اللّيلة الأولى: وفيها أعمال:
الأول: أن يدعو إذا شاهد الهلال بالدعاء الثالث والاربعين مِن دعوات الصحيفة الكاملة.
روى السيّد ابن طاووس أنّ الإمام علي بن الحُسَين (عليه السلام) مّر في طريقه يوما فنظر إلى هلال شَهر رَمَضان فوقف، فقالَ:
((أَيُّها الخَلْقُ المُطِيعُ الدَّائِبُ السَّرِيعُ المُتَرَدِّدُ فِي مَنازِلِ التَّقْدِيرِ المُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ التَّدْبِيرِ، اَّمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ وَأَوْضَحَ بِكَ البُهَمَ وَجَعَلَكَ آيَةً مِنْ آَياتِ مُلْكِهِ وَعلامَةً مِنْ علاماتِ سُلْطانِهِ، فَحَدَّ بِكَ الزَّمانَ وَامْتَهَنَكَ بِالكَمالِ وَالنُّقْصانِ وَالطُّلُوعِ وَالأفُولِ وَالإِنارَةِ وَالكُسُوفِ، فِي كُلِّ ذلِكَ أَنْتَ لَهُ مُطِيعٌ وَإِلى إِرادَتِهِ سَرِيعٌ سُبْحانَهُ ما أَعْجَبَ ما دَبَّرَ مِنْ أَمْرِكَ وَأَلْطَفَ ما صَنَعَ فِي شَأْنِكَ، جَعَلَكَ مِفْتاحَ شَهْرٍ حادِثٍ لأَمْرِ حادِثٍ، فَأَسْأَلُ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكَ وَخالِقِي وَخالِقَكَ وَمُقَدِّرِي وَمُقَدِّرَكَ وَمُصَوِّرِي وَمُصَوِّرَكَ أَنْ يُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَاَّلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَكَ هِلالَ بَرَكَةٍ لا تَمْحَقُها الأيام وَطَهارَةٍ لا تُدَنِّسُها الآثام، هِلالَ أَمْنٍ مِنَ الآفات وَسَلامَةٍ مِنَ السَّيِّئاتِ، هِلالَ سَعْدٍ لا نَحْسَ فِيْهِ وَيُمْنٍ لا نَكَدَ مَعَهُ ويُسْرٍ لا يُمازِجُهُ عُسْرٌ وخَيْرٍ لا يَشُوبُهُ شَرٌ، هِلالَ أَمْنٍ وَإِيْمانٍ وَنِعْمَةٍ وَإِحْسانٍ وَسَلامَةٍ وَإِسْلامٍ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاَّلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنا مِنْ أَرْضى مِنْ طَلَعَ عَلَيْهِ وَأَزْكى مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ وَأَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيْهِ، وَوَفِّقْنا اللَّهُمَّ فِيْهِ لِلطَّاعَةِ وَالتَوْبَةِ وَاعْصِمْنا فِيْهِ مَنَ الآثام وَالحَوْبَةِ، وَأَوْزِعْنا فِيْهِ شُكْرَ النِّعْمَةِ وَأَلْبِسْنا فِيْهِ جُنَنَ العافِيَةِ وَأَتْمِمْ عَلَيْنا بِاسْتِكْمالِ طاعَتِكَ فِيْهِ المِنَّةَ إِنَّكَ أَنْتَ المَنّانُ الحَمِيدُ وَصَلّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَاَّلِهِ الطَّيِبِينَ، وَاجْعَلْ لَنا فِيْهِ عَوْنا مِنْكَ عَلى ما نَدَبْتَنا إِلَيْهِ مِنْ مُفْتَرَضِ طاعَتِكَ وَتَقَبَّلَها إِنَّكَ الاَكْرَمُ مِنْ كُلِّ كَرِيمٍ وَالاَرْحَمُ مِنْ كُلِّ رَحِيمٍ آمِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ)).
الثاني: يُستَحب أن يأتي أهله وهذا ممّا خص بهِ هذا الشّهر ويكره ذلِكَ في أوائل سائر الشهور.
الثالث: الغسل، ففي الحديث إنَّ من اغتسل أول لَيلَة مِنهُ لَمْ يصبه الحكّة إلى شَهر رَمَضان القابل.
الرابع: أن يزور قبر الإمام الحُسَين(عليه السلام) لتذهب عَنهُ ذنوبه ويكون لَهُ ثواب الحجّاج والمعتمرين في تِلكَ السنة.
الخامس: أن يبدأ في الصلاة ألف ركعة الوارد في هذا الشّهر الَّتي مّرت في أوآخر القسم الثاني مِن أعمال هذا الشّهر.
السادس: أن يصلي ركعتين في هذه اللّيلة، يقرأ في كُل ركعة الحَمد وسورة الانعام، ويسأل اللّه تعالى أن يكفيه ويقيه المخاوف والاسقام.
