۩۞۩۞ شبكة رونق الحرف ۞۩۞۩

ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902
زائرنا الكريم : انت غير مسجل في المنتدى او لم تسجل معلومات الدخول بعد فرجاءنا منك التسجيل اولا للمشاركة في المنتدى وان كنت تريد القراءة فقط فدونك اقسام المنتدى اهلا وسهلا بك... ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 61923 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 61923 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 61923 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 61923 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 61923
يا ضيفنا لو جئتنا لوجـــدتنا ....نحن الضيوف وانت رب المنزل

ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

۩۞۩۞ شبكة رونق الحرف ۞۩۞۩

ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902
زائرنا الكريم : انت غير مسجل في المنتدى او لم تسجل معلومات الدخول بعد فرجاءنا منك التسجيل اولا للمشاركة في المنتدى وان كنت تريد القراءة فقط فدونك اقسام المنتدى اهلا وسهلا بك... ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 61923 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 61923 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 61923 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 61923 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 61923
يا ضيفنا لو جئتنا لوجـــدتنا ....نحن الضيوف وانت رب المنزل

ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902 ظلال داكنة لهيام الفرشيشي 358902

۩۞۩۞ شبكة رونق الحرف ۞۩۞۩

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ادبية معلومات اخبارية تقنية طبية موسوعية

آخر المواضيع






<div style="background-color: none transparent;"><a href="http://www.rsspump.com/?web_widget/rss_widget/twitter_widget" title="web widget">Twitter Widget</a></div>



    ظلال داكنة لهيام الفرشيشي

    Admin
    Admin
    الاداريون
    الاداريون


    رسالة sms رسالة sms : نرحب بكم ياكرام

    عدد المساهمات : 207
    تاريخ التسجيل : 03/10/2009
    الموقعhttps://adeladel.ahlamontada.com

