۩۞۩۞ شبكة رونق الحرف ۞۩۞۩

الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902
زائرنا الكريم : انت غير مسجل في المنتدى او لم تسجل معلومات الدخول بعد فرجاءنا منك التسجيل اولا للمشاركة في المنتدى وان كنت تريد القراءة فقط فدونك اقسام المنتدى اهلا وسهلا بك... الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 61923 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 61923 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 61923 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 61923 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 61923
يا ضيفنا لو جئتنا لوجـــدتنا ....نحن الضيوف وانت رب المنزل

الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

۩۞۩۞ شبكة رونق الحرف ۞۩۞۩

الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902
زائرنا الكريم : انت غير مسجل في المنتدى او لم تسجل معلومات الدخول بعد فرجاءنا منك التسجيل اولا للمشاركة في المنتدى وان كنت تريد القراءة فقط فدونك اقسام المنتدى اهلا وسهلا بك... الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 61923 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 61923 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 61923 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 61923 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 61923
يا ضيفنا لو جئتنا لوجـــدتنا ....نحن الضيوف وانت رب المنزل

الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902 الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه 358902

۩۞۩۞ شبكة رونق الحرف ۞۩۞۩

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ادبية معلومات اخبارية تقنية طبية موسوعية

آخر المواضيع






<div style="background-color: none transparent;"><a href="http://www.rsspump.com/?web_widget/rss_widget/twitter_widget" title="web widget">Twitter Widget</a></div>



    الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه

    الماستر
    الماستر
    الاداريون
    الاداريون


    رسالة sms رسالة sms : مرحبا بك
    زائر


    عدد المساهمات : 4802
    تاريخ التسجيل : 04/10/2009
    العمر : 41
    الموقعhttps://adeladel.ahlamontada.com

    متميز الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه

    مُساهمة من طرف الماستر السبت 01 أغسطس 2020, 1:55 am


    منقول عن ا. احمد محمد عبد الدايم
    في احد المواقع
    مقدمة:

    معلومٌ أن الشاعر ليس حرًّا في اختيار كلمات قصائده أو تراكيبها، كما أنه ليس حرًّا في الخروج على قواعد النَّحْو والصرف واللُّغة، وحريتُه تكون أكثر تعقيدًا إذا اختار رويًّا مِن حرف معين، يلزمه الرفع، أو النصب، أو الجر؛ حيث يجب عليه الالتزام بما ألزَم نفسَه به، بينما نراه غير مُقيَّد إذا اختار رويًّا ساكنًا.

    كل ذلك قد يدفع الشاعرَ أحيانًا إلى الخروج عن "المألوف" مضطرًّا إلى "غير المألوف"، مما أُطلِق عليه اسم "الضرورة الشعرية".



    ويُرجِع الدكتور "عوني عبدالرؤوف" كثرةَ ارتكاب الضرورة إلى الأبحر القصيرة ذات الكلمات القليلة، مما يكون "عسيرًا" على الشاعر حين تأليف قصيدتِه، يقول في ذلك:

    "إذا ما نظرنا إلى عدد الكلمات التي يتكوَّن منها سطر الشعر عادةً، لوجدنا أنه في الأبحر القصيرة يتكوَّن من أربع كلمات، إذا كان مكوَّنًا من ثلاث تفعيلات، أما في الأبحر الطويلة التي تتكون من شطرين، فعدد كلماتها يتراوح فيها من ثمان إلى عشر كلمات، ولذلك فإن على الشاعر في الأبحر القصيرة أن يأتي بالقافية بعد كل ثلاث كلمات؛ أي: في الكلمة الرابعة، وهو أمرٌ عسير، وكثيرًا ما يضطر إلى استعمال ما ليس بجائز لُغَويًّا، أو نَحْويًّا، ولذلك أيضًا، فإن ضرائر القافية في الأبحر القصيرة - وأهم ما يمثلها الرَّجَز - أكثر بكثيرٍ من نظائرها في الأبحر الطويلة، وخاصة إذا كان الرَّجَز من تفعيلتين"[1].

    لذلك يرتكب الشاعر - مضطرًّا - مخالفاتِه التي حصرها الدكتور عوني في قوله: "لتغيير تركيب الجملة، ولاختصار الكلمات، أو إضافة حروفٍ أكثر إليها، أو تغيير نُطقها، أو لتغيير الأصوات اللُّغوية في الرويِّ، أو تغيير كميتها"[2].



    وكلام الدكتور عوني في تعليله للضرورة الشعرية كلامٌ وجيه، جدير بالاحترام والتقدير، إلا أنني لا أوافقه في شيئينِ:

    1- اتخاذه بحر الرَّجَز مثالًا للأبحر القصيرة، ولا أدري كيف يكون من الأبحر القصيرة، وتفعيلاته ست، وهو مبني على (مُسْتَفْعِلُنْ) ستة أجزاء[3]، بينما نراه يعرِّف الأبحر القصيرة بأنها تتكوَّن من ثلاث تفعيلات ومن أربع كلمات.

    2- أرى أيضًا أن صياغةَ القوافي في الأبحر القصيرة أسهلُ بكثير من صياغتها في الأبحر الطويلة، خلافًا لِمَا يراه أستاذنا الدكتور عوني، لذلك فإننا نراهم جعلوا للرجز مجزوءًا ومشطورًا ومنهوكًا، كما أننا نرى أن الشعراء جنحوا للمجزوءات من البحور الطويلة كثيرًا؛ مثل مجزوء الوافر، والكامل، والرَّجَز، والرَّمَل... إلخ.

    ولقد حصر ابنُ جِنِّي الضرورات الشعرية في "قصر الممدود، وصرف ما لا ينصرف، وتذكير المؤنث ونحوه"[4].



    ولقد مثَّل لنا ابنُ جني بأمثلةٍ للضرورات، وما فيها من طرافة، يقول[5]: "ومِن طريف الضرورات وغريبها ووحشيِّها وعجيبها، ما أنشده أبو زيد مِن قول الشاعر:

    هل تعرفُ الدار ببيدا إِنَّهْ
    دار لخودٍ قَدْ تعفَّتْ إِنَّهْ
    فانهلَّتِ العينانِ تسفحنَّهْ
    مثلَ الجُمانِ جال فِي سِلكِنَّهْ
    لا تعجَبِي منَّا سُلَيمَى إنَّهْ
    إنَّا لحلَّالونَ بالثغرنَّهْ


    ويقول الأخفش - سعيد بن مسعدة - عما يجوز ولا يجوز في الشعر:

    "واعلَمْ أن كل ما لا ينصرف يجوز صرفه في الشعر، نحو قصر المدود، ولا يجوز الحذف في الشعر، فإذا قصرته فإنما تحذف حرفًا، ولا يجوز مد المقصور؛ لأنه لا يجوز الزيادة فيما كان في الجمع ثالث حروفه ألف وبعد الألف حرفان"[6].

    ويرى الدكتور عوني عبد الرؤوف أيضًا أن الشاعر كثيرًا ما يعجِز في أن يجد الكلمة المناسبة للقافية، فيضطرُّ إلى استعمال كلمة قد لا تفي بالمعنى، أو ينحت كلمة أخرى، أو يشتق غيرها، فيجمع جمع تكسير غير مألوف، أو يضع حركةً مكان أخرى، أو قد يُغيِّر في بناء الجملة"[7].