السابع: أن يدعو بدعاء: ((اللّهُمَّ إِنَّ هذا الشَّهْرَ المُبارَكَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُراَّنُ وَجُعِلَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ، قَدْ حَضَرَ فَسَلِّمْنا فِيهِ وَسَلِّمْهُ لَنا وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ. يامَنْ أَخَذَ القَلِيلَ وَشَكَرَ الكَثِيرَ اقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي إِلى كُلِّ خَيْرٍ سَبِيلاً، وَمِنْ كُلِّ مالا تُحِبُّ مانِعاً ياأَرحَمَ الرَّاحِمِينَ، يامَنْ عَفا عَنِّي وَعَمَّا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، يامَنْ لَمْ يُؤَاخِذْنِي بارْتِكابِ المَعاصِي؛ عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ، يا كَرِيمُ ! إِلهِي وَعَظْتَنِي فَلَمْ أَتَّعِظْ، وَزَجَرْتَنِي عَنْْ محارِمِكَ فَلَمْ أَنْزَجِرْ، فَما عٌذْرِي ؟ فَاعْفُ عَنِّي ياكَرِيمُ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوْتِ، وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسابِ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ التَّجاوُزُ مِنْ عِنْدِكَ يا أَهَلَ التَّقْوى وَيا أَهْلَ المَغْفِرَةِ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ.
اللّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ بْنَ عبدِكَ بْنُ أَمَتِكَ ضَعِيفٌ فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ مُنْزِلُ الغِنى وَالبَرَكَهِ عَلى العِبادِ قاهِرٌ مُقْتَدِرٌ أَحْصَيْتَ أَعْمالَهُمْ، وَقَسَّمْتَ أَرْزاقَهُمْ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً أَلْسِنَتُهُمْ وَأَلْوانُهُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ، وَلا يَعلَمُ العِبادُ عِلْمَكَ، وَلا يَقْدِرُ العِبادُ قَدْرَكَ، وَكُلُّنُا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ فَلا تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ، وَاجَعَلْنِي مِنْ صالِحِي خَلْقِكَ فِي العَمَلِ وَالاَمَلِ وَالقَضاء وَالقَدَرِ.
اللّهُمَّ أَبْقِنِي خَيْرَ البَقاء، وَأَفْنِنِي خَيْرَ الفَناء عَلى مُوالاةِ أَولِيائِكَ، وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَالرَهْبَةِ مِنْكَ، وَالخُشُوعِ وَالوَفاء وَالتَّسْلِيمِ لَكَ، وَالتَّصْدِيقِ بِكِتابِكَ، وَاتِّباعِ سُنَّةِ رَسُولِكَ.
اللّهُمَّ ما كانَ فِي قَلْبِي مِنْ شَكٍّ أَوْ رِيْبَةٍ أَوْ جُحُودٍ أَوْ قُنُوطٍ أَوْ فَرَحٍ أَوْ بَذَخٍ أَوْ بَطَرٍ أَوْ خُيَلاَء أَوْ رِياءٍ أَوْ سُمْعَةٍ أَوْ شِقاقٍ أَوْ نِفاقٍ أَوْ كُفْرٍ أَوْ فُسُوقٍ أَوْ عِصْيانٍ أَوْ عَظَمَةٍ أَوْ شَيٍْ لا تُحِبُّ فأَسْأَلُكَ يارَبِّ أَنْ تُبَدِّلَنِي مَكانَهُ إِيماناً بِوَعْدِكَ، وَوَفاء بِعَهْدِكَ، وَرِضاء بِقَضائِكَ، وَزُهْداً فِي الدُّنْيا، وَرَغْبَهً فِيما عِنْدَكَ، وَأَثَرَةً وَطَمْأَنِينَةً وَتَوْبَةً نَصُوحاً، أَسْأَلُكَ ذلِكَ يارَبَّ العالَمِينَ.
إِلهِي أَنْتَ مِنْ حِلْمِكَ تُعْصى، وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ تُطاعُ فَكَأَنَّكَ لَمْ تُعْصَ، وَأَنا وَمَنْ لَمْ يَعْصِكَ سُكّانُ أَرْضِكَ فَكُنْ عَلَيْنا بِالفَضْلِ جَواداً، وَبِالخَيْرِ عَوَّاداً، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صلاةً دائِمَّةً لا تُحْصى وَلا تُعَدُّ وَلا يَقْدِرُ قَدْرَها غَيْرُكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين)) .
الثامن: أن يدعو بهذا الدُّعاء المأثور عَن الإمام الصادق(عليه السلام) المروي في كتاب(الاقبال):
((اللَّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ، مُنَزِّلَ القُرْآنَ، هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ وأَنْزَلْتَ فِيهِ آياتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرْقانِ. اللَّهُمَّ ارْزُقْنا صِيامَهُ، وَأَعِنّا عَلى قِيامِهِ. اللَّهُمَّ سَلِّمْهُ لَنا وَسَلِّمْنا فِيهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَمُعافاةٍ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ لِي فِي عُمرِي، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الحَلالِ)).
التاسع: أن يدعو بالدعاء الرابع والاربعين مِن ادعية الصحيفة الكاملة.(تقدم في ص)
العاشر: يَقول:
((اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ دَخَلَ شَهْرُ رَمَضانَ. اللَّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ، وَجَعَلْتَهُ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ. اللَّهُمَّ فَبارِكْ لَنا فِي شَهْرِ رَمَضانَ، وَأَعِنّا عَلى صِيامِهِ وَصَلَواتِهِ وتَقَبَّلْهُ مِنّا)).
في الحديث أنَّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانَ اذا دَخَلَ شَهر رَمَضان دعا بهذا الدُّعاء.