    ظلال داكنة لهيام الفرشيشي Empty ظلال داكنة لهيام الفرشيشي

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 11 أكتوبر 2009, 4:16 pm

    ظلال داكنة لهيام الفرشيشي
    إلى مقهى خلفي وراء واجهات المدينة دعاها . لم ترفض طلب زميلها أستاذ العربية المشاكس، إذ أخبرها أنه يريد أن يحدثها في أمر هام . تراءت في نظراته مودة تنبعث من قاع البراءة تحاكي معاني الاكتشاف المنبعثة من عيون الأطفال أيام الصبا ، لذلك شعرت بتوتر حاد وهيأت نفسها لتبدو ثابتة كجذع شجرة تصفع الريح أغصانها وتعريها من أوراقها ..
    الطريق يمتد أمامها كمشهد متحرك . تخترق السحابة سطح الجبل وتحيطه بكتلة رمادية تمتد إلى البحر المجاور، فيلتحم اللون الرصاصي ، ويتحول إلى خطوط عمودية تربط البحر بجدار السماء المنحنية على الجبل بحركات متراوحة بين المواساة وفظاظة طائر ينقض على فريسته ثم يحلق في الأعالي ، ويتوارى في الفضاء البعيد ...
    تراءت لها نفسها كموضوع لفكرة ما ... الطريق يمتد في تضاريس النفس ، تحاول عبثا أن تبدد صوره ، أن تمحو ذلك الوجه الذي رسمته على الأوراق وعلى الألواح بالأقلام الملونة ، أن تحول رؤيتها نحو المرايا ... الطريق قلق كالسماء الرمادية ... لم تلتق هذا الزميل من قبل خارج أسوار المعهد ، لكنه الآن ماثل بصورته : قامة لا تكل الحركة ، وجه ساخر دقيق الملامح ، عينان فاحصتان تحملان دماثة الرجولة وخشونتها ، أنف دقيق يلتقط روائح الأحداث الثقافية ويحولها إلى مواضيع تستحوذ على انتباه التلاميذ ... الفم الذي يتدرج من الأعلى إلى أسفل ذكرها بنجوم السينما التعبيرية حيث يتحول إلى أصل المعنى الدال على توتر اللحظة ... ذكرها وجهه بذلك الوجه العالق في ذاكرتها . كان يتسلل بضراوة إلى أنفاسها ، يمتزج بشعورها الراسخ ، ينسكب كتلك الطقوس التي تحولت إلى تمتمات خاشعة نحو فسيفساء روحها . تتساءل : من يكون صاحب ذلك الوجه ؟ قد يكون عرقا بربريا منفلتا ، فوضى تضج بدفء المتوسط ... أحلام هنا وهناك .. أسئلة تتشظى في العمق وتعلو على السطح كلما تشربت بالأفكار العصية عن كل يقين يبعث طمأنينة الورع ، وكلما استبدت بها الدهشة ... أغان ، ألواح ، أشعار، قصص ، أشخاص يتحركون على الركح ...
    تندهش ، تتساءل : هل كان ذلك الوجه حفرا في ارتساماتي وتشظية لوجهي ؟ بدت كمن تبحث عن ظل لصورة ما ، فارتسمت على وجهها تعابير الاهتمام واللامبالاة طالما أنها تحولت إلى شيء خارج عنها ، تماما كمقالاتها وقصصها التي أصبحت ملكا للقراء ، قد يفهمونها ، أو يسيؤون فهمها أو يسقطون عليها انطباعاتهم ... الأمر سواء ، فلتنطبع صورة هذا الأستاذ الماثل أمامها بأقواله وحركاته ورؤاه ، لكن ما سبب الجزع ؟ الطريق طويل ، الغربان تحط على الأسقف القرميدية بحركات وديعة ثم تفتح أجنحتها وتغير وجهتها نحو الشاطئ الصخري . يخطو الآن برفقتها نحو القنطرة ، يرفعان رأسهما نحو السكة الممتدة فوق البحر .. تدق عجلات القطار السكة ، تقرع ذهنها ثم تسابق عجلات الزمن ، وتتجه مسرعة نحو الضفة الأخرى ... شيء ما يربكها ، يدعوها لملاحقة عجلات القطار ، للهروب ، للبحث عن مبرر للاعتذار . جابهها بنظرة عميقة ، أي نظرة هذه ؟ أي بريق ينبعث من الذاكرة ؟ ... سيان أن ينهش الزمن أشلاء الذكرى ! .. ثمة بريق نظرة حالمة بالجمال تخترقها ، تبحث عن منفذ تنعكس فيه وتكسر خطوط الرهبة . حين وصلا إلى المقهى تأملها بدقة ، جذب لها الكرسي ، وحين قدم النادل طلب قهوة مثلها ...
    وجهت نظرها نحو الواجهة البلورية للمقهى ، تراءى لها منزل مهجور ، جال فيه خيالها فتحركت فيه الأشباح . حولت ذهنها نحو المقهى ، فتحول رواده إلى كائنات لامرئية صاخبة بالضجيج في غياب الوجوه والاجسام . ضجيج حاد يقوض الصور الآمنة . يسطر خيالات لصور غائبة وأصوات تحضر في النبرات والضغط على مقاطع الحروف أو تمطيطها أو إعلائها ، أما وجهه فلم تعد تبصر إلا شطرا منه وهي توجه جانب وجهها الأيسر إلى الطاولات التي وضعت فوقها الكؤوس وعلب السجائر والكبريت . لم تعد تبصر سوى تحرك هذه الأجسام وهي ترفع وتوضع في عالم هلامي غابت فيه الأجساد ، تنتقل فيه الأطباق والأواني والقوارير . لم تشأ الاستدارة لتلمح وجهه كاملا إذ خشيت أن يتحول إلى مجرد ظل بدوره . فاجأها وهو يتحدث عن نفسه ، بدا كمن يبحث عن ظلال لصورته في لحظات اكتشاف الإحساس بالجسد وهو يحدثها عن قصة حب عنيفة عاشها أيام " الباكالوريا " .. شاب فظ أحب صديقة قسا عليها ، أي قسوة تخلف الحب ؟ ، لكن ما علاقتها بهذا الموضوع ؟ ..