    ولقد مثَّل لنا الدكتور عوني بأمثلة عديدة للضرائر في كتابه القيِّم "القافية والأصوات اللُّغوية"؛ من ذلك:

    1- ضرائر القافية والنَّحْو واللغة، وقد مثل لذلك بأمثلة؛ منها قوله:

    وعندما يتعرضون لشرح

    / وزقَّةِ الدِّيكِ يصوت زَقًّا /

    يقولون: "إنما أنَّثه على إرادة الدجاجة؛ لأن الديك دجاجة أيضًا؛ وفي:

    / يا حبذا عَيْنَا سُلَيْمَي والفما /

    يقال "فالفما" لدى اللُّغويين بدل من "والفم"، والبيت ينبغي أن يكون مثلا لإحلال المفرد محل المثنى، مثل مات حتف أنفيه" بدلًا من أنفه، وفي:

    / يا ليتَ أيامَ الصِّبا رَواجِعا /

    يريد الفرَّاء أن يجعل (ليت) بمعنى (أتمنَّى) حتى تكون (رواجعا) بدلًا، أما الكسائي، فيرى أن (كان) حذفت، وأن رواجعا خبر كان المحذوف"[8].



    2- ضرائر القافية وبناء الكلمة، وقد مثَّل لها بأمثلة عدة؛ منها قوله:

    وقد يفكُّ التضعيف بسبب القافية، ومن ثم يصرف الفعل تصرُّف الفعل الصحيح؛ مثل قول الحجاج:

    / لقد لَجَجْنا في هواك لَجَاجا /

    أي (لجَّا)، وقوله:

    / فوق الجلاذيِّ إذا ما أَمْجَجا؟

    أي (أمجَّا)[9]".



    ويقول بعدها: وأحيانًا يفك التضعيف بكلمة القافية، وقد يفك أيضًا بالكلمة داخل البيت بدون داعٍ؛ مثل قول العجاج:

    / تشكو الوَجَى مِن أظللِ وأظللِ /

    بدلًا مِن (أظلَّ وأظلَّ).



    وفك التضعيف داخل البيت بدون داعٍ؛ مثل:

    / يا دارُ حُيِّتِ ومَن أَلْمَمَ بِشِ /

    أي (ألمَّ بِكِ)[10]..." إلخ.




    الضرورة في الكتاب:

    القارئ لكتاب سيبويه يراه يتناول الضرورةَ الشعرية متمثِّلةً في العناوين الآتية - تقريبًا - وهي:

    1- الترخيم ضرورة.

    2- الإجراء على الأصل ضرورة.

    3- الإجراء على غير الأصل ضرورة.

    4- الحذف للضرورة.

    5- حذف تاء التأنيث.

    6- استعمال ما يُقبح استعماله ضرورة.

    7- صرف ما لا ينصرف، وتنوين ما لا ينون.

    8- عدم إشباع ما يشبع.

    9- إخفاء احدى الهمزتين.

    10- إبدال الألف بالهمزة.

    11- إبدال حرف بحرف للضرورة.

    ولقد جمعتُ هذه الأشياء من مظانِّها، وقاربتُ بين المثال والمثال، والرأي والرأي، والشبيه بالمشابه، على الرغم مِن تباعدها في الكتاب، مع كثرة استدراكاته واستطراداته المعلومة، حتى صارت عناوينَ كبرى يندرج تحتها عناوين صغرى، تتضح من خلال تناولنا للموضوع بالتفصيل إن شاء الله.



    أولًا: الترخيم ضرورة:

    (أ) يقول سيبويه: "واعلم أن الترخيمَ لا يكون إلا في النداء، إلا أن يضطر شاعر"[11]، ومعنى هذا: ألا يُرخَّم اسم إلا إذا كان في موضع منادى، ولا يُرخَّم في غير هذا الموضع، إلا في ضرورة الشعر.

    (ب) وقد مثَّل لنا شيخنا بأمثلةٍ عدة للضرورة الشعرية في باب الترخيم، جاءت متناثرة في الكتاب، غير أنه خصَّص بالإضافة إلى ذلك "بابًا"، هو "ما رخمتِ الشعراءُ في غير النداءِ اضطرارًا"[12].

    يقول سيبويه في ذلك[13]: قال الراجز:

    / وقد وسطت مالكًا وحنظلًا / "؛ اهـ.

    والشاهد في قول الراجز أنه رخَّم "حنظلةَ" في غير النداء، للضرورة.



    وقال بعد ذلك بقليل[14]: وقال جَرير:

    أَلَا أضحَتْ حبالُكمُ رمامَا ♦♦♦ وأضحَتْ منكَ شاسعةً أُمَامَا

    والشاهد أيضًا في البيت السابق ترخيم "أُمامة" في غير النداء ضرورةً، وترك الميم على لفظها مفتوحة، وهي في موضع رفعٍ.

    ومنشأ الضرورة في البيت الأول (الرَّجَز) على الرغم من أن البيت لا ينكسر لوجود تاء التأنيث المربوطة في (حنظلة) إذا سكنت، إلا أن العيب يكمن في "الوصل"؛ لأن القصيدة حرفُ الوصل فيها "بالألف"، وفي هذا البيت إذا لم يُرخِّم الشاعر سيكون الوصل "بالهاء"، لذلك رخم الشاعر في غير نداء للضرورة.



    وكذلك نقول في بيت جَرير؛ حيث جاء الوصل في القصيدة ألفًا بعد الروي، وكلمة "أمامة" إذا سكنت تاء التأنيث لا ينكسر البيت، إلا أن الوصل بها سيكون "بالهاء"، وهو مخالف لوصل القصيدة، لذلك اضطرَّ الشاعر فرخَّم في غير نداء.

    والوصل الذي نتحدَّث عنه، هو ما جاء بعد الرَّوي من حرف مدٍّ أشبعت به حركة الروي، أو هاء وليت الروي[15]، وحرف المد يكون ألفًا أو واوًا أو ياءً، ومثال الهاء التي تلي الروي قولُ ابن ميادة:

    لقد سبقَتْكَ اليومَ عَيْناك سبقةً ♦♦♦ وأبكَاك مِن عهدِ الشَّبابِ ملاعبُه

    فالباء روي والهاء وصل.



    (ج) ويقول أيضًا سيبويه تحت باب "هذا باب يكون فيه الاسم بعدما يحذف منه الهاء بمنزلة اسم يتصرف في الكلام لم يكن فيه قط"[16]، يقول:

    "وذلك قول بعض العرب، وهو عَنْترة العَبْسي:

    يدعون عنترَ والرِّماح ُكأنَّها ♦♦♦ أَشْطانُ بئرٍ في لَبانِ الأَدْهمِ

    جعلوا الاسم عنترًا، وجعلوا الراء حرف الإعراب".

    والشاهد بطبيعة الحال ترخيم عنترة للضرورة حتى لا ينكسر البيتُ.

    ويضيف سيبويه بعدها[17]: "وقال الأسود بن يعفر تصديقًا لهذه اللغة:

    أَلَا هَلْ لهذا الدَّهرِ مِن مُتعلِّلِ ♦♦♦ عنِ النَّاسِ، مهما شاء بالناسِ يَفْعَلِ

    ثم قال:

    وهذا ردائي عندَه يستعيرُهُ ♦♦♦ ليَسْلُبَني حقِّي أَمَالِ بنَ حَنْظَلِ

    وذلك لأن الترخيم يجوز في الشعر في غير النداء، فلما رخَّم جعل الاسم بمنزلة اسم ليست فيه هاءٌ"، والشاهد فيما ذكره سيبويه ترخيم (حنظلة)، وإجراؤه بعد الترخيم مجرى اسم لم يُرخَّم، مما أباح له الجر بالكسرة مثله، وهو مما يرخم في غير النداء ضرورة.