الحادي عَشر: عَن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا انه كانَ يدعو في أول لَيلَة مِن شَهر رَمَضان فيقول:
((الحَمْدُ للّهِ الَّذِي أَكْرَمَنا بِكَ أَيُّها الشَّهْرُ المُبارَكُ. اللَّهُمَّ فَقَوِّنا عَلى صِيامِنا وَقِيامِنا، وَثَبِّتْ أَقْدامَنا، وَانْصُرْنا عَلى القَوْمِ الكافِرِينَ. اللَّهُمَّ أَنتَ الواحِدُ فَلا وَلَدَ لَكَ، وَأَنْتَ الصَّمَدُ فَلا شِبْهَ لَكَ، وَأَنتَ العَزِيزُ فَلا يُعِزُّكَ شَيٌْ وَأَنْتَ الغَنيُّ وَأَنا الفَقِيرُ، وَأَنْتَ المَوْلى وَأَنا العَبْدُ، وَأَنْتَ الغَفُورُ وَأَنا المُذْنِبُ، وَأَنْتَ الرَّحِيمُ وَأَنا المُخْطِيُ، وَأَنْتَ الخالِقُ وَأَنا المَخْلُوقُ، وَأَنْتَ الحَيُ وَأَنا المَيِّتُ، أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي وَتَجاوَزَ عَنِّي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ)).
الثاني عَشر: ينبغي الاكثار مِن تلاوة القرآن الكَريم اذا دَخَلَ شَهر رمضان.
* اليَوم الأول *
وفيهِ أعْمال:
الأول: أن يغتسل في ماء جار ويصّب عَلى راسه ثلاثين كفا مِن الماء فإن ذلِكَ يورث الامَن مِن جميع الآلآم والإسقام في تلكَ السنة.
الثاني: أن يغسل وجهه بكف من ماء الورد لينجو مِن المذلة والفقر وأن يصّب شيئا مِنهُ على رأسه.
الثالث: أن يؤدي ركعتي صلاة أول الشهور والصدقة بَعدهما.
الرابع: أن يصلي ركعتين يقرأ في الأولى الحَمد وسورة انّا فتحنا وفي الثّانية الحمد وماشاء مِن السّور ليدرأ اللّه عنه كُل سوء ويكون في حفظ اللّه الى العام القادم.
الخامس: أن يَقول اذا طلع الفَجر:
((اللَّهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَيْنا صِيامَهُ، وَأَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ. اللَّهُمَّ أَعِنّا عَلى صِيامِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنّا، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا، وَسَلِّمْهُ لَنا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ)).
السادس: أن يدعو بالدعاء الرابع والاربعين مِن أدعية الصحيفة الكاملة إن لَمْ يدع بهِ ليلاً. (تقدم في ص)
* اليَوم السادس *
في مثل هذا اليَوم مِن سنة مائتين وواحدة بويع الإمام الرضا(عليه السلام) وذكر السيّد أنّه يصلي فيها شكرا ركعتين يقرأ في كُلِّ ركعة بَعد الحَمد سورة الاخلاص (خمساً وعَشرين مّرة).
* اللّيلة الثالثة عَشرة *
هِيَ أُولى الليالي البيض وفيها ثلاثة أعمال:
الأول: الغسل.
الثاني: الصلاة أربع ركعات في كُلِّ ركعة الحمد «مرّة» والتوحيد (مساً وعَشرينَ مرّة).
الثالث: صلاة ركعتين تقرأ في كُلِّ ركعة منها بَعد الفاتحة سورة يَّس وتبارك والملك والتّوحيد.
* اللّيلة الرابعة عَشرة *
تُصلّي مثل ذلِكَ أربع ركعات بسلامين وقَد قَدَّمنا عِندَ ذِكر دعاء المُجير أنَّ من دعا بهِ في الأيام البيض مِن شَهر رَمَضان غفر لَهُ ذنوبَه وإن كانَتْ عدد قطر المطر وورق الشجر ورمل البر.
* اللّيلة الخامسة عَشرة *
لَيلَة مباركة وفيها أعمال:
الأول: الغسل.
الثاني: زيارة الحسين(عليه السلام).
الثالث: الصلاة ستّ ركعات بالفاتحة ويَّس وتبارك والتَوحيد.
الرابع: الصلاة مائة ركعة يقرأ في كُلّ ركعة بَعد الفاتحة التَوحيد (عَشر مرات).
روى الشَيخ المفيد في(المقنعة) عَن أمير المؤمنين(عليه السلام): أنَّ مَن أتى بها ارسل اللّه تعالى إليهِ عَشرة أملاك يدفعون عنه اعدائه من الجنّ والإنس ويرسل ثلاثين ملكا عِندَ الموت يؤمنونه مِن النّار.
الخامس: عَن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قيل لَهُ ما ترى لمن حضر قبر الحسين(عليه السلام) لَيلَة النصف مِن شَهر رَمَضان فقالَ: بخٍ بخٍ،
مَن صلّى عِندَ قبره لَيلَة النّصف مِن شَهر رَمَضان عَشر ركعات مِن بَعد العشاء مِن غير صلاة اللّيل يقرأ في كُلّ ركعة فاتحة الكتاب وَقُلْ هُوَ اللّه أَحَدْ (عَشر مرّات) واستجار باللّه مِن النّار كتبه اللّه عتيقاً مِن النّار ولَمْ يمت حتّى يرى في منامه ملائكة يبشّرونه بالجنّة وملائكة يؤمِّنونه مِن النّار.
