وأشارت الدكتورة نيرمين سامي عفيفي التي أجرت هذه الدراسة إلى أنه قد ظهر تأثير هذه المادة من خلال إفرازات اللبن سواء الجاموسي أو البقري عن طريق إضافة مخلفات بذرة القطن في الأعلاف التي تتناولها الأبقار والجاموس, ولوحظ أن هذه الحيوانات خلال هذه الفترة لم يحدث لها تكاثر, ولكن هذه المادة أصبحت بمثابة دروع طبيعية لحماية صغار الحيوانات من السرطان, ومن هنا تم اكتشاف هذه المادة واستخلاصها من زيت بذرة القطن الطبيعية لعلاج بعض الأورام السرطانية.
ومن جانبه، يؤكد الدكتور إيهاب سعيد الأستاذ المساعد بقسم أمراض الفم بطب أسنان جامعة عين والمشرف على البحث أنه قد سبق اكتشاف مادة "الجوسيبول" في بحث من جامعات ميشيجان الأمريكية لتحسين فعالية العلاج من أورام البروستاتا, وثبت أن لها أنشطة مضادة للأورام.
ووجد الباحثون أن مادة "الجوسيبول" تعزز من فعالية العلاج الإشعاعي المضاد للأورام عملياً بزيادة استحثاث موت الخلايا المبرمج, ذلك أن بروتينات "2-Bcl" و"Bcl-Xl" موجودة بصورة كبيرة في كثير من الأورام السرطانية مما يزيد من مقاومة الأورام للعلاج بالعقاقير والإشعاع, وأن "الجوسيبول" السالب قام بتثبيط وظيفة تلك البروتينات المضادة لموت الخلايا المبرمج والتي تقلل من فعالية العلاجات الكيمائية والإشعاعية.
كما كشفت الأبحاث عن أن مادة "الجوسيبول" المتواجدة في بذرة القطن عندما تتناولها الحشرات يحدث لها أيضاً عدم تكاثر, من هنا تم استخدامها كمانع مؤقت للإخصاب عند الرجال.
ومن خلال الأبحاث التي سبق أن أجريت ظهر تأثير مثبط لمادة الجوسيبول علي الخلايا الصبغية للجلد وخلايا سرطان القولون والخلايا المناعية في الإنسان وخاصة الخلايا المناعية المتحولة إلى سرطان, وقد أوصي الدكتور إيهاب سعيد عبد الحميد المشرف علي البحث بضرورة تجربة هذه المادة في علاج الأورام السرطانية للغشاء المخاطي للفم.
وقد ضم فريق البحث الدكتور على محمد فهمي مدير عام البحوث والتطوير بقطاع الفيروسات بهيئة المصل واللقاح والدكتورة حور مصطفي بغدادي أستاذ مساعد بقسم أمراض الفم.