    ولقد مثَّل سيبويه بمثال آخر مما رخم فيه الاسم، وحذفت هاؤه دون نداءٍ للضرورة، فقال[18]: وقال رُؤْبة:

    إما تَرَيْني اليومَ أمَّ حَمْزِ ♦♦♦ قارَبْت بين عَنَقِي وجَمْزِي

    فكما هو واضح رخَّم الشاعر "حمزة" في غير النداء ضرورةً، ألزمه بها تصريع البيت، إن كان من الرجز التام، أو وصل الروى إن كان من "المجزوء"، كما أنه أجرى (حمزة) بعد ترخيمِها مجرى الاسم المنصرف.



    (د) ولقد قرَّر سيبويه في موضعٍ آخر، أن الشعراءَ قد يُبدِلون الهاء التي حذفوها للترخيم ألفًا للمد، وهو ما يسمى "عروضيًّا" الإشباع، وذلك للضرورة أيضًا.

    يقول سيبويه[19]: "واعلَمْ أن الشعراء إذا اضطروا حذَفوا هذه الهاء في الوقف؛ وذلك لأنهم يجعلون المدة التي تلحق القوافي بدلًا منها، قال الشاعر ابن الخرع:

    وكادَتْ فزارةُ تشقى بنا ♦♦♦ فأولى فزارةَ أولى فزارا"؛ اهـ.

    والشاهد في البيت حذف الهاء من (فزارة) الأخيرة؛ حيث رخمها ضرورة في غير نداء، ووقف عليها بالألف عِوَضًا عن الهاء؛ لأنهم إذا رخَّموا ثم وقفوا عليه، ردوها للوقف، ولَمَّا لم يتمكَّنِ الشاعر من ردِّ الهاء هنا؛ لأن القصيدة وصلها بالألف، فقد اضطر إلى أن يجعل الألف عوضًا عنها.



    وهذا مثال ثانٍ مثَّل به سيبويهِ لذات الموضوع، فقال[20]:

    وقال الفطامي:

    / قِفي قبل التفرُّقِ يا ضباعَا"؛ اهـ.

    وهذا صدر بيت مُصرَّع، عجزه:

    / ولا يَكُ موقفٌ منك الوَدَاعَا / [21]

    وليس خافيًا أن الهاء (لا بد من حذفها من ضباعةَ) ترخيمًا، ثم اضطر الشاعر لإبدالها ألفًا لضرورة التصريع.



    ومثَّل لنا سيبويهِ بمثال ثالث، فقال[22]: "وقال هدبة:

    / عوجي علينا واربعي يا فاطِمَا / "؛ اهـ.

    والشاهد فيه أيضًا أن الشاعر رخَّم (فاطمة) فحذف الهاء، ثم أبدلها ألفًا للمد (وصلًا) ضرورة.



    (هـ) وهناك كثير من الشعراء يُجْرون الاسم الذي ليس بآخره هاءٌ، مجرى الاسم المختوم بالهاء في الترخيم ضرورة، وإن كان ذلك أقل في كلام العرب، فإنه عربي فصيح.

    يقول سيبويه[23]: "واعلم أن ما يجعل بمنزلة اسم ليست فيه هاء، أقل في كلام العرب، وترك الحرف على ما كان عليه قبل أن تحذف الهاء أكثر؛ مِن قِبَل أن حرف الإعراب في سائر الكلام غيرُه، وهو على ذلك عربي، وقد حملهم ذلك على أن رخَّموه؛ حيث جعلوه بمنزلة ما لا هاء فيه، قال الحجاج:

    فقد رأى الراؤونَ غير البُطَّلِ ♦♦♦ أنكَ يا مُعاوِ يَا بْنَ الأفضلِ

    يريد: يا مُعاوية".



    ولقد علق الأستاذ عبدالسلام هارون - محقق الكتاب - في الهامش[24] تعليقًا طيبًا، على ما صنع العجاج في "معاوية"، فقال: "والشاهد فيه إدخال ترخيم على ترخيم في "يا معاوِ"، رخَّم أولًا فصار "يا معاويَ"، وثانيًا فصار "يا معاوِ"، وهي ضرورة قبيحة".



    وفي موضع آخرَ أورد لنا سيبويهِ مثالًا للترخيم في غير النداء ضرورةً، اضطرَّ فيه الشاعر إلى حذف نصف كلمة "فلان"، حذف منها حرفين (الألف والنون)، وأبقى منها حرفين (الفاء واللام)، وهو ترخيمٌ في غير موضعه للضرورة، يقول سيبويه[25]: "وأما فلان، فإنما هو كناية عن اسم مسمى به المحدَّث عنه، خاص غالب، وقد اضطر الشاعر فبَناه على حرفين، وفي هذا المعنى قال أبو النجم:

    / في لجةٍ أمسِكْ فُلانًا عَن فُلِ / "؛ اهـ.

    والشاهد فيه استعمال "فل" موضع فلان في غير النداء ضرورة.




    ثانيًا: الإجراء على الأصل ضرورة:

    ومعناه أن تخرج كلمةٌ عن استعمالها المألوف إلى أصل ذهني تصوري، كأن تُجْريَ المجزوم المعتلَّ مجرى السالم، مِن عدم حذف حرف العلة، أو أن تفك المدغم، وتُجْريه مجرى غير المدغَم، فتقول مثلًا: ضَنِنُوا بدلًا من "ضنُّوا" إلى آخر تلك الصور، ولقد وجدت في الكتاب أنماطًا مختلفة لذلك الإجراء على الأصل؛ وهي كالتالي:

    أ- إجراء المعتل مجرى الصحيح:

    قال سيبويهِ[26]: "ويقول يونس للمرأة تسمى بقاضٍ: مررتُ بقاضِيَ قبلُ، ومررتُ بأُعَيْمِيَ منك، فقال الخليل: لو قالوا هذا، لكانوا خُلَقاء أن يُلزموها الجر والرفع، كما قالوا حين اضطروا في الشعر، فأجروه على الأصل، قال الشاعر الهذلي:

    أَبِيتُ على مَعارِيَ واضحاتٍ ♦♦♦ بهنَّ مُلوَّبٍ كدمِ العِباطِ



    وقال الفرزدق:

    فلو كان عبدُاللهِ مولًى هجوتُه ♦♦♦ ولكنَّ عبدَاللهِ مَوْلى موالِيَا

    فلما اضطروا إلى ذلك في موضع لا بد لهم فيه من الحركة أخرجوه على الأصل".

    واضح من الشاهد الأول - قول الهذلي - أن الشاعر حينما اضطر أجرى (معاري) في حالة الجر مجرى السالم، والأصح "معار" بحذف الياء، ولكنه أبقاها وحركها، تجنبًا للزحاف.

    أما بيت الفرزدق، فقد اضطرته القافية الموصولة بالألف إلى إجراء "موالٍ" على الأصل.



    ب- تغيير العلامة الإعرابية اضطرارًا:

    لقد وردت في الكتاب أمثلة متعددة لذلك، قال سيبويه[27]: أنشدنا مَن نثق بعربيته:

    ألم يأتِيكَ والأنباءُ تَنْمَى ♦♦♦ بما لاقَتْ لَبُونُ بني زِيادِ

    فجعله حين اضطر مجزومًا من الأصل.

    والشاهد في البيت السابق إسكان الياء في "يَأْتِيك" في حال الجزم، حملًا لها على الصحيح، وهي لغةٌ لبعض العربِ، يُجْرون المعتلَّ مجرى السالم في جميع أحواله، واستعملها الشاعر هنا للضرورة[28].

    ويقول في موضع آخر[29]: "فلمَّا اضطروا إلى ذلك في موضعٍ لا بد لهم فيه من الحركة، أخرَجوه على الأصل، قال الشاعر ابن قيس الرقيَّات:

    لا بارَك اللهُ في الغوانِيِ هَلْ ♦♦♦ يُصبِحْنَ إلَّا لهنَّ مُطَّلبُ

    نلاحظ في بيت ابن قيس الرقيات أنه حرك الياء في (الغواني) بالكسر وأجراها على الأصل ضرورة.



