هل رأيتَ الطيور ... في برد الشتاء .. وحرِّ الصيف ...
كيفَ تُغنِّي ... كيفَ تطير .. عندَ الشروق ِ... وقبلَ المغيب ..
هل رأيت الورود .. ما أروعَ ابتسامتَها ... كيفَ تَرشُّ العطر .. تُدخل السرور .. ومن غير كلام ...
هذا جزءٌ صغيرٌ من جمال الكون .. إذا ما قورن بالجمال المكنونِ فيك ,, يا أنتِ ويا أنت ..
ألم ترى موقفا صعباً وأثر فيك ..
ذلك الفقير ، من ساعده ؟؟
وهذا اليتيم ، من ربَتَ على كتفيه ؟؟ ألست أنت ؟!
تلك القطة ، ضاعت عن أمها وجرت حيرانة ًبين السيارت ..
من ضمها ؟ من أطعمها ؟ ولحضنه من آواها ؟! .. ألست َأنت ..
من الذي بلسمَ جُرح فلان ... و خفف همَّ فلانة ؟؟
ألست أنتَ ؟؟.. أوَلستِ أنت ِ؟؟
وعلى التلفاز .. بالطبع لم تنسى .. قصص المآاساة ..
صراخ الأمهات .. جراح الأطفال .. وتلك الصورة لا أشك أنها
ما زالت منشورة على حبال ذاكرتك طويلة الأجل .. لذلك الطفل ، ينادي أمَّه ..
يمدُّ يديه .. يرسل عبر الهواء ِصراخاً مدوي : يا أمي ... فلا يأتيه الرد ...
أو تلك الصورة لأهلنا في الصومال .. لأرملة ٍحزينة ..
وابنها الصغير .. كيف أضحى كلاهما شِبْهَ عار ٍ لا يأويهما سوى
هيكلٌ عظميّ !!.. وغيرها وغيرها وغيرها في الشريط الذي لم ينتهي بعد ...
ألم نبكي على تلك المشاهد ؟! ... ألم تحرك في قلوبنا حبهم .. ألم نقِف لهم
في جوف الليل .. نناجي ربنا ... يا رب ارحمهم .. كن معهم .. أطعم جائعهم
..
ألم تكن تلك الصور دافعا حرك مشاعرنا في اتجاه الخير ؟! ..
ألم يرى الكونُ أخيرا بفضلها إشراقة َشمسنا ؟!
ألم تفرح الطبيعة بما نحمل من قلوب تصنع من الخير صنوفا وأشكال ؟! ... ألم نذق بتلك المشاعر طعما آخر َللحياة ..
ألم تكن سبباً في الطموح الجديد الذي نقضي أواقتنا في سبيل تحقيقه بأن نكون سببا في رفعة الأمة ؟!
أليست هذه المشاعر هي التي تضفي على عالمنا ألوانَ الجمال ؟!
هذه المشاعر ، من الذي يُبرزها للوجود ؟؟ بل من ذا الذي يتفننُ في أسلوبِ عرضِها وجعلها قصة َطموح ورواية َحياة ... إنه أنت ...