر الى أين يتجه. وها أنت اليوم عند نبع العلقمي واقفاً مع سيد الشهداء وأنت تتجاذب الحديث مع مولىً لك وتقول (لا عمل بعد اليوم) ... ( لا يهمك التضحية بنفسك وبذل كل ما لديك من نفيس في سبيل حفظ الإمام (عليه السلام). لله درّك يا ابن أبي شبيب، أيها المجنون بحب مولاك، نطقت بهذا النداء وأطلقته عندما رأيت السيوف والرماح والسهام والأحجار تنهال وتتراكم على سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه ( عليهم السلام). لقد أجّج هذا المنظر في نفس عابس شعلة جعلت الدماء تشب في عروقه كاللهب المضطرم وخيل إليه أن السماء والأرض قد استحالتا الى دخان ورماد فنظر الى مولى له يدعى شوذب، وكان من الرجال المخلصين وداره مألف للشيعة يتحدثون فيها فضائل أهل البيت ( عليهم السلام) وناداه : يا شوذب ما في نفسك أن تصنع اليوم ؟ قال شوذب : أقاتل حتى اقتل دون ابن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم). قال عابس : ذلك الظن بك، فجزاك الله خيرا فأنه ( لا عمل بعد اليوم) تقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك، وحتى احتسبك فإن هذا يوم نطلب فيه الأجر بكل ما نقدر عليه. فسلم شوذب على الإمام الحسين (عليه السلام) وتقدم للقتال فصدق القول بالفعل فقاتل حتى قتل.
وماذا عن عابس الذي نطق بهذه الحكمة البالغة الخالدة .. تقدّم من الإمام الحسين ( عليه السلام) وقال: أما والله ما أمسى على وجه الأرض قريب ولا بعيد اعز عليّ منك ولو قدرت أن ادفع الضيم عنك بشيء أعز عليّ من نفسي لفعلت، السلام عليك، اشهد أني على هداك وهدى أبيك ... ومشى نحو القوم مصلتا ًسيفه وبه ضربة على جبينه فنادى ألا رجل؟
فأحجموا عنه، فتقدم ماضياً الى المعركة فعرفه رجل من أصحاب ابن سعد يدعى ربيع بن تميم وكان شاهده مع الإمام علي (عليه السلام) في صفين ورأى منه الأعاجيب فصاح ربيع بأصحابه : أيها الناس هذا أسد الأسود لا يخرجن إليه احد، فأخذ عابس ينادي ألا رجل؟ فهابه القوم، فنادى ابن سعد ويلكم ارضخوه بالحجارة فانهالت عليه من كل جانب فلما رأى عابس ذلك ألقى درعه وشدّ عليهم. قال ربيع: رأيته والله يطرد أمامه جمعا كبيرا ثم تكاثروا عليه فقتلوه فأختصم الجيش في قتله وادعاه الجميع فأصلح ابن سعد بينهم بقوله : هذا لم يقتله واحد كلكم قاتله، فهدأت الفتنة. قتل عابس وضحى بنفسه في سبيل مبدئه وإحياء عقيدته ومات شهيد الحق والفضيلة وبلغ بعمل ساعة ما لم يبلغه غيره بعمل الدهر كله، وحاول ابن سعد أن يصرع الأقمار بالأحجار فهوت على رأٍسه وقلبه، ترجمه بها يد التأريخ، ما وجد له قارئاً أو سامعاً. إن نداء ( لا عمل بعد اليوم) هو الشعار الوحيد الذي يعبر عن مبدأ شهداء الطف وعقيدتهم التي من اجلها نصبوا مهجهم هدفاً للسهام والرماح دون الحسين (عليه السلام) وهل تجدي الأعمال كلها بعد قتل الحسين؟! أذن العمل كله في هذا اليوم بل في هذه اللحظة التي ما زال الحسين ( عليه السلام) فيها حياً.
ألق البطولة ونداءه الخالد ( لا عمل بعد اليوم ) !
ها أنذا أراقب الجمع و أتصفح الوجوه... أشرع في البحث عن رجل عاش العمر على امتداد سنوات مضمخة نهاراتها ولياليها بكل المعاني العميقة للتضحية والفداء من دم زكي ...فأراك يا أبن أبي شبيب واقفاً في ظهر الكوفة يوم البيعة لمسلم بن عقيل... شامخاً بعقيدتك الراسخة بمحبة أهل البيت ( عليهم السلام) .اذ تقول لسفير الحسين ( عليه السلام) عند مشاهدتك تلك النفوس الخائنة منهالة على البيعة له: إني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في نفوسهم وما أغرّك منهم والله إنّي أحدّثك عمّا أنا موطّن عليه نفسي والله لأجيبنّكم إذا دعوتم ولأقاتلنّ معكم عدوكم، ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله لا أريد بذلك إلا ما عند الله.
