كانت تفترش بجسدها الممر الفاصل بين مقصورات القطار تلتحف عبائتها السوداء شاردة الذهن يسرح خيالها في مكان ما , هي سيدة في الستين من عمرها , يبدو انها بدوية دل على ذلك لباسها ولهجتها في التحدث ,كانت بين الفينة والفينة تنهض لتلقي نظرة من نافذة المقصورة التي اجلس فيها وكانها تتوق للوصول .
وصل القطار الى المحطة وعلى ارضها اجهض ركابه , اما انا فافكاري منشغلة بامر تلك العجوز وانظاري دون ارادة مني تلاحقها , فكرة جنونية جعلت قدماي تتبعانها ولحسن الحظ اننا استقلينا سيارة اجرة واحدة , لكنها وبعد ان اتخذت مقعدا لها داخل السيارة قالت للسائق : انا لن ادفع لاني لا املك نقودا . قلت له دعك منها سادفع انا . لم تبادر للاعتراض او التشكر . سارت السيارة تضمني والعجوز وراكبين اخرين لكن وقبل ان يصل اي منا وجهته طلبت العجوز من السائق التوقف . لم يكن المكان الذي رغبت العجوز النزول عنده اهلا بالسكان بل كان ارضا مقفرة الجانبين , قال السائق مندهشا ستنزلين هنا ؟ قالت اجل لقد وصلت ,قالت ذلك فيما شرعت بفتح باب السيارة . نزلت العجوز واغلقت ورائها الباب فيما تابعت الاخيرة رحلتها التي لم تستمر لاكثر من دقيقتين او ثلاث حين طلبت من السائق التوقف ثانية !! كنت على يقين ان السائق لن ينسى هذه الرحلة طوال حياته ولا ركابها المجانيين !!غادرت السيارة راكضا احاول اللحاق بالعجوز وبعد بضع دقائق من الركض استطعت ان اجد لها اثرا . كانت تجد السير في ارض مقفرة لا تستوطنها سوى الاشواك , يا الهي الى اين تنوي هذه العجوز الوصول ؟ ظلت تسير لنصف ساعة او اكثر بقلبل ثم توقفت وصاحت صيحة عظيمة !!لقد اتيت كما وعدتك !!لم اشعر بالخوف الحقيقي الا تلك اللحظة تابعت سيرها قليلا ثم جلست امام شيء لم استطع تميزه في باديء الامر حتى اقتربت اكثر كان حجرا يعلو سطح الارض يبدو انه قبر لشخص ما , انحنت عليه وقالت : لقد عدت كما وعدتك , ثم اطلقتها ضحكة عالية معاودة النهوض , القت نظرة على المكان ثم تقدمت تجمع بعض الاشواك اليابسة حتى جمعت باقة منها , عادت نحو القبر ثانية ووضعت تلك الباقة فوقه ثم مدت يدها في جيبها واخرجت علبة ثقاب , تناولت احد عيدانها واشعلته ثم دسته بين اغصان الباقة التي ارسلت في الحال دخانا اتبعه لهب احمر ثم قالت : لقد وفيت بما عاهدت نفسي عليه احرقت جسدك اللعين فالى الجحيم يا ( زيار )
وصل القطار الى المحطة وعلى ارضها اجهض ركابه , اما انا فافكاري منشغلة بامر تلك العجوز وانظاري دون ارادة مني تلاحقها , فكرة جنونية جعلت قدماي تتبعانها ولحسن الحظ اننا استقلينا سيارة اجرة واحدة , لكنها وبعد ان اتخذت مقعدا لها داخل السيارة قالت للسائق : انا لن ادفع لاني لا املك نقودا . قلت له دعك منها سادفع انا . لم تبادر للاعتراض او التشكر . سارت السيارة تضمني والعجوز وراكبين اخرين لكن وقبل ان يصل اي منا وجهته طلبت العجوز من السائق التوقف . لم يكن المكان الذي رغبت العجوز النزول عنده اهلا بالسكان بل كان ارضا مقفرة الجانبين , قال السائق مندهشا ستنزلين هنا ؟ قالت اجل لقد وصلت ,قالت ذلك فيما شرعت بفتح باب السيارة . نزلت العجوز واغلقت ورائها الباب فيما تابعت الاخيرة رحلتها التي لم تستمر لاكثر من دقيقتين او ثلاث حين طلبت من السائق التوقف ثانية !! كنت على يقين ان السائق لن ينسى هذه الرحلة طوال حياته ولا ركابها المجانيين !!غادرت السيارة راكضا احاول اللحاق بالعجوز وبعد بضع دقائق من الركض استطعت ان اجد لها اثرا . كانت تجد السير في ارض مقفرة لا تستوطنها سوى الاشواك , يا الهي الى اين تنوي هذه العجوز الوصول ؟ ظلت تسير لنصف ساعة او اكثر بقلبل ثم توقفت وصاحت صيحة عظيمة !!لقد اتيت كما وعدتك !!لم اشعر بالخوف الحقيقي الا تلك اللحظة تابعت سيرها قليلا ثم جلست امام شيء لم استطع تميزه في باديء الامر حتى اقتربت اكثر كان حجرا يعلو سطح الارض يبدو انه قبر لشخص ما , انحنت عليه وقالت : لقد عدت كما وعدتك , ثم اطلقتها ضحكة عالية معاودة النهوض , القت نظرة على المكان ثم تقدمت تجمع بعض الاشواك اليابسة حتى جمعت باقة منها , عادت نحو القبر ثانية ووضعت تلك الباقة فوقه ثم مدت يدها في جيبها واخرجت علبة ثقاب , تناولت احد عيدانها واشعلته ثم دسته بين اغصان الباقة التي ارسلت في الحال دخانا اتبعه لهب احمر ثم قالت : لقد وفيت بما عاهدت نفسي عليه احرقت جسدك اللعين فالى الجحيم يا ( زيار )