نازك الملائكة والشيخ الوائلي
سرار الحج
هذه أبيات أرسلها العالم الشيخ أحمد الوائلي للشاعرة السيدة نازك الملائكة لتهنئتها
بالحج عام 1974م
يا أُم براق عليك السلام دام لكِ الايمان والالتزام
السعي مشكور لوادي منى والحج مبرور لبيتٍ حرام
نزلتِ بيتَ الله ضيفاً على أغنى خوانٍ حاشدٍ بالطعام
وذقتِ للنبع المُذال الذي من ذاقه يبرد منه الأوام
وجُلتِ في رحاب ربّ بها مغفرة ل كلّ هذي الأنام
يا أُم برّاق وبالحج من أسراره مالا يحدُّ الكلام
فهل رأيتِ الله في بيته وهل لمحت الغيث خلف الغمام
وهل تسمَّمعتِ إِلى نغمة لم تسبِ إِلا أُذُنَ المستهام
هل ذقتِ صهباءً حسى صفوها الفارض والخيَّام وابن الهمام
غابوا بما ذاقوه من نشوةٍ فيها فهم لللآن صرعى نيام
ولامست أوتارهم فالتفت أرواحهم بألف عودٍ وجام
هذا هو الحج وما بعده أغمار ترتاد مِنى في زحام
تحسب أنَّ الحج طوفٌ على مربَّع أو جولة في مقام
وأنتِ قيثار سمعناه في ألحانه يسكر شدوَ الحمام
فترجمي ما سكب الحج في روحك من مَوسقةٍ أو مدام
فأجابت السيدة نازك الملائكة بالابيات الاتية:
مولاي شكراً وعليك السلام شعرك ورد وسواقي غمام
ندّيت حقلي من شذى ساقياً لي قلماً عطشان صلّى وصام
هنّأتني بالحج حجي رؤىً روحيّة ونجمة في ظلام
والله في قلبي تعريشة والله نبع مغدق وابتسام
لا أنا ممن قدّسوا صخرة ولا أنا ممّن جثوا للرُخام
إنّي لمست في منى دفقةً من مطِ الله ترشُّ الخيام
أحسست وجه الله أغماءةً أغيب فيها ويغيب الزُحام
فلا أعي إلا ذرى فمة مذاقها سعي شذاها أستلام
صلّيت ناجيتُ سرت رعشة في أدمعي في شفتي في العظام
ناديت ربّ الورد إنّ الشذى يرعاه فلاحون غرقى نيام
فالورد مجروح وألوانه دم يسيل والروابي حطام
والوحش حزّت قدماه الرُبى غمّس قيثارتنا في الرّغام
أبا سمير حقلنا غاضب شفاهه عصف وجوع أنتقام
ألوانه منفجرات لظى أشجاره زوبعة وأضطرام
والمسجد الاقصى صدى شاحب مخلخل المنبر خاوي المقام
نما على محرابه طحلب وأنغرست في جانحيه السهام
خاوٍ ويعوي في حماه الصدى لا راكع لا خطبة لا إمام
إن لم نقاتل حجّنا باهت وجمعنا في السعي محض أزدحام
وقوفنا في عرفات سدّى وشعرنا الحلو كلام كلام
مما راق لي
سرار الحج
هذه أبيات أرسلها العالم الشيخ أحمد الوائلي للشاعرة السيدة نازك الملائكة لتهنئتها
بالحج عام 1974م
يا أُم براق عليك السلام دام لكِ الايمان والالتزام
السعي مشكور لوادي منى والحج مبرور لبيتٍ حرام
نزلتِ بيتَ الله ضيفاً على أغنى خوانٍ حاشدٍ بالطعام
وذقتِ للنبع المُذال الذي من ذاقه يبرد منه الأوام
وجُلتِ في رحاب ربّ بها مغفرة ل كلّ هذي الأنام
يا أُم برّاق وبالحج من أسراره مالا يحدُّ الكلام
فهل رأيتِ الله في بيته وهل لمحت الغيث خلف الغمام
وهل تسمَّمعتِ إِلى نغمة لم تسبِ إِلا أُذُنَ المستهام
هل ذقتِ صهباءً حسى صفوها الفارض والخيَّام وابن الهمام
غابوا بما ذاقوه من نشوةٍ فيها فهم لللآن صرعى نيام
ولامست أوتارهم فالتفت أرواحهم بألف عودٍ وجام
هذا هو الحج وما بعده أغمار ترتاد مِنى في زحام
تحسب أنَّ الحج طوفٌ على مربَّع أو جولة في مقام
وأنتِ قيثار سمعناه في ألحانه يسكر شدوَ الحمام
فترجمي ما سكب الحج في روحك من مَوسقةٍ أو مدام
فأجابت السيدة نازك الملائكة بالابيات الاتية:
مولاي شكراً وعليك السلام شعرك ورد وسواقي غمام
ندّيت حقلي من شذى ساقياً لي قلماً عطشان صلّى وصام
هنّأتني بالحج حجي رؤىً روحيّة ونجمة في ظلام
والله في قلبي تعريشة والله نبع مغدق وابتسام
لا أنا ممن قدّسوا صخرة ولا أنا ممّن جثوا للرُخام
إنّي لمست في منى دفقةً من مطِ الله ترشُّ الخيام
أحسست وجه الله أغماءةً أغيب فيها ويغيب الزُحام
فلا أعي إلا ذرى فمة مذاقها سعي شذاها أستلام
صلّيت ناجيتُ سرت رعشة في أدمعي في شفتي في العظام
ناديت ربّ الورد إنّ الشذى يرعاه فلاحون غرقى نيام
فالورد مجروح وألوانه دم يسيل والروابي حطام
والوحش حزّت قدماه الرُبى غمّس قيثارتنا في الرّغام
أبا سمير حقلنا غاضب شفاهه عصف وجوع أنتقام
ألوانه منفجرات لظى أشجاره زوبعة وأضطرام
والمسجد الاقصى صدى شاحب مخلخل المنبر خاوي المقام
نما على محرابه طحلب وأنغرست في جانحيه السهام
خاوٍ ويعوي في حماه الصدى لا راكع لا خطبة لا إمام
إن لم نقاتل حجّنا باهت وجمعنا في السعي محض أزدحام
وقوفنا في عرفات سدّى وشعرنا الحلو كلام كلام
مما راق لي