لقد فسّر عابس بهذه الكلمة الموجزة نوايا القوم وخور عزائمهم وأنهم مجبولون على الغدر والنفاق ومتابعة الأهواء وأنهم لم يرقهم المكاشفة في الميل عنه لئلا يعود ذلك فتا ً في عضد البيعة الواهية ومثاراً للإحن فأجملوا القول وهم ينتظرون نواجم العاقبة وإلا فلم لم يحصل لمسلم بن عقيل الواحد من هؤلاء الآلاف من يدله على الطريق يوم أظلمت عليه الآفاق فلم يدر الى أين يتجه. وها أنت اليوم عند نبع العلقمي واقفاً مع سيد الشهداء وأنت تتجاذب الحديث مع مولىً لك وتقول (لا عمل بعد اليوم) ... ( لا يهمك التضحية بنفسك وبذل كل ما لديك من نفيس في سبيل حفظ الإمام (عليه السلام). لله درّك يا ابن أبي شبيب، أيها المجنون بحب مولاك، نطقت بهذا النداء وأطلقته عندما رأيت السيوف والرماح والسهام والأحجار تنهال وتتراكم على سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه ( عليهم السلام). لقد أجّج هذا المنظر في نفس عابس شعلة جعلت الدماء تشب في عروقه كاللهب المضطرم وخيل إليه أن السماء والأرض قد استحالتا الى دخان ورماد فنظر الى مولى له يدعى شوذب، وكان من الرجال المخلصين وداره مألف للشيعة يتحدثون فيها فضائل أهل البيت ( عليهم السلام) وناداه : يا شوذب ما في نفسك أن تصنع اليوم ؟ قال شوذب : أقاتل حتى اقتل دون ابن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم). قال عابس : ذلك الظن بك، فجزاك الله خيرا فأنه ( لا عمل بعد اليوم) تقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك، وحتى احتسبك فإن هذا يوم نطلب فيه الأجر بكل ما نقدر عليه. فسلم شوذب على الإمام الحسين (عليه السلام) وتقدم للقتال فصدق القول بالفعل فقاتل حتى قتل.
وماذا عن عابس الذي نطق بهذه الحكمة البالغة الخالدة .. تقدّم من الإمام الحسين ( عليه السلام) وقال: أما والله ما أمسى على وجه الأرض قريب ولا بعيد اعز عليّ منك ولو قدرت أن ادفع الضيم عنك بشيء أعز عليّ من نفسي لفعلت، السلام عليك، اشهد أني على هداك وهدى أبيك ... ومشى نحو القوم مصلتا ًسيفه وبه ضربة على جبينه فنادى ألا رجل؟
فأحجموا عنه، فتقدم ماضياً الى المعركة فعرفه رجل من أصحاب ابن سعد يدعى ربيع بن تميم وكان شاهده مع الإمام علي (عليه السلام) في صفين ورأى منه الأعاجيب فصاح ربيع بأصحابه : أيها الناس هذا أسد الأسود لا يخرجن إليه احد، فأخذ عابس ينادي ألا رجل؟ فهابه القوم، فنادى ابن سعد ويلكم ارضخوه بالحجارة فانهالت عليه من كل جانب فلما رأى عابس ذلك ألقى درعه وشدّ عليهم. قال ربيع: رأيته والله يطرد أمامه جمعا كبيرا ثم تكاثروا عليه فقتلوه فأختصم الجيش في قتله وادعاه الجميع فأصلح ابن سعد بينهم بقوله : هذا لم يقتله واحد كلكم قاتله، فهدأت الفتنة. قتل عابس وضحى بنفسه في سبيل مبدئه وإحياء عقيدته ومات شهيد الحق والفضيلة وبلغ بعمل ساعة ما لم يبلغه غيره بعمل الدهر كله، وحاول ابن سعد أن يصرع الأقمار بالأحجار فهوت على رأٍسه وقلبه، ترجمه بها يد التأريخ، ما وجد له قارئاً أو سامعاً. إن نداء ( لا عمل بعد اليوم) هو الشعار الوحيد الذي يعبر عن مبدأ شهداء الطف وعقيدتهم التي من اجلها نصبوا مهجهم هدفاً للسهام والرماح دون الحسين (عليه السلام) وهل تجدي الأعمال كلها بعد قتل الحسين؟! أذن العمل كله في هذا اليوم بل في هذه اللحظة التي ما زال الحسين ( عليه السلام) فيها حياً.