* يَوم النّصف مِن شَهر رَمَضان *
فيهِ كانَت في السّنة الثّانِيَة من الهجرة ولادة الإمام الحَسَن المجتبى(عليه السلام).
وقالَ المفيد فيهِ أيضا في سنة مائةَ وخمس وتسعين كانَت ولادة الإمام مُحَمَّد التّقي(عليه السلام) ولكن المشهور خلاف ذلِكَ وعَلى أيّ حال فإنّ هذا اليَوم يَوم شريف جدّاً وللصدقة والبِّر فيه فضل كثير.
* اللّيلة السابعة عَشرة *
لَيلَة مباركة جدّاً وفيها تقابل الجيشان في بدر جيش رسول اللّه ص، وجيش كفّار قريش وفي يومها كانَت غزوة بدر ونصر اللّه جيش رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) عَلى المشركين وكانَ ذلِكَ أعظم فتوح الإسلام ولذلِكَ قالَ علماؤنا يُستَحب الاكثار مِن الصدقة والشّكر في هذا اليَوم وللغسل والعبادة في ليله أيضا فضل عظيم.
* اللّيلة التاسعة عَشرة *
وهِيَ أوّل لَيلَة مَن ليالي القَدر، ولَيلَة القَدر هِيَ لَيلَة لا يضاهيها في الفضل سواها مِن الّليالي والعَمَل فيها خَير مِن عمل ألف شَهر وفيها يقدر شؤون السنة وفيها تنزَّل الملائكة والرّوح الاعظم بإذن اللّه فتمضي الى إمام العصر(عليه السلام) وتتشرّف بالحضور لديه فتعرض عَليهِ ما قَدر لكلّ أحد من المقدّرات.
وأعمال ليالي القَدر نوعان..
فقسم منها عام يؤدّى في كُلِّ لَيلَة من الّليالي الثّلاثة.
وقسم خاص يؤتى فيما خصَّ بهِ مِن هذه الّليالي.
والقسم الأول عدّة أعْمال:
الأول: الغسل، قالَ العّلامة المجلسي(رض): الأفضل أن يغتسل عِندَ غروب الشّمس ليكون عَلى غسل لصلاة العشاء.
الثاني: الصلاة ركعتان يقرأ في كُلِّ ركعة بَعد الحَمد التَّوحيد (سبع مرَّات) ويَقول بَعد الفراغ (سبعين مرَّة): ((أسْتَغْفِرُ اللّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ)).
وفي(النّبوي): ((مَن فعل ذلِكَ لا يقوم مِن مقامِهِ حتّى يَغفر اللّه لَهُ ولأبويه...)) الخبر.
الثالث: تأخذ المصحف فتنشره وتضعه بين يديك وتقول:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكِتابِكَ المُنْزَلِ وَما فِيْهِ وَفِيْهِ اسْمُكَ الاكْبَرُ وَأَسْماؤُكَ الحُسْنى وَما يُخافُ وَيُرْجى أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ)). وتدعو بما بدا لَكَ من حاجة.
الرابع: خذ المُصحف فدعه عَلى رأسك وَقُلْ:
((اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا القُرْآنِ وَبِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِيْهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ فَلا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ. ثم قل (عَشر مرِّات): بِكَ يا اللّه، و(عَشر مرِّات): بِمُحَمَّدٍ، و(عَشر مرِّات): بِعَليٍّ، و(عَشر مرِّات): بِفاطِمَةَ، و(عَشر مرِّات): بِالحَسَنِ، و(عَشر مرِّات): بِالحُسَيْنِ، و(عَشر مرِّات): بِعَليٍّ بْنِ الحُسَيْنِ، و(عَشر مرِّات): بِمُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ، و(عَشر مرِّات): بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، و(عَشر مرِّات): بِمُوسَى بْنِ جَعْفرٍ، و(عَشر مرِّات): بِعَليٍّ بْنِ مُوسى، و(عَشر مرِّات): بِمُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ، و(عَشر مرِّات): بِعَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، و(عَشر مرِّات): بالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، و(عَشر مرِّات): بِالحُجَّةِ، وتسأل حاجتك)).
الخامس: زيارة الحسين(عليه السلام) في الحديث: ((إنَّه اذا كانَ لَيلَة القَدر نادى مناد مِن السّماء السابعة مِن بطنان العَرشِ أنَّ اللّه قَد غفر لمن زار قبر الحسين(عليه السلام))).
السادس: إحياء هذه الّليالي الثّلاثة ففي الحديث: ((مَنْ أحيا لَيلَة القَدر غفرت لَهُ ذنوبه ولو كانَت ذنوبه عدد نجوم السّماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار)).
السابع: الصلاة مائةَ ركعة فأنّها ذات فضل كثير والافضل أن يقرأ في كُلّ ركعة بَعد الحَمد التَّوحيد (عَشر مرّات).
