بأبِ الرفضِ أم بأمِّ التحدي
زاركَ المجدُ صاغرًا بعد مجدِ
بفمِ الخلد أم بصوتِ المنايا
قلدتْكَ الرماحُ أعتابَ حَدِّ
وارثًا آدمًا ونوحًا وموسى
يا مَحَطَّ الرحالِ من كل جَدِّ
صافحتْ نزفكَ السماواتُ
واستمسكتِ الأرضُ عندما جفَّ أيدِ
ألفَ عامٍ تصفُّ جيشَ القرابين
رهانًا بأن ذكركَ يجدي
عندما قلتَ للجهاتِ ألا من
ناصرٍ هبَّ كل صخرٍ بوردِ
أنت لم تسرجِ الخيولَ لفتيانِ
ردىً إنما لفتيانِ خلدِ
النداءُ الأخيرُ أعطى الصدى
لامَةَ حربٍ فأصبحَ الوقتُ جندي
والجثامينُ لم يجدها ضريحٌ
منذ أمسى خصامَ لحدٍ ومهدِ
هذه الشمسُ أشرقت ذكرياتٍ
وهوت من ضيائها فوق خدِّ
إن شُبَّاككَ النحاسيَّ متراسٌ
لحيٍّ مرابطٍ خلفَ فقدِ
أسمعُ الآن حمحماتِ براقٍ
وسكوتًا يجرُّ أذيالَ رعدِ
أقرأُ المقتلَ الولودَ إلى أن
تنجلي غبرةٌ بظلٍّ وزندِ
وشهيدٌ يحط من سرجِ غيبٍ
راجلًا يسلمُ الخيولَ لسردِ
لم لا تستريحُ ما دمتَ ذكرىً
قبل أن تشغلَ السنينَ بعَدِّ
يا شهيدًا دماؤهُ شاخصاتٌ
ترتدي درعَها بفولاذ بَعدِ
يستفز الرماحَ سبعونَ تذكارًا
إذا أقدمت على محوِ وعدِ
قم لنبكي عليك شوطًا وناورْ
ألفَ شوطٍ ما بين سهمٍ وجِلدِ
ثَمَّ درعٌ ولامةٌ وحسامٌ
في كواليسِ طفك المستجدِّ
أنت وزعتَ في النواويسِ آثارَكَ
تمشي رغمَ الردى المستبدِّ
فارسٌ أنت شاطرتكَ المحالاتُ
نبوغًا وأرغمتْ كل نردِ
فكرةٌ أنْ تمرِّغَ الدربَ جرحًا
ليؤدي إليكَ ما لا يُؤَدي
واثقًا حاصرَ الحوافرَ صدرٌ
قال لا بدَّ للهدى من مردِّ
لا تؤجلْ نهارَ أوادجِكَ الصحوِ
أيا مشرقَ الرماحِ المُعَدِّ
تغطسُ الشمسُ في الجراحِ
لتصطادَ طلوعينِ من جموحٍ ووجدِ
كل ظلٍّ فارقتَهُ ظلَّ يوحيكَ
على رغمِ كل قربٍ وبُعدِ
مرت الريحُ بينما كنت ملقىً
فتشظت بألفِ حرٍّ وبردِ
قم إلى صهوةِ الجوادِ وبارز
إنَّ هذي الجراحَ رهنُ التحدي
احمد الماجد