    وجهت نظرها نحو الطريق الصخري .. اقتحم هذا الزميل المنزل المهجور حين تلبس بذلك الوجه الغامض فتحول إلى شخص غريب الأطوار ، عيناه الفاحصتان تتجهان صوب السلم ذي الدرجات الحديدية الممتدة من الطابق الأول إلى سطح المنزل ، واختفى في طريق البحث ، كم كانت تود العثور على الممر المؤدي للسلم لتصعد وتشاهد ذلك العالم الغريب ...
    حدثها عن تصدع رهيب انتابه جعله يرى الأنثى مجرد صورة تلبي حاجته للبروز أمام نفسه كذكر ثم يولي أدراجه عنها . تمنت أن تتحول إلى ظل غائم .. مد لها فنجان القهوة برفق ، فانتابها تشويش فظيع يمتزج بالصوت الأجش الصادر عنه ، بالأصوات المنبعثة من ردهات المقهى ، تحاكي قرع الذاكرة المتسلطة ...
    تتباعد المسافة كلما اصطدمت بعائق الخوف المباغت ، لكن الرغبة في الصعود حلم عصي .. لم يكن حاجزا أمام شاب اقتحم المنزل المهجور وصعد عتبات الأسئلة .. اكتملت الصورة حين بلغ الدرجة الأخيرة ، ولوح بيده إلى الأمام ثم اختفى حين قفز إلى الواجهة الأخرى . لم تكن بوابة الشرق قطعا ، بل كانت تؤدي إلى عالم صناعي نصبت فيه شاشة كبيرة تعرض مشاهد من فلم " ألعاب نارية " ، ثم تنتقل إلى عرض فلم " شظية حب " ، أفلام الأربعينات التجريبية تكشف عن عقد الحب لدى المراهق . أحداث تدعو إلى التمعن والتفكير . تفحصت عينيه بعمق ، أوشكت على مسك الحلم الهارب ، عن معنى طمسته خطيئة التجربة الأولى .. فما يضيره لو تحولت المرأة إلى كائن غير آسن ، وإن استنفذ الجسد طاقة القسوة ، ألن تخترق معاني الصورة ؟ .
    تأملت السماء من واجهة المقهى البلورية لتشد نظراتها في ذلك الوجه الغامض ، عينان ما انفكتا تتفرسان ملامح وجهها المتسائلة ... ستفتح باب المنزل المهجور ، ستحاول فهم سر هذا الانجذاب المغناطيسي ، لكنها خمنت أنها لن تعثر على أثر للمعاني ، وحين تقطع الطريق بحثا عنها ، فلن تصادف سوى القطط تمشي بخطوات سريعة وكأنها جبلت على رشاقة الحركة أو تلك الغربان الوديعة الرشيقة وهي تنفض أجنحتها دون أن تفتح أبواب السر الدفين . تمنت أن تواسيه بلمسات عطف تخلع عنه جبروت القسوة .. انكمش جسدها ، قاومت الرغبة في الانسياب على جنون النظرة الثاقبة ، الفاحصة ، والمعرية . وأدركت أن الطريق مفتوح ، وأن الكرسي يغرس مساميره في جلدها وكأنها تجلس على صخرة "سايلا" . تساءلت ما سر ذلك القلق الذي يتراءى في المرآة ضبابيا كالرماد الداكن ؟!
    اتجهت الغربان إلى الشاطئ الصخري وحط الحمام على سقف المنزل المهجور وتعالى هديله ، خمنت أنها وجدت المنفذ الذي يقودها إلى الممر السري مسحت عينيها كطفل يمسح أهدابه وهو يستيقظ من سكرة الكرى ! لكن صوته أخرجها من ذهولها : "عفوا لكن الشبه كبير بينكما ! " ، تراجعت حرارة الصوت " كانت "هدى" أكثر هدوءا أما نظراتها فأقل حدة وأشد قلقا ! عينان حالمتن على كآبتهما ! "
    تجاوزت حالة الارتباك حين أقرت بثبات : ـ عفوا أنا لا أعرف" هدى " ! ! !
    ـ "هدى" هي الحبيبة الأولى ، الصوت هو نفسه ، صوت "هدى" المسكينة ، لقد خطفها الموت ..
    من كان يصدق أن كلماته حفرت في نفسها شرخا في لحظات وجيزة ، وصورتها خالية من الروح .. لن تكون أكثر من صورة تلبي حاجته للبروز أمام نفسه ! .. اعتراها خوف من نفسها ، من بشاعة الصورة ، وأدركت أن الإنسان قد يفقد في لحظة ذلك الانتماء إلى الذات . حدجته بقلق وكادت تشك في حالته الذهنية ، فقد كان يتحدث عنها بطريقة مبعثرة . هزت رأسها علامة الإصغاء وكأنها تطلب منه أن ينظم حديثه لكي يضمن استماعها إليه . نظر إلى فنجان القهوة وعقب أن "هدى" تحب شرب القهوة أيضا ! ، واستدرك : " لكنني كنت أطلب منها تجنبها .. لقد ماتت فجأة .. أشياء عديدة التفت حول براءتها كالأخطبوط خاصة حين أدركت انها فتاة متبناة ، لاحقتها المصائب ولم تترك لي المجال لأساعدها ".