الثامِن: تقول:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَمْسَيتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا أَصْرِفُ عَنْها سُوءً، أَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسِي، وَأَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْجِزْ لِي ما وَعَدْتَنِي وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ مِنَ المَغْفِرَةِ فِي هذِهِ اللَّيْلَة، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَنِي فَإِنِّي عَبْدُكَ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ الضَّعِيفُ الفَقِيرُ المَهِينُ. اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي ناسِياً لِذِكْرِكَ فِيما أَوْلَيْتَنِي، وَلا لاِحْسانِكَ فِيما أَعْطَيْتَنِي وَلا آيساً مِنْ إِجابَتِكَ وَإِنْ أَبْطَأْتَ عَنِّي فِي سَرَّاءٍ أَوْ ضَرَّاء أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخاءٍ أَوْ عافِيَةٍ أَوْ بَلاءٍ أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعَماءَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاء)).
وقَد روى الكفعمي هذا الدُّعاء عَن الإمام زين العابدين(عليه السلام)، كانَ يدعو بِهِ في هذه الليالي قائماً وقاعدا وراكعاً وساجداً.
وقالَ العّلامة المجلسي(رض): إنَّ أفضَل الأعْمال في هذه الليالي هُوَ الاستغفار والدُّعاء لمطالب الدُّنيا وَالآخرة للنفس وللوالدين والأقارَب وللاخوان المؤمنين والأحياء منهم والأموات والذِّكر والصلاة عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ ما تيسر، وقَد ورد في بعض الأحاديث استحباب قراءة دعاء الجوشن الكبير في هذه الليالي الثلاث.
قَد أوردنا الدُّعاء فيما مضى وقَد روي أنَّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قيل لَهُ ماذا أسأل اللّه تعالى إذا أدركت لَيلَة القَدر؟ قالَ: العافية.
أمّا القسم الثاني أي ملخّص كُل لَيلَة مِن ليالي القَدر فهو كما يلي:
* أعمال اللّيلة التاسعة عَشرة *
الأول: أن يَقول (مائةَ مرةٍ): ((اسْتَغْفِرُ اللّهَ رَبِّي وأَتُوبُ إِلَيْهِ)).
الثاني: (مائةَ مرةٍ): ((اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ)).
الثالث: دعاء: ((ياذا الَّذِي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيٍْ ثُمَّ خَلَقَ كُلِّ شَيٍْ ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيٍْ، ياذا الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِه شَيٌْ،وَياذا الَّذِي لَيْسَ فِي السَّماواتِ العُلى وَلا فِي الأرْضينَ السُّفْلى وَلا فَوْقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ وَلا بَيْنَهُنَّ إِلهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ، لَكَ الحَمْدُ حَمْدا لا يَقْوى عَلى إِحْصائِهِ إِلا أَنْتَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاَّلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِها إِلا أَنْتَ)).
الرابع: يقول: ((اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَفِي القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، المُكَفَّرِ عَنْهُم سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَتَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا)). ويسأل حاجته عوض هذه الكلمة.
* اللّيلة الواحدة والعشرون *
وفضلها أعظم مِن اللّيلة التاسعة عَشر، وينبغي أن يؤدي فيها الأعْمال العامة لليالي القَدر مِن الغسل والإحياء والزيارة والصلاة ذات التَوحيد (سبع مرات) ووضع المصحف عَلى الرأس ودعاء الجوشن الكبير وغير ذلِكَ وقَد أكدت الأحاديث استحباب الغسل والإحياء والجّد في العبادة في هذه اللّيلة والليلة الثالثة والعِشرين وإنَّ لَيلَة القَدر هي احدهما وقَد سئل المعصوم(عليه السلام) في عدة أحاديث عَن لَيلَة القَدر أي الليلتين هي فَلَمْ يعّين بل قالَ: ما أيسر ليلتين فيما تطلب، أو قالَ: ما عَلَيكَ أن تفعل خَيرا في ليلتين. ونحو ذلِكَ.
وليبدأ من هذه الليلة في دعوات العشر الأواخر مِن الشّهر.
منها: هذا الدُّعاء وقَد رواه الكليني في(الكافي) عَن الإمام الصادق(عليه السلام) قالَ: تقول في العشرة الأواخر مِن شَهر رَمَضان كُل لَيلَة:
((أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ)).
وَروى الكفعمي في هامش كتاب(البلد الامين): أنَّ الإمام الصادق(عليه السلام) كانَ يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الأواخر بَعد الفرائض والنوافل:
((اللَّهُمَّ أَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ وَاغْفِرْ لَنا تَقْصِيرَنا فِيْهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولا، وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلى أَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ المَرْحُومِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ المَحْرُومِينَ)).
وقال: مَن قاله غفر اللّه لَهُ ما صدر عنه فيما سلف من هذا الشهر وعصمه من المعاصي فيما بقي مِنهُ.