    ويقول بعدها[30]: "وأنشدني أعرابيٌّ من بني كليب، لجَرير:

    فيومًا يُوافِيني الهوى غيرَ ماضِيٍ ♦♦♦ ويومًا تَرَى منهنَّ غولًا تغوَّلُ

    قال: ألا ترى كيف جرُّوا حين اضطروا.

    والشاهد فيه أيضًا أن الشاعر اضطر إلى جر (ماضي) بتحريك الياء فيها بالكسر.

    وفي موضع آخر يقول[31]: وقد يجوزُ أن يسكنوا الحرف المرفوع والمجرور في الشعر، شبَّهوا ذلك بكسرة فَخْذٍ؛ حيث حذفوا فقالوا: فَخْذٌ، وبضمَّة عَضُدٍ؛ حيث حذفوا فقالوا: عَضْدٌ؛ لأن الرفعة ضمة، والجرة كسرة، قال الشاعر:

    رُحْتِ وفي رجلَيْكِ ما فيهما ♦♦♦ وقد بدا هَنْكِ مِنَ المِئْزرِ

    والأصح أن يقول الشاعر "هنوكِ"، أو "هَنُكِ" على لغة مَن يعربها بعلامات أصلية، إلا أن الشاعر استبدل الضمة سكونًا للضرورة الشعرية.



    ويضيف سيبويه[32]: "ومما يسكن في الشعر، وهو بمنزلة الجرة، إلا أن مَن قال فخذ لم يسكن ذلك، قال الراجز:

    إذا اعوجَجْنَ قُلتُ صاحَبْ قَوِّمِ ♦♦♦ بالدوِّ أمثالَ السَّفينِ العُوَّمِ

    فسألت مَن ينشد هذا البيت من العرب، فزعم أنه يريد "صاحبي".

    والشاهد في هذا البيت، حذفُ الياء، وتسكين الباء من كلمة (صاحبي)، تشبيهًا للوصل بمجرى الوقف[33].



    ومن هذا القبيل أيضًا عدمُ النصب - فيما حقُّه النصب - ضرورةً، ولقد أورد سيبويه لذلك أمثلةً عدة؛ قال: "وسألتُ الخليل عنِ الياءات لِمَ لَمْ تُنصَب في موضع النصب، إذا كان الأول مضافًا، وذلك قولك: رأيتُ مَعْدِيكَرِب، واحتملوا أياديَ سبأ؟ فقال: شبَّهوا هذه الياء بألف مثنى؛ حيث عرَّوها من الرفع والجر، فكما عروا الألف منهما عروها من النصب أيضًا، فقالت الشعراء حيث اضطروا - وهو رؤبة[34] -:

    / سوَّى مَساحِيهِنَّ تَقطيطُ الحُقَقْ /

    وقال بعض السَّعديين:

    / يا دارَ هندٍ عَفَتْ إلَّا أَثافِيهَا /

    ونحو ذلك"[35].

    والشاهد في قول رؤبة إسكان ياء "مَساحِي" لضرورة الشعر، وحقها أن تكون (مساحيَهنَّ) بتحريك الياء بالفتحة نصبًا.

    أما في قول الثاني[36]، فالشاهد فيه تسكين الياء في قوله (أثافِيها) للضرورة الشِّعرية، وحقها أنه يقول فيها (أثافيَها) بالنصب.



    وفي هذه القضية يقول الأخفش (سعيد بن مسعدة)[37]: "واعلَمْ أن كل ياء أو واو متحركتين في آخر كلمة، وما قبلها متحرك، فإن شئتَ أسكنتها نحو: رأيت القاضيْ"، وأردتُ أن تمضيْ وتغزوْ، وقال:

    وما سوَّدَتْني عامرٌ عن وراثةٍ ♦♦♦ أبى اللهُ أن أسمُوْ بأمٍّ ولا أبِ

    وقال رؤبة:

    سوَّى مَساحِيهِنَّ تقطيطُ الحُقَقْ.

    وهي وهو، كل هذا إن شئتَ أسكنت آخره في الشعر".



    جـ- فك التضعيف ضرورة:

    يقول سيبويه[38]: "واعلم أن الشعراء إذا اضطرُّوا إلى ما يجتمع أهل الحجاز وغيرهم على إدغامه، أَجْرَوه على الأصل، قال الشاعر وهو قعنب بن أم صاحب:

    مهلًا أعاذِلَ قَدْ جرَّبت من خُلُقي ♦♦♦ أنِّي أَجُودُ لأقوامٍ وإن ضَنِنُوا

    وقال:

    / تشكو الوَجَى مِن أظللِ وأظللِ/

    وهذا النَّحْو في الشعر كثيرٌ".

    والشاهد فيما ذكر سيبويه فكُّ التضعيف في "ضنُّوا"، وأيضًا في (أظلَّ)؛ وذلك للضرورة الشعرية.

    ولقد تحدَّث سيبويهِ في موضعٍ آخرَ عن القضية نفسها، فقال: "وقد يبلغون بالمعتلِّ الأصلَ، فيقولون رادِدٌ في (رادٌّ)، وضَنِنُوا في ضنُّوا، ومررتُم بجوارِيَ قبلُ"[39].



    د- تضعيف غير المضعَّف في الوقف ضرورة:

    لقد عرض الدكتور عوني عبدالرؤوف هذا الموضوع تحت عنوان "تغيير الكمية الصوتية"[40]، فقال: "وقد يمدُّ الصوت الساكن مثل قول زفيان:

    / تلقه نكباء شمألل / اهـ.

    ومثَّل بمثال آخر، هو أرجوزة للمنظور بن مرثد الأسدي؛ منها:

    / كان مهواه من الكَلْكَلِّ /

    بدلًا من "الكَلْكَل"[41].



    وبمثال آخر، هو قصيدة رؤبة أو ربيعة بن صبح؛ منها:

    وهبَّتِ الريح بمورٍ هبَّا

    تترك ما أبقى الدب سَبْسَبَّا[42]"؛ اهـ.



    وفي هذا يقول سيبويه[43]:

    "ومِن العرب مَن يثقِّل الكلمة إذا وقف عليها، ولا يثقلها في الوصل، فإذا كان الشعر، فهم يُجْرونه في الوصل على حاله في الوقف؛ نحو سَبْسَبَّا[44]، وكَلْكَلَّا[45]؛ (لأنه قد يثقلونه في الوقف)، فأثبتوه في الوصل كما أثبتوا الحذف في قوله: (لنفسه مقنعا[46])، وإنما حذفه في الوقف، قال رؤبة[47]:

    / ضخمٌ يُحِبُّ الخلقَ الأَضْخَمَّا /

    يروى بكسر الهمزة وفتحها، وقال بعضهم: "الضِخمَّا بكسر الضاد".

    والشاهد في رأيي ورودُ بناءٍ على غير أبنية العرب ضرورةً؛ حيث لم يرد "أَفعلا" بفتح الهمزة في كلامهم.

    أما رواية "الضِّخما"، فإن الشاهد فيها التضعيف، والبناء فصيح، وكذلك على رواية "الإِضخمَّا" بكسر الهمزة؛ لأن فعل وإِفعلَّا في كلامهم كهِزَبْر وإردَب[48].




