العراق والعالم يحتفل بالذكرى العالمية البيطرية
سهيلة عوفي عبد الحسن : م/اعلام المستشفى البيطري في البصرة
تحت شعار(البيطرة في خدمة الصحة والغذاء والكوكب ) تحتفل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO والبيطريون في كل أنحاء العالم في عام 2011 على مرور 250 عام على ميلاد مهنة العلوم البيطرية ، وبدورها جميع المؤسسات الخاصة ستنضم للسنة العالمية البيطرية وتنظم الأحداث في بلدانهم لتعزز دور المهنة البيطرية هذا العام ، كل في مجالها الخاص ، حيث تُهيء منهاجها لتعزيز الحدث السنوي في دورة الاحتفال بميلاد مهنتنا .
والهدف الرئيسي من ذلك هو لتحسين الوعي العام وتذكير صناع القرار في كل مكان في العالم على مايلي :
أولاً ظلت مهنتنا تخدم البشرية منذ زُهاء250 عام.
ثانياً الطب البيطري الحديث ليس فقط يُخَرج أطباء للعلاج ودعات الرفق بالحيوان فقط ، بل هم أيضاً لهم إسهامات في الصحة العامة لما لهم من دور حاسم منها:
1- تعزيز الأمن الغذائي من خلال الإشراف على الصحة الحيوانية والأمن الغذائي.
2- السيطرة على الأمراض الحيوانية المنشأ.
3- مراقبة جودة الاغذية وسلامتها.
4- تقديم البحوث الطبية الحيوية.
5- حماية البيئة والتنوع البيولوجي.
نبذه تاريخية
الطب البيطري مهنة ضاربة في القدم ، وهي أيضاً مهنة متطورة ومتجددة بشكل مستمر وبتغير الظروف وأحتياجات المجتمع . وقد ورد في قوانين حمورابي عام 2100 ق.م بذكر الطب البيطري .
فقد تضمنت تلك القوانين أجر الطبيب البيطري عند تقديمه العلاج لكل نوع من الحيوانات ، ومسؤولياته في المحافظة على حياة الحيوان ، وما يطبق بحقه من عقوبات إذا أساء شروط مهنته بالممارسات الخاطئة.
كما ذكر الطب البيطري في البرديات الطبية لقدماء المصريين مثل بردية كاهون التي وصفت الأنشطة البيطرية في وادي النيل سنة 1900 ق . م .
وتطرقت الكتابات الهندية القديمة أيضاً لهذه المهنة ، حيث كتب ساليهوثرا في الهند عن أمراض الخيول وسبل علاجها.
وقد كتب أبوقراط سنة 350 ق.م ، كثيراً عن الطب البيطري وسبل تطويرهما . وتم تشييد أول مستشفى بيطري في التاريخ سنة 250 ق.م ، في الهند في عهد الملك آسوكا .
ويقال إن الفيلسوف بيدبا كان طبيباً بيطرياً ، وقد عرف العرب الطبيب البيطري منذ قديم الزمان وكانوا يطلقون البيطار التي أشتق منها اللفظ الإنجليزي Veterinary على الشخص الذي يقوم بعمل حدوات الخيول.
أما التعاليم البيطرية بمفهومه الحديث فقد نشأ في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في أوربا . في ذلك الوقت – ومنذ قرون قبله – كانت الأوبئة وفي مقدمتها الطاعون البقري والسل البقري ، تفتك بالمواشي وتنتشر أحياناً لتشمل أوربا كلها مسببة المعانات الشديدة والمجاعات . فبين عامي 1710 و 1741 م ، على سبيل المثال ، ماتت نصف الأبقار في الطاعون البقري . وقد أستمر المرض لمدة أربعين عاماً تالية في الظهور بشكل متكرر.
وفي أعقاب أحد الأوبئة الكاسحة للطاعون في البقر بفرنسا ، أجتمع ساستها ومزارعوها وأصدروا قراراً بانشاء أول كلية للطب البيطري في مدينة ليون بفرنسا لمكافحة الطاعون البقري ، وقد تأسست تلك الكلية في عام 1760 م ، وتبعها كلية أخرى في آلفورت عام 1765م . وبالفعل تمكن العلماء البيطريون في هاتين الكليتين من معرفة كيفية أنتشار الطاعون البقري .
وأسهم خريجو الكليتين إسهاماً كبيراً في تطوير العلوم الطبية البيطرية وخاصة الطب الوقائي ومكافحة الأمراض المعدية ،وقد نجحوا في القضاء على الطاعون البقري ليس في فرنسا فقط وإنما في أرجاء أوربا .. وظلت أوربا خالية من ذلك المرض منذ مطلع القرن الماضي الى يومنا هذا.
ويتبلور من شعار السنة البيطرية الدولية هذا العام مدى أهمية الدور الذي ينهض به الخبراء البيطريون في خدمة الانسان والصحة الحيوانية الى جانب الأمن الغذائي والبيئة ، ومن هذا المنطلق يحتفل الأطباء البيطريون في العراق كافة بجميع مؤسساته الخاصة بهذا المجال عام 2011 متخذين من 31/1/2011 يوم للاحتفال بهذه المناسبة الكبيرة التي تخلد وتوضح تاريخ الطبيب البيطري الحافل بالأنجازات الخالدة على مر القرون وأهمية دوره في الحفاظ على الثروة الحيوانية والأمن الغذائي بالبلد ، وألف مبروك للأطباء البيطريين في العالم عامة والعراق بشكل خاص .