ومنها: ما رواه السيّد ابن طاووس في(الاقبال) عَن ابن أبي عمير عن مرازم قالَ: كانَ الإمام الصادق(عليه السلام) يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الأواخر:
((اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلْنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما أَنْزَلْتَ فِيْهِ مِنَ القُرْآنِ وَخَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْف شَهْرٍ. اللَّهُمَّ وَهذِهِ أَيامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدْ انْقَضَتْ وَلَيالِيهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَقَدْ صِرْتُ يا إِلهِي مِنْهُ إِلى ما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَأَحْصى لِعَدَدِهِ مِنَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ فأَسْأَلُكَ بما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ، وَأَنْبِياؤُكَ المُرْسَلُونَ، وَعِبادُكَ الصّالِحُونَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَن تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ، وَتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ، وَتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبِي، وَتَسْتَجِيبَ دُعائي، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالأَمْنِ يَوْمَ الخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ القِيّامَةِ. إِلْهِي وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَبِجَلالِكَ العَظِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ أَيّامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَليالِيهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أوْ ذَنْبٌ تُؤاَخِذُنِي بِهِ، أوْ خَطِيئَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَصَّها مِنِّي لَمْ تَغْفِرْها لِي سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي أَسْأَلُكَ يا لا إِلهَ إِلا أَنْتَ إِذْ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ إِنْ كُنْتَ رَضِيْتَ عَنِّي فِي هذا الشَّهْرِ فَازْدَدْ عَنِّي رِضىً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رَضِيتَ عَنِّي فَمَنْ الانَ فَأرْض عَنِّي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يااللّهُ يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أَحَدٌ. وأكثر من قول: يا مُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالكُرَبِ العِظامِ عَنْ أَيّوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَي مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ)).
وروي عَن حماد بن عثمان قالَ: دخلت عَلى الإمام الصادق(عليه السلام) لَيلَة احدى وعَشرين مِن شَهر رَمَضان فقالَ لي: ياحماد اغتسلت ؟ فقلت: نعم جَعَلتَ فداك، فدعا بحصير. ثم قالَ إلي لزقي فصّل فَلَمْ يزل يصلي وانا أصلّي الى لزقه حتى فرغنا مِن جميع صلواتنا ثم أخذ يدعو وأنا أؤمِّن عَلى دعائه الى أن اعترض الفَجر فأذن وأقامَ ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه فتقدم فصلّى بنا الغداة فقرأ بفاتحة الكتاب وإنّا أَنزَلناهُ في لَيلَة القَدر في الأولى وفي الركعة الثّانِيَة بفاتحة الكتاب وَقُلْ هُوَ اللّه احد فلمّا فرغنا مِن التسبيح والتحميد والتقديس والثناء عَلى اللّه تَعالى والصلاة عَلى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) والدُّعاء لجميع المؤمنين والمُؤمِنات والمسلمين والمسلمات خرَّ ساجداً لا أسمع مِنهُ إِلاّ النّفس ساعة طويلة ثم سمعته يَقول: ((لا إِلهَ إِلا أَنْتَ مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ...)) الى آخر الدُّعاء المروي في(الاقبال).
وروى الكليني انه كانَ الإمام الباقر(عليه السلام) اذا كانَت لَيلَة احدى وعَشرين وثلاث وعَشرين اخذ في الدُّعاء حتى يزول الليل(ينتصف) فأذا زال الليل صلّى.
وَروي أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانَ يغتسل في كُل لَيلَة مِن هذا العشر، ويُستَحب الاعتكاف في هذا العشر ولَهُ فضل كثير وهُوَ أفضل الأوقات للاعتكاف، وَروي أنه يعدل حجتين وعمرتين وكانَ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) اذا كانَ العشر الأواخر اعتكف في المسجد وضربت لَهُ قبة مِن شعر وشَمَّر المئزر وطوى فراشه.
واعلم أنَّ هذه لَيلَة تتجدد فيها أحزان آل مُحَمَّد وأشياعهم ففيها في سنة أربعين مِن الهجرة كانَت شهادة مولانا أمير المؤمنين صَلَواتُ اللّه عَليهِ، وَروي أنه ما رفع حجر عَن حجر في تِلكَ اللّيلة إِلاّ وكانَ تحته دما عبيطا كما كانَ لَيلَة شهادة الحسين(عليه السلام).
وقالَ المفيد(رض): ينبغي الإكثار في هذه اللّيلة مِن الصلاة عَلى مُحَمَّد وآل مُحَمَّد والجّد في اللّعن عَلى ظالمي آل مُحَمَّد(عليه السلام) واللّعن عَلى قاتل أمير المؤمنين(عليه السلام).
* اليَوم الحادي والعشرون *
يَوم شهادة أمير المؤمنين(عليه السلام) وَمِن المناسب أن يزار(عليه السلام) في هذا اليَوم.
دعاء الّليلة الثانية والعِشرين
((يا سالِخَ النَّهارِ مِنَ اللَّيْلِ فَإِذا نَحْنُ مُظْلِمُونَ، وَمُجْري الشَّمْسِ لِمُسْتَقَرِّها بِتَقْدِيرِكَ ياعَزِيزُ ياعَلِيمُ، وَمُقَدِّرَ القَمَرِ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ، يا نُورَ كُلِّ نُورٍ، وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ، وَوَلِيَّ كُلِّ نِعْمَةٍ، يااللّهُ يارَحْمنُ، يااللّهُ ياقُدُّوسُ، ياأَحَدُ ياواحِدُ يافَرْدُ، يااللّهُ يااللّهُ يااللّهُ، لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالاَمْثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاء، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَداء، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ، وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ، وَالاِنابَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ)).