    ثالثًا: الإجراء على غير الأصل ضرورة:

    وهو أن تُجري شيئًا مجرى شيء آخر، وليس بين الشيئين عَلاقةٌ، إلا أن ذلك يجريه الشاعر مضطرًّا؛ كأن تُجري "إذا" مجرى "إِنْ" في جزمها لفعلي الشرط والجواب، أو في وقوع فعل الشرط بعدها صراحةً، أو في أن تنصب فعلًا مضارعًا على تقدير "أَنْ" قبله لضرورة القافية، والأصل فيه الرفع، وكذلك منها أن تحذف حرف الجر من المجرور لضرورة الوزن؛ لأن وجود حرف الجر يكسر الوزن.

    وقد وردت كل هذه الصور السابقة في كتاب سيبويه كالتالي:

    أ- إجراء "إذا" مجرى "إن" والعكس:

    يقول سيبويه: قال النمر بن تَوْلب[49]:

    "لا تجزَعِي إنْ مُنْفسًا أهلَكْتُهُ ♦♦♦ وإذا هلكتُ فعندَ ذلكَ فاجزَعِي"

    ويقول: "وإن اضطر شاعرٌ فأجرى إذا مجرى إِنْ فجازَى بها، قال: أَزيدٌ إِذَا تَرَ تَضْرِبْ، إِنْ جعَل (تَضرِبْ) جوابًا[50]".



    والشاهد في البيت وفيما بعده:

    1- اضطر الشاعر، فأجرى (إِن) الشرطية مجرى إذا؛ حيث أدخل إِنْ على الاسم بعدها (مُنفسًا)، وأضمر فعل الشرط؛ حيث يفسره الفعل "أهلكتُه" بعد ذلك، وهذا في الشطر الأول.

    2- وفي الشطر الثاني: أجرى إِذَا مجرى إِن الشرطية؛ حيث أظهر بعدها الفعل (هلكتُ)، والأصل فيه الإضمار.

    3- وفي المثال النثري: (أجرى إذا مجرى إن الشرطية؛ حيث جزم بها فعلَي الشرط والجواب).



    ب: نصب الفعل المضارع بأَنْ مضمرة لضرورة القافية:

    يقول سيبويه[51] معقبًا على بيت عامر بن جُوين الطائي:

    فلم أَرَ مثلَها خُباسَةَ واحدٍ ♦♦♦ ونَهْنَهتُ نفسي بعدما كدتُ أَفْعَلَهْ

    حيث قال:

    فحملوه على أن؛ لأن الشعراء قد يستعملون أن ههنا مضطرين كثيرًا.

    والشاهد: اضطرار الشاعر إلى نصب "أفعلَه" بتقدير أَنْ مضمرة قبله، وإلا وقع الشاعر في "الإقواء".



    جـ: إدخال حرف جر على المضاف إليه ضرورة:

    يقول سيبويه[52]: "وكذلك قول الشاعر إذا اضطر:

    / يا بؤسَ للحربِ /

    وإنما يريد: يا بؤسَ الحربِ".

    وهذا قول حق؛ لأن الشاعر لو قال: يا بؤس الحرب، لا نكسر البيت؛ لذلك اضطر لإقحام اللام بين المضاف والمضاف إليه، وهو حرف الجر، في غير موضعه، والشاهد جزء من بيت تمامه[53]:

    يا بؤسَ للحربِ الَّتي ♦♦♦ وضعَتْ أراهِطَ فاسْتَراحُوا




    رابعًا: الحذف للضرورة:

    نقصد بهذا العنوان كلَّ ما يضطر إليه الشاعر مِن حذف في بنية الكلمة، أو الضمائر المتصلة، أو عدم إشباعِ ما يجب إشباعه من الضمائر، أو حذف أداة النداء، أو حذف النون مِن "لكن"، أو حذف الجازم، مع بقاء العلامة الدالة عليه، أو حذف التنوين، والأمثلة على ذلك كثيرة في الكتاب؛ ومنها:

    أ - الحذف من بِنْية الكلمة ضرورة، ورد في الكتاب تحت "باب ما يحتمل الشعر" قول سيبويه[54]: "وقال خفاف بن ندبة السلمي:

    كَنَواحِ رِيشِ حمامةٍ نَجْديَّةٍ ♦♦♦ ومَسَحْتِ باللِّثَتَينِ عَصْفَ الإِثمِدِ

    وكما قال:

    / دار لسُعْدى إِذْهِ مِن هواكا

    وقال:

    فطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعمَلاتٍ ♦♦♦ دَوامِي الأيدِ يَخْبِطنَ السَّرِيحَا

    ونلاحظ في الأبيات السابقة ما يلي:

    1- في بيت خفاف حذف الياء من (نواحي).

    2- وفي البيت الثاني حذف الياء من "هي"، وقال "إِذْهِ".

    3- وفي البيت الثالث: حذف الياء من "الأيدي".

    ولقد مثَّل سيبويه[55] بمثال آخر، حذف فيه الشاعر الياء من (الغواني) للضرورة في قول الأعشى:

    وأخو الغوانِ مَتَى يشَأْ يَصْرِمْنَهُ ♦♦♦ ويَعُدْنَ أعداءً بُعَيدَ وِدادِ



    ب - حذف النون من "لكن":

    قد يضطر الشاعر لحذف أحد الساكنين إذا التقيا؛ لأن تحريك أحدهما يكسر الوزن، ولقد مثَّل لنا سيبويه بقول النجاشي؛ قال سيبويه[56]: "وكما قال النجاشي:

    فلستُ بآتِيه ولا أستطيعُهُ ♦♦♦ ولَاكِ اسْقِني إن كان ماؤكَ ذا فضلِ

    والشاهد فيه حذف النون من "لكن" ضرورة.



    ج- عدم إشباع الضمير ضرورة في الوصل:

    أورد سيبويه ذلك في الكتاب تحت باب (هذا ما يحتمل الشعر)؛ حيث قال[57]: وكما قال مالك بن خريم الهمداني:

    فإِنْ يَكُ غثًّا أو سمينًا فإنِّني ♦♦♦ سأجعلُ عينَيْه لنفسِهِ مَقْنَعَا

    حيث أراد الشاعر (لنفسهِي) ونقصد إشباع الضمير، إلا أنه حذف الياء الناتجة عن هذا الإشباع ضرورةً في الوصل، تشبيهًا بها في الوقف.



    وتوضيحًا للأمر نقول:

    البيت من بحر الطويل، وتفاعيله:

    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ♦♦♦ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

    وتقطيع الشطر الثاني من بيت خريم كالآتي:

    سأجعل عينيه لنفسه مقنعا

    سَأَجْعَ لُعَيْنَيْهِي لِنَفْسِ هِمَقْنَعَا

    فعول مفاعيلن فعول مفاعلن

    / / 0/ - / / 0/ 0/ 0- / / 0/ - / / 0/ / 0

    فلو أشبع الشاعر الضمير في "نفسه" لانكسر البيت هكذا:

    سأجع لعينيهي لنفس هي مقنعا

    فعول مفاعيلن فعول مستفعلن

    / / 0/ - / / 0/ 0/ 0 - / / 0/ - / 0/ 0/ / 0



    د- حذف ضمير النصب المتصل:

    ومثاله في الكتاب ما ذكره سيبويه حينما قال[58]: قال الشاعر - وهو أبو النجم العجلي -:

    قد أصبحَتْ أمُّ الخيارِ تدَّعي ♦♦♦ عليَّ ذنبًا كلُّه لم أَصْنعِ

    فهذا ضعيفٌ، وهو بمنزلته في غير الشعر؛ لأن النصب لا يكسر البيت، ولا يحل به ترك إظهار الهاء، وكأنه قال: "كله غير مصنوع".

    والحقيقة أن الشاعر ارتكب في هذا البيت ضرورتين:

    الأولى: اضطراره لحذف ضمير النصب المتصل مِن (لم أصنعه)؛ لأن القصيدة غير موصولة الروي بالهاء.

