عشر سنين ما اطولها الان عندما لمحته في حياتها مرة ثانية قصيرة كلمة بصر !؟ اجل ما اقصرها عندما راته ولكن لا كما راته اول وهلة , يوم اتت لتتعلم الخياطة عند خالتها بجوار بيته كانت يومها صبية في الرابعة عشرة من عمرها كثيرا ما تحب الوحدة والانزواء لمحته يومها ذلك الفتى الذي قفز دون الثامنة عشرةفعرتها ارتعاشة غريبة لذيذة بدلت حبها للانزواء بحبها للنهار والتلهف للاجتماع بالانسان وخاصة به . كانت تخال يومها ان الدنيا حب ووصال وان الحياة حلوة صافية ولكن اهلها محافظون يفسرون الحب جريمة وخطيئة عظمى ودوسا على كل تقليد لذا فقد فرقوا بينهما ولم يعد يسمح لها بمغادرة المنزل بعد العودة اليه رغما عنها كانت تحسب انها باقية في دار اهلها يضمها وحبيبها بلد واحد تستطيع ان تلاقيه ولو كل حين طويل ولكن اين ذاك فلقد ذهبوا بها الى منزل شقيقتها المتزوجة في بلدة نائية ظلت تسير السيارة اليها يوما كاملا وهناك عاشت مكرهة في ريف موحش ظالم ورهبة من سكون محطم وليس هذا فقط بل انها افاقت ذات يوم لتجد ان شقيقتها مزمعة على زيارة اهلها بمفردها توسلت اليها ان تاخذها معها لكنها قذفتها بملئ قوتها صائحة انت تستحقين ا لموت فهمت ! ونظرت اليها والفجيعة ملئ ذاتها وهرولت لسريرها تحيا عليه مسهدة قلقة لا تعرف لليل حدود وفي ليلة تكاثرت حولها الاشباح والاطياف من افكارها المجهدة واعصابها المتعبة فكادت تجن فاستنجدت بصرخات رعب وشرود ولكن سرعان ما احست بيدين تحوطانها وذراعين يضمانها وهمس يردد لا تخافي ولا تحزني كان ذلك زوج شقيقتها فاطمئنت اليه وعاد اليها بعض الوعي ومر يومان وغضبت الطبيعة فتعطلت المواصلات وتجلببت تلك البلدة برداء انقطاع طويل ثم ماذا ؟ هي تدري نعم تدري وتذكر ان زوج شقيقتها قدم لها كوب من الشاي الساخن رشفت مافيه ثم احست انها في دوامة وقلابة تقيمها وتقعدها ثم لا شيء , لا شيء وقد انتهت من وعيها ومر عليها اول صباح فاقدة شرفها فكادت تمزق قلبها لقد شعرت بانها رخصت وباتت وسخة مرمية بين الوحل عادت اختها من اهلها فلم تخبرها بشيء بل لم تكلمها فهي عدوتها صديقة اعدائها - اهلها - وزوجة قاتلها انها تود ان تموت هنا ما نفع حياتها بعد ذلك اليوم لهي النتنه الحقيرة لهي العاهرة المفضوحة اين ستحيا ولا احد يعرفها . تبا لك ايتها الحياة تبا لك من وهم مزخرف تعقبه الهوة الجائعة مكارة انت يا حياة وانتم ايها البشر صعقا من خبثاء وحوش يامن تسيرون وراء امور سخيفة قالها اجدادكم بوحي العقول المتحجرة وهكذا سقيتم ابنائكم نقيع الماساة . لقد بغضت الحياة وكرهت كل من حولها كل محبة تحولت الى ضغينة وشعرت بشوق للقتل وقتلت ! قتلت زوج شقيقتها قتلته بوحشية بفاس كبير اهوت به على جمجمته وهو نائم نعم لقد ارتاحت منه الان من ذلك الذي سلبها اعز ما تملك وخنق روحها الاول في فجر وجوده قتلته وهي تبتسم وقيدت لسجن الاحداث وهي تبتسم ماذا بقي لها من الحياة السعادة التي ترقبها ؟ الشنق ارحم من ان ترى الناس مرة اخرى , ترى اختها التي قتلت لها زوجها , ترى اهلها اللذين لبسوا ثوب المهانة ابنتهم الصغرى قاتلة وعاهرة وابنتهم الكبرى ارملة في العشرين اجل ماذا بقي لها من الحياة النظرات التي يبعثها الناس اللذين لم يشهدوا الحق ام من عيون اهلها اللذين باتوا كالمنبوذين يهربون من الطريق يا للقدر الساخر والمجتمع الظالم ثمان سنوات من ربيع عمرها بين جدران اربع تمضي لماذا ؟ لانها انتقمت لشرفها لانها ارتاحت من العذاب الذي في قلبها ؟ سحقا لك ايها المجتمع كم انت ظالم . وتعرفت في سجنها على من قتلت من قتلها ولطخت بالدم من لطخ شرفها بالعار وعرفت مشردات تنكر لهن الاباء فكن ضحية النذالة ولكنها لم تجد المجرمة التي يتحدث عنها القانون او تلك التي قتلت من غير حق او التي قتلت شرف انسان عشر سنين ما اطولها الان عندما لمحته مرة ثانية قصيرة كلمحة طرف وعندما قال لها ان له ثلاثة اطفال تنحت قليلا والتفتت وقد امتلئت ماقيها بالدموع ليكن لي روح في السماء تبتسم لي ولا تغض لتهدني همسة طيبة من حنايا انسان سمت ذاته وترفعت عن حقارتكم انا مجنونة ان خفت من الموت انا مجنونة ان القيت بالسم على الرض
3 مشترك
في العاصفة
تصويت
شهد عادل- رونق فعال
- رسالة sms :
الاوسمة :
عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 04/10/2009
العمر : 38
https://adeladel.ahlamontada.comرونق الحرف
- مساهمة رقم 1
في العاصفة
عشر سنين ما اطولها الان عندما لمحته في حياتها مرة ثانية قصيرة كلمة بصر !؟ اجل ما اقصرها عندما راته ولكن لا كما راته اول وهلة , يوم اتت لتتعلم الخياطة عند خالتها بجوار بيته كانت يومها صبية في الرابعة عشرة من عمرها كثيرا ما تحب الوحدة والانزواء لمحته يومها ذلك الفتى الذي قفز دون الثامنة عشرةفعرتها ارتعاشة غريبة لذيذة بدلت حبها للانزواء بحبها للنهار والتلهف للاجتماع بالانسان وخاصة به . كانت تخال يومها ان الدنيا حب ووصال وان الحياة حلوة صافية ولكن اهلها محافظون يفسرون الحب جريمة وخطيئة عظمى ودوسا على كل تقليد لذا فقد فرقوا بينهما ولم يعد يسمح لها بمغادرة المنزل بعد العودة اليه رغما عنها كانت تحسب انها باقية في دار اهلها يضمها وحبيبها بلد واحد تستطيع ان تلاقيه ولو كل حين طويل ولكن اين ذاك فلقد ذهبوا بها الى منزل شقيقتها المتزوجة في بلدة نائية ظلت تسير السيارة اليها يوما كاملا وهناك عاشت مكرهة في ريف موحش ظالم ورهبة من سكون محطم وليس هذا فقط بل انها افاقت ذات يوم لتجد ان شقيقتها مزمعة على زيارة اهلها بمفردها توسلت اليها ان تاخذها معها لكنها قذفتها بملئ قوتها صائحة انت تستحقين ا لموت فهمت ! ونظرت اليها والفجيعة ملئ ذاتها وهرولت لسريرها تحيا عليه مسهدة قلقة لا تعرف لليل حدود وفي ليلة تكاثرت حولها الاشباح والاطياف من افكارها المجهدة واعصابها المتعبة فكادت تجن فاستنجدت بصرخات رعب وشرود ولكن سرعان ما احست بيدين تحوطانها وذراعين يضمانها وهمس يردد لا تخافي ولا تحزني كان ذلك زوج شقيقتها فاطمئنت اليه وعاد اليها بعض الوعي ومر يومان وغضبت الطبيعة فتعطلت المواصلات وتجلببت تلك البلدة برداء انقطاع طويل ثم ماذا ؟ هي تدري نعم تدري وتذكر ان زوج شقيقتها قدم لها كوب من الشاي الساخن رشفت مافيه ثم احست انها في دوامة وقلابة تقيمها وتقعدها ثم لا شيء , لا شيء وقد انتهت من وعيها ومر عليها اول صباح فاقدة شرفها فكادت تمزق قلبها لقد شعرت بانها رخصت وباتت وسخة مرمية بين الوحل عادت اختها من اهلها فلم تخبرها بشيء بل لم تكلمها فهي عدوتها صديقة اعدائها - اهلها - وزوجة قاتلها انها تود ان تموت هنا ما نفع حياتها بعد ذلك اليوم لهي النتنه الحقيرة لهي العاهرة المفضوحة اين ستحيا ولا احد يعرفها . تبا لك ايتها الحياة تبا لك من وهم مزخرف تعقبه الهوة الجائعة مكارة انت يا حياة وانتم ايها البشر صعقا من خبثاء وحوش يامن تسيرون وراء امور سخيفة قالها اجدادكم بوحي العقول المتحجرة وهكذا سقيتم ابنائكم نقيع الماساة . لقد بغضت الحياة وكرهت كل من حولها كل محبة تحولت الى ضغينة وشعرت بشوق للقتل وقتلت ! قتلت زوج شقيقتها قتلته بوحشية بفاس كبير اهوت به على جمجمته وهو نائم نعم لقد ارتاحت منه الان من ذلك الذي سلبها اعز ما تملك وخنق روحها الاول في فجر وجوده قتلته وهي تبتسم وقيدت لسجن الاحداث وهي تبتسم ماذا بقي لها من الحياة السعادة التي ترقبها ؟ الشنق ارحم من ان ترى الناس مرة اخرى , ترى اختها التي قتلت لها زوجها , ترى اهلها اللذين لبسوا ثوب المهانة ابنتهم الصغرى قاتلة وعاهرة وابنتهم الكبرى ارملة في العشرين اجل ماذا بقي لها من الحياة النظرات التي يبعثها الناس اللذين لم يشهدوا الحق ام من عيون اهلها اللذين باتوا كالمنبوذين يهربون من الطريق يا للقدر الساخر والمجتمع الظالم ثمان سنوات من ربيع عمرها بين جدران اربع تمضي لماذا ؟ لانها انتقمت لشرفها لانها ارتاحت من العذاب الذي في قلبها ؟ سحقا لك ايها المجتمع كم انت ظالم . وتعرفت في سجنها على من قتلت من قتلها ولطخت بالدم من لطخ شرفها بالعار وعرفت مشردات تنكر لهن الاباء فكن ضحية النذالة ولكنها لم تجد المجرمة التي يتحدث عنها القانون او تلك التي قتلت من غير حق او التي قتلت شرف انسان عشر سنين ما اطولها الان عندما لمحته مرة ثانية قصيرة كلمحة طرف وعندما قال لها ان له ثلاثة اطفال تنحت قليلا والتفتت وقد امتلئت ماقيها بالدموع ليكن لي روح في السماء تبتسم لي ولا تغض لتهدني همسة طيبة من حنايا انسان سمت ذاته وترفعت عن حقارتكم انا مجنونة ان خفت من الموت انا مجنونة ان القيت بالسم على الرض
Admin- الاداريون
- رسالة sms :
عدد المساهمات : 207
تاريخ التسجيل : 03/10/2009
https://adeladel.ahlamontada.com
- مساهمة رقم 2
رد: في العاصفة
لوحة ماساوية
تعبر عن الوان الحياة القتمة
التي هي اشد سوادا من الليل الحالك
الذي جافاه القمر وشحبت فيه النجوم
شكرا لك ست شهد
ابداع متواصل
تعبر عن الوان الحياة القتمة
التي هي اشد سوادا من الليل الحالك
الذي جافاه القمر وشحبت فيه النجوم
شكرا لك ست شهد
ابداع متواصل
ابن البصرة- رونق برونزي
- رسالة sms :
الاوسمة :
عدد المساهمات : 313
تاريخ التسجيل : 15/10/2009
العمر : 44
https://adeladel.ahlamontada.com
- مساهمة رقم 3
رد: في العاصفة
قصة رائعة
نشاهد ابعادها كثيرا على ارض الواقع
شكرا لصاحبة القلم الذهبي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شهد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تحياتي
نشاهد ابعادها كثيرا على ارض الواقع
شكرا لصاحبة القلم الذهبي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شهد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تحياتي