رسالة sms
صور لامرأة أخرى لمحمد نصار
انهالت الكلمات من فمه كسيل جارف.. تناثرت حمما يسفعني وهجها .. تبعثرت بقربي متشظية، طالت عددا من الوجوه التي تطالعنا بدهشة وفضول، فانتابني الحرج.
رجوته أن يهدأ قليلا.. أن يراعي حرمة المكان الذي يضمنا، فلم يبد استجابة، حاولت استيعاب انفعاله أو الحد منه، فلم يعرني اهتماما وظل يرشقني بشظايا اللهيب المنفلت من داخله، دون اللتفات للعيون التي تحاصرنا، أو إحساس بالحالة التي ألمت بي وجعلتني ألعن نفسي ألف مرة، لكونها فكرت في السؤال عنها.
صوت النادل الذي جاء يستفسر عن طلباتنا، أطقأ لهيب البركان بداخله ووضعه في لحظة صمت مطبقة، نظر إلي بعدها وفي عينيه شيء من الرجاء والأسف .
- قهوة لو سمحت.، قلت بعد تريث جعلني أشعر بما يجول في النفوس من حولي، وربما حفز لديه ذات الشيء أيضا، فما أن انكفأ النادل عنا، حتى عاد إلى الحديث مرة أخرى ولكن بوتيرة أخف وأهدأ.
- أأنا من يتهم في فحولته!..أأنا من يوسم بهذا العار!، فلتسأل فر.... استغفر الله العظيم .
- اهدأ ولا داعي للانفعال.
- كيف أهدأ وأنا محاصر باللمز في كل مكان!، أراه في عيون معارفي.. في ابتساماتهم التي تقطر هزوا وشماتة.
- ألم تفترقا!.
- وقع الفراق بدعوى عجزي الباطلة، والقاضي الملعون أخذ بكلامها من دون تردد.
- لقد فعل خيرا .
- كادت الفاجرة أن تشككني في نفسي و أولادي .
جرحتني نبرة الأسى المنسابة في ثنايا كلماته وأصابتني بالرعشة دمعة أفلتت من عينه وسارع لمسحها، حاولت مواساته، لكن شيئا بداخلي أبى ذلك، بل ظل يلومه ويذكرني باللقاء الذي ضمنا معا، جاءت يومها برفقته راغبة في التعرف علي، فلم آلفها ولم أشعر بالود نحوها، كدت أصارحه بذلك، لكن حماسه المجنون إليها، جعلني أحجم عن ابداء الرأي فيها، فرغم جمالها الملفت وانفتاحها الموسوم بجرأة تلامس الوقاحة أحيانا، إلا أن شيئا بداخلي لفظها.. لم يستسغها، شيئا لم ألمسه ولكني أحسسته، أحسسته في طموحها المنفلت وتطلعاتها التي لن يصمد أمامها شخص مثله.
- لم أبخل عليها بشيء.، قال بصوت يقطر لوعة و أسى، منحتها ما أرادت، حتى السرير الذي ادعت برودته وعجزي، لو نطق لأقسم على كذبها، وشهد بما يفضح أمرها، لقد جربت معها كل شيء، بما في ذلك المنشطات التي لا أعوزها أصلا، جربتها طمعا في لحظات مجنونة .. لحظات أحلق معها في عوالم لم تطأها .. أردت أن أشبع نهمها.. أن أروي فضولها و أن أجعل منها امرأة أخرى، امرأة تخصني وحدي .. أشكلها كيفما أريد وأطمح، لكنها استعصت علي دوما، ويوم أن فاتحتني برغبتها في العمل، حاولت إقناعها بالعدول عن ذلك، لكني لم أصمد أمام إلحاحها.
لم أحتمل سماع المزيد، خصوصا حين ترابطت الصور في ذهني وتشابكت محددة شكل امرأة أعرفها.. امرأة طالما حدثني عنها صديق يعمل في نفس المكان ولم أعرف يومها من تكون،ظلت في مخيلتي مجرد عابثة، تسعى للوصول إلى ما تريد بأي ثمن أو وسيلة، لكن حديث المعتوه الذي يجلس مقابلي عنها، ربط الخيوط معا وجعلني أستعيد صورا أخرى، صورا رسمها ذاك الصديق يومها وعادت إلي من جديد، عادت بكل ما فيها من جرأة ووضوح، أقبلت منذ اليوم الأول لاكتشافه العلاقة التي تربطهما، تعابير وجهه المشدودة وهو يرسم لي صور امرأة تضج بالشهوة والفجور، راحت تتشكل أمامي بجلاء، ثم تلاشت خلف وهج الصورة التي انبثقت في وجهي جسدا ينبض بالحياة، صوت ضحكاتها الآتي من غرفة المدير، بدا أكثر وضوحا مع خلو المكان من موظفيه، اقترابه المحاذر من بابها المورب بعض الشيء، منحه فرصة التلصص على تفاصيل جسدها العاري وهي تمارس طقوسها المحمومة بشبق غريب.
حاولت طرد الصورة من مخيلتي، لكنها أبت وراحت تتشكل أمامي بكل ما فيها من فتنة ومجون، ثم استعدت صورا أخرى، يوم أن جاء مبكرا، فضبتهما يتبادلان القبل في المصعد، ارتبكا قليلا.. ابتسما في وجهه ابتسامة باهتة، ثم مضيا وكأن شيئا لم يكن .
تداعت الصور فانتجت صورا أخرى .. صورا لامرأة أعرفها ولا أريد رؤيتها، لكنها حاصرتني.. طوقتني بما حوت من عهر ودعر، أغمضت عيني محاولا الهرب منها، فأمسك بيدي وسألني بشيء من التوجس والقلق: هل تشعر بسوء؟.، فصرخت في وجهه مغتاظا : أغرب ولا تدعني أراك أبدا.