    الثانية: تحريك المضارع بالكسر تبعًا لروي القصيدة، على الرغم من جزمه، ووصل الروي بالهاء لا يمكنه من ذلك.



    د- حذف أداة النداء ضرورة:

    يقول سيبويه في ذلك[59]: "وقد يجوز حذف ياء (النداء) من النكرة في الشعر، وقال العجاج[60]:

    / جارِيَ لا تستنكري عَذِيري /

    يريد يا جاريةُ".

    والشاهد - كما هو واضح - أن الشاعر اضطر إلى حذف حرف النداء ضرورة من (جاريَ) وهو اسم نكرة قبل النداء، لا يتعرف إلا بحرف النداء.



    و- حذف أداة الجزم مع بقاء العلامة:

    قال سيبويه[61]: قال الشاعر:

    محمدُ تَفْدِ نفسَك كلُّ نفسٍ ♦♦♦ إذا ما خفتَ مِن شيءٍ تَبَالا

    وإنما أراد لتَفْدِ

    وورد في الهامش[62]: "والشاهد فيه إضمار لام الأمر في تَفْدِ، ومعناه، لِتَفْدِ نفسَك، وهذا من أقبح الضرورات؛ لأن الجازم أضعف من حرف الجر، وحرف الجر لا يُضمَر".



    والحقيقة أن في البيت ضرورتين:

    الأولى: حذف لام الأمر؛ كما قال سيبويه.

    الثانية: حذف ياء النداء، والتقدير (يا محمد)، وكله للضرورة الشعرية.



    ز: حذف التنوين ضرورة.

    يقول سيبويه[63]: "وزعم عيسى أن بعض العرب يُنشِد هذا البيت لأبي الأسود الدؤلي:

    فألفيتُه غيرَ مستعتبٍ ♦♦♦ ولا ذاكرِ اللهَ إلا قليلا

    ولم يحذف التنوين استخفافًا ليعاقب المجرور، ولكنه حذفه لالتقاء الساكنين، وهذا اضطرارٌ"، والشاهد فيه حذف التنوين مِن "ذاكرِ" لالتقاء الساكنين، ونصب ما بعده، وإن كان الوجه الإضافة.



    خامسًا: حذف تاء التأنيث:

    أ- يقول سيبويه: "وقد يجوزُ في الشعر "موعظةٌ جاءَنا"[64]، كأنه اكتفى بذكر الموعظة عن التاء، وقال الشاعر - وهو الأعشى[65] -:

    فإمَّا تَرَيْ لِمَّتِي بُدِّلَتْ ♦♦♦ فإنَّ الحوادث أودَى بها".

    والشاهد في البيت حذفُ التاء من "أودَتْ" لضرورة القافية؛ إذ إن الفعل متحمِّل للضمير العائد إلى المؤنث المجازي، والقافية مردفة، ولذا لم يستطع أن يقول: "أودت بها"، مع استقامة العروض بها، ويسوغه أن الحوادث بمعنى الحدثان"[66].

    ب- ويضيف بعد ذلك سيبويه، ممثلًا بمثال آخر، فيقول[67]: "وقال آخر - وهو طفيل الغنوي[68] -:

    إذ هي أَحْوَى مِن الربعيِّ حاجبُهُ ♦♦♦ والعينُ بالإِثمِدِ الحارِيِّ مكحولُ"

    والشاهد في البيت تذكير (مكحول)، وهو خبر عن العين المؤنثة، وهذا للضرورة الشعرية.

    جـ- ومثال ثالث ذكره حينما قال[69]: "وقول الآخر - وهو عامر بن جُوَين الطائي[70] -:

    فلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها ♦♦♦ ولا أرضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَها".

    والشاهد حذف تاء التأنيث من (أَبْقَلَتْ) لضرورة الشعر؛ حتى لا ينكسر البيت.



    سادسًا: استعمال ما يقبح استعماله ضرورة:

    قد يضطر شاعرٌ إلى استعمال ما يقبح استعماله في الشعر لضرورة الوزن أو القافية؛ لأن القبح محتمل مباح لأجل الضرورة.

    يقول سيبويه[71]: "ويحتملون قبحَ الكلام، حتى يضعوه في غير موضعه؛ لأنه مستقيم ليس فيه نقص؛ فمن ذلك قوله[72]:

    صددتِ فأَطولتِ الصدودَ، وقلَّما ♦♦♦ وصالٌ على طولِ الصدودِ يَدومُ

    وإنما الكلام: وقلَّ ما يدومُ وصالٌ".

    والشاهد في بيت عمر بن أبي ربيعة السابق، تقدم "وصال"، وهو الفاعل على فعله "يدوم"؛ لأن قلَّ هنا مكفوفة بما، فلا تعمل في الفاعل، وهذا قبيح ارتكبه الشاعر للضرورة؛ حيث إن قافية القصيدة ميمية، فاضطر إلى تقديم الفاعل على فعله.



    ويقول سيبويه في نفس الصفحة[73]: "وجعلوا ما لا يجري في الكلام إلا ظرفًا بمنزلة غيره من الأسماء، وذلك قول المرار بن سلامة العجلي:

    ولا ينطقُ الفحشاءَ مَن كان منهمُ ♦♦♦ إذا جلَسوا منَّا ولا مِن سَوائِنا

    والشاهد في بيت المرار وضعُ سواء موضع غير، وإدخال مِن عليها، وهي لا تستعمل في الكلام إلا ظرفًا[74].

    ولقد مثَّل لنا سيبويه بمثالٍ آخر، وضع فيه الشاعرُ (سواء) موضع غير، هو قول الأعشى[75]:

    / وما قصدت من أهلها لسوائكا /

    وليس هذا فقط، بل اضطر الشاعر إلى وضع "الكاف" موضع مثل، يقول سيبويه[76]: "وقال خطام المجاشعي:

    / وصالياتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ /

    فعلوا ذلك لأن معنى سواء معنى غير، ومعنى الكاف معنى مثل، وفي البيت السابق - كما سبق أن ذكر سيبويه - استعمل الشاعرُ الكاف الثانية في موضع "مثل"، فأدخل عليها الكاف؛ لأنها في معناها[77].



    وقد يضطر الشاعر مراعاةً للوزنِ فصلَ ضمير النصب المتصل (كاف الخطاب ونا المتكلمين)، وإحلال الضمير المنفصل (إيا) محلهما، قال سيبويه في باب[78] "ما يجوز في الشعر من إيا ولا يجوز في الكلام": "فمن ذلك قول حميد الأرقط:

    / إليكَ حتَّى بلغَتْ إيَّاكا /

    قال الآخر لبعض اللصوص:

    كأنَّا يومَ قُرَّى إِنْ
    نَما نقتلُ إيَّانا
    قتلنا منهمُ كلَّ
    فتى أبيضَ حُسَّانا"
    وكما هو واضح، فإنما الشاعر يعني بقوله (نقتل إيانا) عبارة (نقتلنا)، وهذا جائزٌ في الشعر لضرورة الوزن والقافية، ولا يجوز ذلك في النثر.




    سابعًا: صرف ما لا ينصرف، وتنوين ما لا يُنوَّن:

    يقول سيبويه تحت باب "هذا ما يحتمله الشعر"[79]: "واعلَمْ أنه يجوز في الشعر ما لا يجوز في الكلام من صرف ما لا ينصرف، يشبهونه بما ينصرف من الأسماء؛ لأنها أسماء، كما أنه أسماء، وحذف ما لا يحذف، يشبهونه بما قد حذف واستعمل محذوفًا، كما قال العجاج[80]:

    / قواطنًا مكَّةَ مِن وُرْقِ الحَمِي / "

    وهذا البيت فيه ما يأتي من الشواهد:

    1- تنوين "قواطن"، وهي على صيغة منتهى الجموع للضرورة.

