وقال الباحث العراقي الدكتور سعد متي بطرس في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الأمانة العامة لمجلس رئاسة الوزراء أصدرت مؤخراً توجيهاً لوزارة الكهرباء بالتعاقد معي لانفذ مشروعاً يقضي بمعالجة ظاهرة انسداد الأنابيب التي تنقل المياه من الأنهار الى بعض محطات التوليد الحرارية بسبب تكاثر حيوان البرنقيل (المحار) بداخلها"، مضيفاً أنه ابتكر "مادة غير سامة مركبة من عدة عناصر تمنع لدى طلاء القطع المعدنية بها تكاثره ويفقده القدرة على إنشاء مستعمراته عليها".
ولفت بطرس الى أن ابتكاره العلمي "سوف يوفر ما لايقل عن 200 ميكا واط إضافية من الطاقة الكهربائية، لان تلك الكمية من الطاقة لايمكن توليدها حالياً بسبب تراكم مستعمرات البرنقيل داخل أنابيب نقل المياه في محطتي الهارثة والنجيبية في محافظة البصرة ومحطة الناصرية في محافظة ذي قار"، مبيناً أنه أجرى في الأشهر الماضية "سلسلة من الاختبارات والتجارب العلمية التي تكللت جميعها بالنجاح، حيث برهنت على فاعلية المادة وعدم سميتها".
ويعد حيوان البرنقيل أحد أنواع المحار الصخري الذي يعيش ملتصقاً بالصخور والأسطح الصلبة في البيئات المائية الضحلة والمواقع التي تغمرها المياه في حالات المد، ويتراوح طوله من 2 سم الى 75 سم وتتلون قشرتها بالأصفر والأبيض وأحياناً بالبرتقالي والأحمر، ويلحق هذا النوع من الحيوانات القشرية أضراراً بالبواخر ومحطات تحلية المياه والمحطات الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية القريبة من الأنهر والشواطئ كونه يلتصق بالأجزاء المعدنية الغاطسة منها.
وأشار بطرس الى أن "احدى الشركات الفرنسية طلبت مؤخراً من إدارة مديرية إنتاج الطاقة الكهربائية في الجنوب منحها 150 مليون دولار مقابل تنفيذ مشروع مماثل بمواصفات مشابهة"، مستدركاً أن "المشروع سوف أُنفذه بأقل من هذا المبلغ بكثير"، معتبراً أن "الهدف من تنفيذ المشروع ليس تحقيق الكسب المالي وانما زيادة كمية الكهرباء المنتجة للتخفيف من معاناة المواطنين".
واعتبر بطرس أن "المشروع كان من المفترض أن ينفذ قبل أشهر لولا اصرار بعض المهندسين في مديرية إنتاج الكهرباء على شراء المواد التي يتطلبها المشروع من قبلهم"، مؤكداً أن "تلك المواد لايمكن حالياً الكشف عن نوعيتها لعدم حصولي بعد على براءة اختراع من هيئات دولية ووطنية تحفظ لي حقوق ابتكار المادة".
يذكر أن الباحث سعد متى بطرس كان قد حصل على البكلوريوس في علم الفيزياء من الجامعة المستنصرية في بغداد، ونال درجة الماجستير من الجامعة نفسها، ثم أكمل دراسته العليا في جامعة داندي البريطانية وحصل منها في العام 1990 على درجة الدكتوراه في فيزياء المواد، وهو يتولى إدارة وحدة المجاهر الالكترونية في جامعة البصرة، فضلاً عن كونه استاذاً مساعداً في كلية العلوم، كما يترأس منذ العام 2009 لجنة الأقليات الدينية في مجلس محافظة البصرة باعتباره أحد أبرز وجهاء المكون المسيحي في المحافظة.