* الليلة الثالثة والعشرون *
وهِيَ أفضل مِن الليلتين السابقتين ويستفاد مِن أحاديث كثيرة أنّها هِيَ لَيلَة القَدر وفيها يقدر كُل أمر حكيم ولهذه اللّيلة عدة أعمال خاصّة سوى الأعمال الَّتي تشارك فيها الليلتين الماضيتين:
الأول: قراءة سورتي العنكبوت والروم وقَد اَّلى الإمام الصادق(عليه السلام) أنَّ مَن قرأ هاتين السورتين في هذه اللّيلة كانَ مَن أهَل الجَنَّةَ.
الثاني: قراءة سورة حَّم دخان.
الثالث: قراءة سورة القَدر «ألف مرةٍ».
الرابع: أن يكرر في هذه اللّيلة بل في جَميع الأوقات هذا الدُّعاء: ((اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي كُلِّ ساعةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلِيلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيْها طَوِيلاً)).
الخامس: يَقول:
((اللَّهُمَّ امْدُدْ لِي فِي عُمْرِي، وَأَوْسِعْ لِي فِي رِزْقِي، وَأَصِحَّ لِي جِسْمِي، وَبَلِّغْنِي أَمَلِي، وَإِنْ كُنْتُ مِن الأشْقِياءِ فَامْحُنِي مِنَ الأَشْقِياءِ وَاكْتُبْنِي مِنَ السُّعَداء، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ عَلى نَبِيِّكَ المُرْسَلِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَمْحُو اللّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمَّ الكِتابِ)).
السادس: ((يَقول: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَفِيما تُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِي هذا المَبْرُورِ حَجُّهُمُ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، المُكَفَّرُ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي، وَتُوَسِّعَ لِي فِي رِزْقِي)).
الأول: أن يدعو إذا شاهد الهلال بالدعاء الثالث والاربعين مِن دعوات الصحيفة الكاملة.
روى السيّد ابن طاووس أنّ الإمام علي بن الحُسَين (عليه السلام) مّر في طريقه يوما فنظر إلى هلال شَهر رَمَضان فوقف، فقالَ:
((أَيُّها الخَلْقُ المُطِيعُ الدَّائِبُ السَّرِيعُ المُتَرَدِّدُ فِي مَنازِلِ التَّقْدِيرِ المُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ التَّدْبِيرِ، اَّمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ وَأَوْضَحَ بِكَ البُهَمَ وَجَعَلَكَ آيَةً مِنْ آَياتِ مُلْكِهِ وَعلامَةً مِنْ علاماتِ سُلْطانِهِ، فَحَدَّ بِكَ الزَّمانَ وَامْتَهَنَكَ بِالكَمالِ وَالنُّقْصانِ وَالطُّلُوعِ وَالأفُولِ وَالإِنارَةِ وَالكُسُوفِ، فِي كُلِّ ذلِكَ أَنْتَ لَهُ مُطِيعٌ وَإِلى إِرادَتِهِ سَرِيعٌ سُبْحانَهُ ما أَعْجَبَ ما دَبَّرَ مِنْ أَمْرِكَ وَأَلْطَفَ ما صَنَعَ فِي شَأْنِكَ، جَعَلَكَ مِفْتاحَ شَهْرٍ حادِثٍ لأَمْرِ حادِثٍ، فَأَسْأَلُ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكَ وَخالِقِي وَخالِقَكَ وَمُقَدِّرِي وَمُقَدِّرَكَ وَمُصَوِّرِي وَمُصَوِّرَكَ أَنْ يُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَاَّلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَكَ هِلالَ بَرَكَةٍ لا تَمْحَقُها الأيام وَطَهارَةٍ لا تُدَنِّسُها الآثام، هِلالَ أَمْنٍ مِنَ الآفات وَسَلامَةٍ مِنَ السَّيِّئاتِ، هِلالَ سَعْدٍ لا نَحْسَ فِيْهِ وَيُمْنٍ لا نَكَدَ مَعَهُ ويُسْرٍ لا يُمازِجُهُ عُسْرٌ وخَيْرٍ لا يَشُوبُهُ شَرٌ، هِلالَ أَمْنٍ وَإِيْمانٍ وَنِعْمَةٍ وَإِحْسانٍ وَسَلامَةٍ وَإِسْلامٍ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاَّلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنا مِنْ أَرْضى مِنْ طَلَعَ عَلَيْهِ وَأَزْكى مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ وَأَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيْهِ، وَوَفِّقْنا اللَّهُمَّ فِيْهِ لِلطَّاعَةِ وَالتَوْبَةِ وَاعْصِمْنا فِيْهِ مَنَ الآثام وَالحَوْبَةِ، وَأَوْزِعْنا فِيْهِ شُكْرَ النِّعْمَةِ وَأَلْبِسْنا فِيْهِ جُنَنَ العافِيَةِ وَأَتْمِمْ عَلَيْنا بِاسْتِكْمالِ طاعَتِكَ فِيْهِ المِنَّةَ إِنَّكَ أَنْتَ المَنّانُ الحَمِيدُ وَصَلّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَاَّلِهِ الطَّيِبِينَ، وَاجْعَلْ لَنا فِيْهِ عَوْنا مِنْكَ عَلى ما نَدَبْتَنا إِلَيْهِ مِنْ مُفْتَرَضِ طاعَتِكَ وَتَقَبَّلَها إِنَّكَ الاَكْرَمُ مِنْ كُلِّ كَرِيمٍ وَالاَرْحَمُ مِنْ كُلِّ رَحِيمٍ آمِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ)).