رجوته أن يهدأ قليلا.. أن يراعي حرمة المكان الذي يضمنا، فلم يبد استجابة، حاولت استيعاب انفعاله أو الحد منه، فلم يعرني اهتماما وظل يرشقني بشظايا اللهيب المنفلت من داخله، دون اللتفات للعيون التي تحاصرنا، أو إحساس بالحالة التي ألمت بي وجعلتني ألعن نفسي ألف مرة، لكونها فكرت في السؤال عنها.
صوت النادل الذي جاء يستفسر عن طلباتنا، أطقأ لهيب البركان بداخله ووضعه في لحظة صمت مطبقة، نظر إلي بعدها وفي عينيه شيء من الرجاء والأسف .
- قهوة لو سمحت.، قلت بعد تريث جعلني أشعر بما يجول في النفوس من حولي، وربما حفز لديه ذات الشيء أيضا، فما أن انكفأ النادل عنا، حتى عاد إلى الحديث مرة أخرى ولكن بوتيرة أخف وأهدأ.
- أأنا من يتهم في فحولته!..أأنا من يوسم بهذا العار!، فلتسأل فر.... استغفر الله العظيم .
- اهدأ ولا داعي للانفعال.
- كيف أهدأ وأنا محاصر باللمز في كل مكان!، أراه في عيون معارفي.. في ابتساماتهم التي تقطر هزوا وشماتة.
- ألم تفترقا!.
- وقع الفراق بدعوى عجزي الباطلة، والقاضي الملعون أخذ بكلامها من دون تردد.
- لقد فعل خيرا .
- كادت الفاجرة أن تشككني في نفسي و أولادي .
جرحتني نبرة الأسى المنسابة في ثنايا كلماته وأصابتني بالرعشة دمعة أفلتت من عينه وسارع لمسحها، حاولت مواساته، لكن شيئا بداخلي أبى ذلك، بل ظل يلومه ويذكرني باللقاء الذي ضمنا معا، جاءت يومها برفقته راغبة في التعرف علي، فلم آلفها ولم أشعر بالود نحوها، كدت أصارحه بذلك، لكن حماسه المجنون إليها، جعلني أحجم عن ابداء الرأي فيها، فرغم جمالها الملفت وانفتاحها الموسوم بجرأة تلامس الوقاحة أحيانا، إلا أن شيئا بداخلي لفظها.. لم يستسغها، شيئا لم ألمسه ولكني أحسسته، أحسسته في طموحها المنفلت وتطلعاتها التي لن يصمد أمامها شخص مثله.
- لم أبخل عليها بشيء.، قال بصوت يقطر لوعة و أسى، منحتها ما أرادت، حتى السرير الذي ادعت برودته وعجزي، لو نطق لأقسم على كذبها، وشهد بما يفضح أمرها، لقد جربت معها كل شيء، بما في ذلك المنشطات التي لا أعوزها أصلا، جربتها طمعا في لحظات مجنونة .. لحظات أحلق معها في عوالم لم تطأها .. أردت أن أشبع نهمها.. أن أروي فضولها و أن أجعل منها امرأة أخرى، امرأة تخصني وحدي .. أشكلها كيفما أريد وأطمح، لكنها استعصت علي دوما، ويوم أن فاتحتني برغبتها في العمل، حاولت إقناعها بالعدول عن ذلك، لكني لم أصمد أمام إلحاحها.
لم أحتمل سماع المزيد، خصوصا حين ترابطت الصور في ذهني وتشابكت محددة شكل امرأة أعرفها.. امرأة طالما حدثني عنها صديق يعمل في نفس المكان ولم أعرف يومها من تكون،ظلت في مخيلتي مجرد عابثة، تسعى للوصول إلى ما تريد بأي ثمن أو وسيلة، لكن حديث المعتوه الذي يجلس مقابلي عنها، ربط الخيوط معا وجعلني أستعيد صورا أخرى، صورا رسمها ذاك الصديق يومها وعادت إلي من جديد، عادت بكل ما فيها من جرأة ووضوح، أقبلت منذ اليوم الأول لاكتشافه العلاقة التي تربطهما، تعابير وجهه المشدودة وهو يرسم لي صور امرأة تضج بالشهوة والفجور، راحت تتشكل أمامي بجلاء، ثم تلاشت خلف وهج الصورة التي انبثقت في وجهي جسدا ينبض بالحياة، صوت ضحكاتها الآتي من غرفة المدير، بدا أكثر وضوحا مع خلو المكان من موظفيه، اقترابه المحاذر من بابها المورب بعض الشيء، منحه فرصة التلصص على تفاصيل جسدها العاري وهي تمارس طقوسها المحمومة بشبق غريب.
حاولت طرد الصورة من مخيلتي، لكنها أبت وراحت تتشكل أمامي بكل ما فيها من فتنة ومجون، ثم استعدت صورا أخرى، يوم أن جاء مبكرا، فضبتهما يتبادلان القبل في المصعد، ارتبكا قليلا.. ابتسما في وجهه ابتسامة باهتة، ثم مضيا وكأن شيئا لم يكن .
تداعت الصور فانتجت صورا أخرى .. صورا لامرأة أعرفها ولا أريد رؤيتها، لكنها حاصرتني.. طوقتني بما حوت من عهر ودعر، أغمضت عيني محاولا الهرب منها، فأمسك بيدي وسألني بشيء من التوجس والقلق: هل تشعر بسوء؟.، فصرخت في وجهه مغتاظا : أغرب ولا تدعني أراك أبدا.