    تأمل الفنجان وأردف بمرارة : ـ لقد ماتت بحالت تسمم ، ادعى البعض أنها حالة انتحار ..
    قاطعته ، استشفت في نبرات صوته مرارة مشوبة بالتحسر : ـ " إن ما تقوله مجرد خيال ! ! "
    أرادت أن تنهض وتغادر المقهى بسرعة . لم تدرك في أي اتجاه ستسير وهي تكتشف وجه الحياة الخفي الكامن في صورة قد تستعمل للذكرى . فاجأه تصرفها ، وطلب منها أن تمكث . أثارت نبراته الصادقة فضولها ، لكنها لم تهضم أن تصدر عنه . فهل يموت الإنسان حين يشعر أنه بدون جذور ؟ إن الوهم كفيل بتحقيق جنون الحلم ، قطع حبل تفكيرها حين اعتذر : ـ إن حديثي عنها ما جعلك تشعرين أنك مجرد جثة .
    ردت بآلية : ـ أحيي وفائك لذكراها !
    أردف : ـ الوفاء للذكرى مجرد حلم . لقد سكت قلبها للأبد لترحل من غير رجعة ! رباه ما اقسى الموت إذا تعلق بعزيز علينا . لقد صبرت إلى أن تراءى لي طيفك . لقد أعادني إليها بكل قوة !
    تساءلت بين طيات نفسها :" لم حدثني عنها الآن بالذات ؟ إن السنة الدراسية أوشكت على الإنتهاء ؟ .. ما أغرب الحياة ! لا تتوقف ، عبثا نظن ان الماضي قد ذهب من غير رجعة ، فتتلاصق الصور رغم تباعد المسافات . الأشجار المتجذرة في الأرض ترنو إلى السماء ، أما الصورة فهي توقف الحلم ، تتعلق بروح مجردة لا تحمل جذورا .
    امتعضت من تأملاتها إذ انصهرت بنفسها من جديد فهي حية ماثلة ولم تكن قط مجرد صورة . يرتشف البعض القهوة دون أن يعكر صفوهم حديث نازف ، يجلس من رام الهروب من وجوه المدينة الصاخبة ، وكأنه يجد في جدران المقهى المطلية باللون السماوي ما يجعله يخترق سطح الأشياء . امتلأ المقهى بالرواد والعابرين جراء الأمطار التي نزلت فجأة وتهاطلت . تحولت الطاولات الصغيرة إلى دوائر يؤمها أشخاص لم يعرفوا بعضهم من قبل . جلس حذوهما رجل ادعى أنه بارع في قراءة الكف . مدت له يدها اليسرى عله يبدد رموز حيرتها ، فرتل بصوت مسترسل : " ستنفتح حياتك إثر انكماش ليتصور الأمل في رحلة طويلة المدى إلى بلد قضيت فيه مدة للدراسة " .
    صمت . دست في يده ورقة نقدية ، فغادر المقهى إلى الطريق الزلق مستسلما إلى زخات المطر . حفرت ذاكرتها بحثا عن معنى الشك فلم تكتشف إلا تصدع قشرة الحياة أما اللب فلم يعد يعني لها شيئا عدا الرحيل ..الوجه الساخر يعلق أن الواقع يتفوق على الأسطورة في استثارة الخيال ... تتشكل معاني الحيرة على وجهها وهويخرج من حافظة كتبه مجلة يونانية ... طفقت تتصفحها باحثة عن معنى يشدها إلى حضارة المسرح والفلسفة ، ويحقق لها متعة المشاهدة والاكتشاف ... تسمرت يدها وهي تلمح فتاة تشبهها إلى درجة التطابق . كانت تلبس ملابس داكنة . تغطي رأسها بشال تطاير طرفه ، تركض أمام منزل مهجور ، وضعت نظارتها محاولة التأكد من ملامحها ، فازداد قلبها خفقانا .. لا يمكن أن يكون الشبه طاغيا إلى هذا الحد ! تركيبتها الجسدية هي ذاتها ، نفس الطول ونفس المقاس ، لكن ما الذي يحدث حقا ؟ كيف أتى بالمجلة ؟ هل التقطت لها الصورة وهي تجري أمام منزل شيد بالآجر الأحمر ذكرها بالمنازل المشيدة في أوروبا ؟ ... تشتت ذهنها ، لم تفهم مغزى المقال الذي كتب بلغة تجهلها ... تساءلت : هل شكلت نسخة لصورة . الصورة واحدة لكن من يؤكد أن كلينا واحد ؟ .. إنها أنا في المرآة ..
    لم تتجاوب مع الإحساس الذي يجعلهما تلتقيان في معنى واحد ، استطردت : " من تجلس وراء المرآة هي أنا ، قد تأخذ الصورة أما الروح فهي لي أنا الماثلة أمام نفسي دون سواي " . اختلطت عليها الاسئلة ، حاولت أن تقرب الصورة إلى عالم الواقع وأن تعثر على خيوط تشدها إليها . خمنت ان زميلها قد ابتدع قصة الحبيبة المنتحرة الشبيهة بها ، وأنه فعل ذلك حين اكتشف الصورة في المجلة ...
    غادرا المقهى ، ترنحت في المشي تحت تأثير شعور غامض وفي خاطرها قصة لواقع مختلف ... وفي طريق العودة انساب خيالها بحثا عن عوالم مثيرة .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 03 مايو 2024, 11:06 am