رسالة sms
من طرف منذ حرب الخليج الثانية لم تعد "جزيرة السندباد" شمالي البصرة مأوى للسياح وللعرسان، كما لم تعد متنفسا لأبناء المحافظة، بعد ان تقطعت بها السبل وتحولت الى "جزيرة عشوائيات" بفعل تناسي "استثمار البصرة" لها.
فاثر حرب العام 1991، دمرت طائرات قوات التحالف جسر خالد بن الوليد الاستراتيجي، الذي يربط بين ضفتي شط العرب، ويمتد فوق جسد تلك الجزيرة ليكون شريانها الاوحد، لتأتي احداث العام 2003 فتوغل في تدمير ما بقي منها بالكامل، وتحولها الى "بؤرة" للمساكن العشوائية والعصابات المسلحة على حد سواء.
مسؤولون في حكومة البصرة المحلية، تحدثوا عن ان استثمار جزيرة السندباد يواجه صعوبات كبيرة، فيما اكد مسؤولون آخرون انها على خريطة الاستثمار الفعلي، كاشفين عن التعاقد مع شركة معنية بهذا الشأن. لكن الاهالي ممن يحتفظون بذكريات جميلة عن المكان، ورغم تلك الوعود، يبدون غير معنيين بما يقدم لهم من تبريرات حسب وصفهم.
رئيس لجنة التنمية الاقتصادية في مجلس محافظة البصرة محمود طعان المكصوصي، يرى ان "مشكلة الاستثمار في جزيرة السندباد تكمن في كونها ملكا للقطاع الخاص، لانها تعود لاحدى الشركات الاهلية"، مبينا ان تلك الشركة "تتلكأ في اعادة اعمارها او منحها لشركة اخرى".
ومع هذا، تطفو على السطح مشكلة الطرق الموصلة الى تلك الجزيرة، التي كانت مطلع السبعينيات واحدة من اهم المراكز السياحية في جنوب العراق، إذ يربط كثير من الأهالي التلكؤ في إصلاح جسر خالد بن الوليد باعادة استثمار الجزيرة.
وهذا ما يؤكده المكصوصي حين يقول "من الصعب جدا ان تستثمر الجزيرة من قبل اي مستثمر، إذا لم يعد بناء جسر خالد".
وعن امكانية امتلاك المحافظة لجزيرة السندباد، ينفي المسؤول البصري ذلك كاشفا عن سعي المحافظة إلى "بناء مدينة البصرة الجديدة لتقليل الزخم السكاني وسط المدينة".
وتبلغ مساحة جزيرة السندباد 180 ألف متر مربع، وتقع وسط مياه شط العرب، وتحولت الجزيرة، مع قطع جسر خالد المعلق من منتصفه، الى محطة مهمة للسيارات القادمة من منطقة النجيبية، التي تضطر للمرور عبر الجزيرة، ومن ثم العبور الى الضفة الاخرى عبر جسر عائم، غالبا ما يكون مزدحما ولاسيما بعد فتح معبر الشلامجة الحدودي مع ايران.
بدورها كشفت زهرة البجاري، رئيس لجنة السياحة والاثار في مجلس محافظة البصرة، عن احالة "الجزيرة للاستثمار، وقد تم الاتفاق مع شركة امريكية لاعادة تاهليها، الا ان هناك تلكؤا في توقيع العقد".
وتضيف البجاري ان العقد "يضم بناء شقق سياحية ومدينة ترفيهية للالعاب ومرسى للزوارق وكذلك كثير من المطاعم وقاعات الافراح".
وتشير رئيس لجنة السياحة والاثار الى ان "الجزيرة قطاع مختلط، ونسبة هيئة السياحة في بغداد فيها قليلة جدا، وهذا ما يعرقل عملنا".
وحول المساكن العشوائية او ما يطلق عليها بـ"الحواسم" وسبل التعامل معهم، اكدت عضو مجلس البصرة إقرار خطة "لتعويض المتجاوزين بمبالغ مالية من اجل اخلاء الجزيرة، وذلك عن طريق المستثمر".
ومع هذا فإن الاهالي في البصرة، ولاسيما أولئك الذين عاصروا زهو الجزيرة، شككوا في جدية الحكومة المحلية لايلاء هذه القطاعات الاهتمام المناسب، ورأى بعضهم في سياق حديثه لـ"العالم" ان المشاريع والقطاعات الاخرى باتت اليوم اهم من السياحة.