    2- حذف الميم من "الحمام"، وجر الكلمة بالإضافة، وألحقها الياء لوصل القافية، وهو أيضًا للضرورة.



    وقال أيضًا تحت باب "صرف ما لا يصرف"[81]: "وأما قول الأحوص[82]:

    سلامُ اللهِ يا مَطَرٌ عَلَيها ♦♦♦ وليسَ عَلَيكَ يا مَطَرُ السَّلامُ

    فإنما لحِقه التنوين كما لحق ما لا ينصرف؛ لأنه بمنزلة اسم لا ينصرف، وليس مثل النكرة؛ لأن التنوين لازم للنكرةِ على كل حالٍ والنصب، وهذا بمنزلة مرفوع لا ينصرف يلحقه التنوين اضطرارًا".

    والشاهد في البيت السابق، تنوين "مطرٌ" في الشطر الأول اضطرارًا؛ لأنه منادَى يُبنَى على الضم دون تنوين.

    يقول عن تنوين ما لا ينون[83]: "ولقد جاء سبحان منونًا مفردًا في الشعر، قال الشاعر - وهو أُميَّة بن أبي الصَّلْت[84] -:

    سُبْحَانَهُ ثم سُبْحانًا يعودُ له ♦♦♦ وقَبْلَنا سبَّح الجُودِيُّ والجُمُدُ

    شبهه بقولهم: حِجْرًا وسلامًا".

    والشاهد فيه مجيء "سبحان" منونًا مفردًا، لضرورة الشعر، والأصل فيه أن يجيء مضافًا إلى ما بعده، أو يجيء مفردًا معرفة.



    ويقول أيضًا[85]: "وسألت الخليل رحمه الله عن قوله:

    أَلَا رجلًا جَزاهُ اللهُ خيرًا ♦♦♦ يدلُّ على مُحصَّلةٍ تَبِيتُ

    فزعم أنه ليس على التمنِّي، ولكنه بمنزلة قول الرجل: فهلَّا خيرًا مِن ذلك، كأنه قال: ألا تروني رجلًا جزاه الله خيرًا، وأما يونس، فزعم أنه نون مضطرًّا".

    وفي رأيي أن التنوين في (رجلًا) حمله سيبويه على إضمار فعل، وأن "أَلَا" حرف تحضيض، والتقدير "أَلَا ترونَني رجلًا"، ولو كانت التمني لنصب ما بعدها بغير تنوينٍ في مذهبه ومذهب الخليل.

    وأما يونس، فيرى أن التنوين للضرورة، وأن "رجلًا" منصوب بالتمني.



    والحق مع يونس رحمه الله؛ لأن البيت من الوافر، و(رَجُلًا) = "عَلَتُنْ" مِن "مُفَاعَلَتُنْ"، وعدم تنوينها يعني كفَّ "مُفَاعَلَتُنْ"، فتصير "مُفَاعَلَتُ"، وهذا لا يجوز؛ لأنه سيلتقي بحذفها خمسُ متحركات:

    "مُفَاعَلَتُ مُفَا "أي":

    / / 0/ / / / / 0 "



    ثامنًا: عدم إشباع ما يشبع:

    يقول سيبويه[86]: "وقال أيضًا في مثله - وهو الشماخ[87] -:

    لَهُ زَجَلٌ كأنَّهُ صوتُ حادٍ ♦♦♦ إذا طَلَب الوَسِيقَةَ أو زَمِيرُ"

    والشاهد فيه عدم إشباع الضمير في (كأنَّه)، والأصل (كأنهو) بالمد، وذلك ضرورة.

    ويقصد بقوله "في مثله" قولَ الشاعر مالك بن خريم الهمذاني[88]:

    فإِنْ يَكُ غَثًّا أو سَمِينًا فَإنَّنِي ♦♦♦ سأجعَلُ عينَيْهِ لنفسِه مَقْنَعَا

    حيث لم يُشبِع الضمير في (نفسه) ضرورةً، والأصل (لنفسهي):

    ولقد مثَّل لنا سيبويه بمثال آخر؛ حيث يقول[89]: "قال الأعشى[90]:

    وَمَا لَهُ مِنْ مَجْدٍ تَلِيدٍ وَمَا لَهُ ♦♦♦ مِنَ الرِّيحِ حَظٌّ لَا الجَنوبِ ولا الصَّبَا

    والشاهد في البيت أيضًا عدمُ إشباع الضمير في (ما لَهُ) الأولى؛ حيث الأصل (ما لَهُو)، بينما أشبع مثيلتَها (ما له) الواقعة في عَروض البيت، وحذفُ الإشباع ضرورةٌ شعرية.



    تاسعًا: إخفاء إحدى الهمزتين:

    يقول سيبويه[91]: "واعلَمْ أن الهمزتين إذا التقتا، وكانت كل واحدة منهما من كلمةٍ، فإن أهل التحقيق يُخْفون إحداهما، ويستثقلون تحقيقهما، لِمَا ذكرتُ لك، كما استثقل أهلُ الحجاز تحقيق الواحدة، فليس من كلام العرب أن تلتقي همزتانِ فتحققا، ومِن كلام العرب تخفيف الأولى، وتحقيق الآخرة".

    وقد مثَّل سيبويه بأمثلة عدة؛ منها قوله[92]: "والمخففة فيما ذكرنا مخففةٌ في الزِّنَةِ، يدلُّك على ذلك قولُ الأعشى:

    أَأَنْ رَأَتْ رجلًا أَعْشَى أضرَّ بهِ ♦♦♦ ريبُ المَنونِ ودَهرٌ مُتْبِلٌ خَبِلُ

    فلو لم تكن بزنتها محققة لانكسر البيت".

    والشاهد في البيت تخفيف همزة "أأن" الثانية، وجعلها بين بين، والاستدلال على حركتها، أنها لو لم تحرك لانكسر البيت.

    ولقد مثَّل لنا بمثالٍ آخر لتخفيف الهمزة الثانية، وتحقيقها ونطقها بين بين؛ حيث يقول[93]: "والمخففة بزنتها محققة، ولولا ذلك لكان هذا البيت منكسرًا، إن خففت الأولى أو الآخرة:

    / كُلُّ غرَّاءَ إِذَا مَا بَرَزَتْ / ".



    عاشرًا: إبدال الألف بالهمزة:

    يقول سيبويه[94]: "فمِن ذلك قولُهم" (منساة)، وإنما أصلها مِنْسَأَة، وقد يجوز في ذلك كله البدل، حتى يكون قياسًا مُتْلَئِبًّا (مُسْتَتِبًّا) إذا اضطر الشاعر، قال الفرزدق[95]:

    راحَتْ بمَسْلَمةَ البِغالُ عشيَّةً ♦♦♦ فارَعَيْ فِزارةُ لَا هَنَاكِ المَرْتَعُ

    فأبدل الألف مكانها، ولو جعلها بين بين لانكسر البيت".

    والشاهد في قوله "هَنَاكِ"، والأصل (هنأك)، إلا أن الشاعر استبدل بالهمزة ألفًا لضرورة الوزن.



    وضرب لنا سيبويه مثالًا آخر، فقال[96]: "قال حسَّان:

    سالَتْ هذيلٌ رسولَ اللهِ فاحشةً ♦♦♦ ضلَّت هذيلٌ بما جاءَتْ ولم تُصِبِ

    والشاهد في البيت، إبدال الهمزة في (سألت هذيل) ألفًا للضرورة، وإلا انكسر البيت.

