[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من كتاب روضة الرياحين لليافعي ذكر انه مر الامام علي ابن ابي طالب ع في بعض شوارع البصرة فاذا هو بحلقة كبيرة والناس حولها يمدون اليها الاعناق ويشخصون اليها بالاحداق فمضى اليهم لينظر ما سبب اجتماعهم فاذا هو بشاب من احسن الشباب نقي الثياب عليه هيبة ووقار وسكينة الاخيار وهو جالس على كرسي والناس يأتونه بقوارير من ماء (اي دليل يكشف به عليهم ونسميه الان في عصرنا تحليل الادرار ) وهو ينظر في دليلهم ويصف لكل واحد منهم ما يوافقه من انواع الدواء فتقدم الامام علي ع وقال : السلام عليك ايها الطبيب ورحمة الله وبركاته هل عنك شيء من ادوية الذنوب فقد اعيى الناس داؤها يرحمك الله ؟ فاطرق الطبيب برأسه الى الارض ولم يتكلم فناداه الامام ع ثانية فلم يتكلم فناداه ثالثة فرفع الطبيب رأسه بعد ان رد السلام وقال أوتعرف انت ادوية الذنوب بارك الله فيك ؟ فقال الامام علي ع نعم . قال صف وبالله التوفيق . فقال عليه السلام :
تعمد الى بستان الايمان فتأخذ منه عروق النيـــّة وحب الندامة وورق التدبير وبذر الورع وثمر الفقه واغصان اليقين ولب الاخلاص وقشور الاجتهاد وعروق التوكل وأكمام الاعتبار وسيقان الانابة وترياق التواضع ، تأخذ هذه الادوية بقلب حاضر وفهم وافر بانامل التصديق وكف التوفيق ثم تضعها في طبق التحقيق ثم تغسلها بماء الدموع ثم تضعها في قدر الرجاء ثم توقد عليها بنار الشوق حتى ترغى زبد الحكمة ثم تفرغها في صحاف الرضا وتروّح عليها بمراوح الاستغفار ينعقد لك من ذلك شربة جديدة ثم تشربها في مكان لا يراك فيه احد الا الله تعالى فان ذلك يزيل عنك الذنوب حتى لا يبقى عليك ذنب ... فأنشأ الطبيب يقول:
يا خاطب الحوراء في خدرها..شمر فتقوى الله من مهرها
وكن مجدا لا تكن وانياً ..وجاهد النفس على صبرها
....
تمت
نقلتها لكم من ورقة على رفوف مكتبتي