ويقول صادق جعفر (55 عاما) "كانت جزيرة السندباد متنفسا للعوائل البصرية لقضاء اوقات العطل والاعياد، وكذلك فإن معظم العرسان في المنطقة كانوا يقضون شهر العسل في تلك الجزيرة".
ويضيف جعفر "لكن منذ ان دمرت صارت السياحة فيها آخر الاولويات، مع ان اهل البصرة بحاجة الى ما يفك عنهم عذاب المكان، الذي شبع من ويلات الحرب، ولم يزل حتى اليوم يتجرع آهاتها".
من جانبه، يذكر معاذ عبدالله (52 عاما) أن "البصرة كانت مطلع السبعينيات من القرن الماضي، تزهو بالمناطق السياحية التي يؤمها السائحون من مختلف البلدان الخليجية المجاورة، وكانت السندباد عامرة انذاك"، مستذكرا "العوائل التي كانت تملأ المكان، وصخب الصبية الذي كان يثبت الحياة" حسب قوله.
ويضيف عبدالله ان "معظم القائمين على ادارة ملف المحافظة اليوم، ربما لم يكونوا ليعرفوا شيئا عن المكان، الامر الذي جعله لا يتصدر اولوياتهم".
بعض الاهالي قدموا روايات متعددة عن المكان بعد العام 2003، مشيرين الى انتشار الابنية العشوائية واكتساح المواشي والحيوانات للمكان الذي كان يوما ما جنة البصريين.
ويروي حسن فالح (49 عاما)، وهو من اهالي حي الفيحاء المحاذي للجزيرة، "السندباد بعد العام 2003 اصبحت مأوى للعمليات المسلحة، وملاذا للمسلحين، وذلك بحكم مكانها المقطوع نسبيا عن المحافظة"، مضيفا "اما في السنوات الاخيرة، فقد استخدمت الميليشيات هذه الجزيرة لضرب القوات الاميركية".
ويرى فالح ان "اعادة التفكير ببناء واستغلال جزيرة السندباد ثانية، خطوة لاعادة الحياة الى المناطق المجاورة ايضا، وعودة الى الزمن الجميل"، لكنه يتساءل "هل الحكومة المحلية والدوائر المعنية في البصرة، جادة فعلا في اعادة الحياة الى السندباد؟ ام انها مجرد خيالات واوهام؟".
فاثر حرب العام 1991، دمرت طائرات قوات التحالف جسر خالد بن الوليد الاستراتيجي، الذي يربط بين ضفتي شط العرب، ويمتد فوق جسد تلك الجزيرة ليكون شريانها الاوحد، لتأتي احداث العام 2003 فتوغل في تدمير ما بقي منها بالكامل، وتحولها الى "بؤرة" للمساكن العشوائية والعصابات المسلحة على حد سواء.
مسؤولون في حكومة البصرة المحلية، تحدثوا عن ان استثمار جزيرة السندباد يواجه صعوبات كبيرة، فيما اكد مسؤولون آخرون انها على خريطة الاستثمار الفعلي، كاشفين عن التعاقد مع شركة معنية بهذا الشأن. لكن الاهالي ممن يحتفظون بذكريات جميلة عن المكان، ورغم تلك الوعود، يبدون غير معنيين بما يقدم لهم من تبريرات حسب وصفهم.
رئيس لجنة التنمية الاقتصادية في مجلس محافظة البصرة محمود طعان المكصوصي، يرى ان "مشكلة الاستثمار في جزيرة السندباد تكمن في كونها ملكا للقطاع الخاص، لانها تعود لاحدى الشركات الاهلية"، مبينا ان تلك الشركة "تتلكأ في اعادة اعمارها او منحها لشركة اخرى".
ومع هذا، تطفو على السطح مشكلة الطرق الموصلة الى تلك الجزيرة، التي كانت مطلع السبعينيات واحدة من اهم المراكز السياحية في جنوب العراق، إذ يربط كثير من الأهالي التلكؤ في إصلاح جسر خالد بن الوليد باعادة استثمار الجزيرة.
وهذا ما يؤكده المكصوصي حين يقول "من الصعب جدا ان تستثمر الجزيرة من قبل اي مستثمر، إذا لم يعد بناء جسر خالد".