    إحدى عشرة: إبدال حرف بحرف للضرورة:

    ذكر سيبويه ذلك في الكتاب، فقال[97]: "وأما قوله - وهو رجل من بني يشكر -:

    لها أشارِيرُ مِن لحمٍ تُتمِّرهُ ♦♦♦ مِنَ الثَّعالي ووَخزٌ مِن أَرَانِيها

    فزعم أن الشاعر لَمَّا اضطر إلى الياء أبدلها مكان الباء، كما يبدلها مكان الهمزة، وقال أيضًا[98]:

    ومَنْهَلٍ ليس له حَوازِقٌ ♦♦♦ ولضَفادِي جَمِّهِ نَقانِقُ

    وإنما أراد "ضفادع"، فلما اضطر إلى أن يقف آخر الاسم، كره أن يقف حرفًا لا يدخله الوقف في هذا الموضع، وأبدل مكانه حرفًا يوقف في الجر والرفع".



    والشاهد في البيت الأول إبدال الياء من الباء في كلمتي (الثعالب والأرانب) للضرورة؛ لأن الوزن يقتضي إسكان هاتين الباءين[99]، ولَمَّا لا يمكن ذلك، اضطر الشاعر إلى إبدالهما ياءً.

    أما البيت الثاني، فإن الشاهد فيه إبدال العين ياءً في "الضفادع"؛ حيث قال "ضفادي" للضرورة أيضًا[100].

    والخلاصة، ما سبق أمثلة لما ورد بكتاب سيبويه من الضرائر الشعرية حاولتُ تبويبها وتخريجها وتوضيحها، إلا أنني أقول - كما قال سيبويه عن اضطرار الشعراء[101] -: "وليس شيء يضطرون إليه إلا وهم يحاولون به وجهًا، وما يجوز في الشعر أكثر من أن أذكرَه لك ههنا".



    الماستر
    الماستر
    الاداريون
    الاداريون


    رسالة sms رسالة sms : مرحبا بك
    زائر


    عدد المساهمات : 4802
    تاريخ التسجيل : 04/10/2009
    العمر : 41
    الموقعhttps://adeladel.ahlamontada.com

    متميز رد: الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه

    مُساهمة من طرف الماستر السبت 01 أغسطس 2020, 1:57 am

    [1] القافية والأصوات اللُّغوية 117.

    [2] القافية والاصوات اللُّغوية 117.

    [3] انظر مثلا الكتاب البارع ص 151.

    [4] القافية والأصوات اللُّغوية 124 والخصائص لابن جني 327.

    [5] القافية الأصوات اللُّغوية 125 والخصائص ص 321.

    [6] كتاب العروض للأخفش 139.

    [7] القافية والأصوات اللُّغوية ص 128.

    [8] القافية والأصوات اللُّغوية ص 132.

    [9] القافية والأصوات اللُّغوية ص 147.

    [10] القافية والأصوات اللُّغوية ص 148.

    [11] الكتاب: 2/ 239.

    [12] المصدر السابق 2/ 269.

    [13] المصدر السابق.

    [14] الكتاب: 2/ 270.

    [15] راجع في هذا: كتاب القوافي للأخفش ص 10.

    [16] الكتاب: 2/ 245.

    [17] الكتاب: ص 2/ 246.

    [18] المصدر السابق / 247.

    [19] الكتاب: 2/ 242 - 243.

    [20] الكتاب: 2/ 243.

    [21] هامش الكتاب: 2/ 143، وديوان القطامي ص 37.

    [22] الكتاب: 2/ 243.

    [23] الكتاب: 2/ 250.

    [24] هامش الكتاب: 2/ 250.

    [25] الكتاب: 2/ 248.

    [26] الكتاب: 2/ 312 - 313.

    [27] الكتاب: 2/ 315.

    [28] هامش الكتاب: 3/ 315.

    [29] الكتاب: 3/ 313.

    [30] الكتاب: 3/ 414.

    [31] الكتاب: 4/ 203، والبيت للأقيشر الأسدي؛ انظر: شرح المفصل 1/ 48، وهامش الكتاب: 4/ 203.

    [32] الكتاب: 4/ 203.

    [33] هامش الكتاب: 4/ 203.

    [34] في كتاب العروض للأخفش منسوب لرؤبة أيضًا؛ انظر: ص 139.

    [35] الكتاب: 3/ 305 - 306.

    [36] هو الحطيئة، انظر ديوانه ص 111.

    [37] كتاب العروض 138 - 139.

    [38] الكتاب: 3/ 535.

    [39] الكتاب: 1/ 29، وأراد بالمعتل هنا ما يشمل المعتلَّ والمضعف؛ هامش 1/ 29 .

    [40] القافية والاصوات اللُّغوية ص 156.

    [41] القافية والأصوات اللُّغوية ص 158.

    [42] المصدر السابق ص 160.

    [43] الكتاب: 1/ 29.

    [44] في قول الشاعر / تترك ما أبقى الدب سَبْسبَّا /

    [45] في قول الشاعر / كان مهواه من الكلكلِّ /

    [46] أي عدم إشباع الضمير في نفسه في قول الشاعر / سأجعل عينيه لنفسه مقنعا

    [47] الكتاب: 1/ 28.

    [48] هامش الكتاب: 1/ 29.

    [49] الكتاب: 1/ 134.

    [50] المصدر السابق.

    [51] الكتاب: 1/ 307.

    [52] الكتاب: 2/ 206.

    [53] البيت لسعد بن مالك؛ انظر: الحماسة بشرح المرزوقي، ص 500.

    [54] الكتاب: 1/ 26.

    [55] الكتاب: 1/ 26.

    [56] السابق.

    [57] السابق.

    [58] الكتاب: 1/ 85.

    [59] الكتاب: 2/ 230.

    [60] ديوانه 26.

    [61] الكتاب: 3/ 8.

    [62] الكتاب: 3/ 8.

    [63] الكتاب: 1/ 169.

    [64] حذفت التاء من جاءتنا ضرورة؛ الكتاب: 2/ 45.

    [65] ديوان الأعشى 120؛ والخزانة 4/ 578.

    [66] الكتاب: هامش 2/ 45.

    [67] الكتاب: 2/ 45.

    [68] ديوان طفيل 29، وابن يعيش 10/ 18.

    [69] الكتاب: 2/ 46.

    [70] الخزانة 1/ 21، وشرح المفصل 5/ 94.

    [71] الكتاب: 1/ 31.

    [72] البيت لعمر بن أبي ربيعة.

    [73] الكتاب: 1/ 31

    [74] هامش الكتاب: 1/ 31.

    [75] ديوان الأعشى ص 65، والكتاب: 1/ 32.

    [76] الكتاب: 1/ 32.

    [77] هامش الكتاب: 1/ 32.

    [78] الكتاب: 2/ 362.

    [79] الكتاب: 1/ 26.

    [80] ديوان العجاج 59.

    [81] الكتاب: 2/ 202.

    [82] راجع: ابن الشجري 1/ 431.

    [83] الكتاب: 1/ 26.

    [84] الكتاب: 1/ 326. وديوانه ص 30.

    [85] الكتاب: 2/ 308.

    [86] الكتاب: 1/ 30.

    [87] ديوان الشماخ ص 36.

    [88] الكتاب: 1/ 26.

    [89] الكتاب: 1/ 30.

    [90] ديوان الأعشى 14.

    [91] الكتاب: 3/ 548.

    [92] الكتاب: 3/ 549.

    [93] الكتاب: 3/ 550 - 551.

    [94] الكتاب: 3/ 554.

    [95] السابق.

    [96] الكتاب: 3/ 554.

    [97] الكتاب: 2/ 272.

    [98] هامش الكتاب: 2/ 273.

    [99] هامش الكتاب: 2/ 272.

    [100] هامش الكتاب: 2/ 273.

    [101] الكتاب: 1/ 31.



      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 02 مايو 2024, 9:17 am