وعن امكانية امتلاك المحافظة لجزيرة السندباد، ينفي المسؤول البصري ذلك كاشفا عن سعي المحافظة إلى "بناء مدينة البصرة الجديدة لتقليل الزخم السكاني وسط المدينة".
وتبلغ مساحة جزيرة السندباد 180 ألف متر مربع، وتقع وسط مياه شط العرب، وتحولت الجزيرة، مع قطع جسر خالد المعلق من منتصفه، الى محطة مهمة للسيارات القادمة من منطقة النجيبية، التي تضطر للمرور عبر الجزيرة، ومن ثم العبور الى الضفة الاخرى عبر جسر عائم، غالبا ما يكون مزدحما ولاسيما بعد فتح معبر الشلامجة الحدودي مع ايران.
بدورها كشفت زهرة البجاري، رئيس لجنة السياحة والاثار في مجلس محافظة البصرة، عن احالة "الجزيرة للاستثمار، وقد تم الاتفاق مع شركة امريكية لاعادة تاهليها، الا ان هناك تلكؤا في توقيع العقد".
وتضيف البجاري ان العقد "يضم بناء شقق سياحية ومدينة ترفيهية للالعاب ومرسى للزوارق وكذلك كثير من المطاعم وقاعات الافراح".
وتشير رئيس لجنة السياحة والاثار الى ان "الجزيرة قطاع مختلط، ونسبة هيئة السياحة في بغداد فيها قليلة جدا، وهذا ما يعرقل عملنا".
وحول المساكن العشوائية او ما يطلق عليها بـ"الحواسم" وسبل التعامل معهم، اكدت عضو مجلس البصرة إقرار خطة "لتعويض المتجاوزين بمبالغ مالية من اجل اخلاء الجزيرة، وذلك عن طريق المستثمر".
ومع هذا فإن الاهالي في البصرة، ولاسيما أولئك الذين عاصروا زهو الجزيرة، شككوا في جدية الحكومة المحلية لايلاء هذه القطاعات الاهتمام المناسب، ورأى بعضهم في سياق حديثه لـ"العالم" ان المشاريع والقطاعات الاخرى باتت اليوم اهم من السياحة.
ويقول صادق جعفر (55 عاما) "كانت جزيرة السندباد متنفسا للعوائل البصرية لقضاء اوقات العطل والاعياد، وكذلك فإن معظم العرسان في المنطقة كانوا يقضون شهر العسل في تلك الجزيرة".
ويضيف جعفر "لكن منذ ان دمرت صارت السياحة فيها آخر الاولويات، مع ان اهل البصرة بحاجة الى ما يفك عنهم عذاب المكان، الذي شبع من ويلات الحرب، ولم يزل حتى اليوم يتجرع آهاتها".
من جانبه، يذكر معاذ عبدالله (52 عاما) أن "البصرة كانت مطلع السبعينيات من القرن الماضي، تزهو بالمناطق السياحية التي يؤمها السائحون من مختلف البلدان الخليجية المجاورة، وكانت السندباد عامرة انذاك"، مستذكرا "العوائل التي كانت تملأ المكان، وصخب الصبية الذي كان يثبت الحياة" حسب قوله.
ويضيف عبدالله ان "معظم القائمين على ادارة ملف المحافظة اليوم، ربما لم يكونوا ليعرفوا شيئا عن المكان، الامر الذي جعله لا يتصدر اولوياتهم".
بعض الاهالي قدموا روايات متعددة عن المكان بعد العام 2003، مشيرين الى انتشار الابنية العشوائية واكتساح المواشي والحيوانات للمكان الذي كان يوما ما جنة البصريين.
ويروي حسن فالح (49 عاما)، وهو من اهالي حي الفيحاء المحاذي للجزيرة، "السندباد بعد العام 2003 اصبحت مأوى للعمليات المسلحة، وملاذا للمسلحين، وذلك بحكم مكانها المقطوع نسبيا عن المحافظة"، مضيفا "اما في السنوات الاخيرة، فقد استخدمت الميليشيات هذه الجزيرة لضرب القوات الاميركية".
ويرى فالح ان "اعادة التفكير ببناء واستغلال جزيرة السندباد ثانية، خطوة لاعادة الحياة الى المناطق المجاورة ايضا، وعودة الى الزمن الجميل"، لكنه يتساءل "هل الحكومة المحلية والدوائر المعنية في البصرة، جادة فعلا في اعادة الحياة الى السندباد؟ ام انها مجرد خيالات واوهام؟".