الثاني: يُستَحب أن يأتي أهله وهذا ممّا خص بهِ هذا الشّهر ويكره ذلِكَ في أوائل سائر الشهور.
الثالث: الغسل، ففي الحديث إنَّ من اغتسل أول لَيلَة مِنهُ لَمْ يصبه الحكّة إلى شَهر رَمَضان القابل.
الرابع: أن يزور قبر الإمام الحُسَين(عليه السلام) لتذهب عَنهُ ذنوبه ويكون لَهُ ثواب الحجّاج والمعتمرين في تِلكَ السنة.
الخامس: أن يبدأ في الصلاة ألف ركعة الوارد في هذا الشّهر الَّتي مّرت في أوآخر القسم الثاني مِن أعمال هذا الشّهر.
السادس: أن يصلي ركعتين في هذه اللّيلة، يقرأ في كُل ركعة الحَمد وسورة الانعام، ويسأل اللّه تعالى أن يكفيه ويقيه المخاوف والاسقام.
السابع: أن يدعو بدعاء: ((اللّهُمَّ إِنَّ هذا الشَّهْرَ المُبارَكَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُراَّنُ وَجُعِلَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ، قَدْ حَضَرَ فَسَلِّمْنا فِيهِ وَسَلِّمْهُ لَنا وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ. يامَنْ أَخَذَ القَلِيلَ وَشَكَرَ الكَثِيرَ اقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي إِلى كُلِّ خَيْرٍ سَبِيلاً، وَمِنْ كُلِّ مالا تُحِبُّ مانِعاً ياأَرحَمَ الرَّاحِمِينَ، يامَنْ عَفا عَنِّي وَعَمَّا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، يامَنْ لَمْ يُؤَاخِذْنِي بارْتِكابِ المَعاصِي؛ عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ، يا كَرِيمُ ! إِلهِي وَعَظْتَنِي فَلَمْ أَتَّعِظْ، وَزَجَرْتَنِي عَنْْ محارِمِكَ فَلَمْ أَنْزَجِرْ، فَما عٌذْرِي ؟ فَاعْفُ عَنِّي ياكَرِيمُ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوْتِ، وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسابِ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ التَّجاوُزُ مِنْ عِنْدِكَ يا أَهَلَ التَّقْوى وَيا أَهْلَ المَغْفِرَةِ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ.
اللّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ بْنَ عبدِكَ بْنُ أَمَتِكَ ضَعِيفٌ فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ مُنْزِلُ الغِنى وَالبَرَكَهِ عَلى العِبادِ قاهِرٌ مُقْتَدِرٌ أَحْصَيْتَ أَعْمالَهُمْ، وَقَسَّمْتَ أَرْزاقَهُمْ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً أَلْسِنَتُهُمْ وَأَلْوانُهُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ، وَلا يَعلَمُ العِبادُ عِلْمَكَ، وَلا يَقْدِرُ العِبادُ قَدْرَكَ، وَكُلُّنُا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ فَلا تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ، وَاجَعَلْنِي مِنْ صالِحِي خَلْقِكَ فِي العَمَلِ وَالاَمَلِ وَالقَضاء وَالقَدَرِ.
اللّهُمَّ أَبْقِنِي خَيْرَ البَقاء، وَأَفْنِنِي خَيْرَ الفَناء عَلى مُوالاةِ أَولِيائِكَ، وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَالرَهْبَةِ مِنْكَ، وَالخُشُوعِ وَالوَفاء وَالتَّسْلِيمِ لَكَ، وَالتَّصْدِيقِ بِكِتابِكَ، وَاتِّباعِ سُنَّةِ رَسُولِكَ.
اللّهُمَّ ما كانَ فِي قَلْبِي مِنْ شَكٍّ أَوْ رِيْبَةٍ أَوْ جُحُودٍ أَوْ قُنُوطٍ أَوْ فَرَحٍ أَوْ بَذَخٍ أَوْ بَطَرٍ أَوْ خُيَلاَء أَوْ رِياءٍ أَوْ سُمْعَةٍ أَوْ شِقاقٍ أَوْ نِفاقٍ أَوْ كُفْرٍ أَوْ فُسُوقٍ أَوْ عِصْيانٍ أَوْ عَظَمَةٍ أَوْ شَيٍْ لا تُحِبُّ فأَسْأَلُكَ يارَبِّ أَنْ تُبَدِّلَنِي مَكانَهُ إِيماناً بِوَعْدِكَ، وَوَفاء بِعَهْدِكَ، وَرِضاء بِقَضائِكَ، وَزُهْداً فِي الدُّنْيا، وَرَغْبَهً فِيما عِنْدَكَ، وَأَثَرَةً وَطَمْأَنِينَةً وَتَوْبَةً نَصُوحاً، أَسْأَلُكَ ذلِكَ يارَبَّ العالَمِينَ.
إِلهِي أَنْتَ مِنْ حِلْمِكَ تُعْصى، وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ تُطاعُ فَكَأَنَّكَ لَمْ تُعْصَ، وَأَنا وَمَنْ لَمْ يَعْصِكَ سُكّانُ أَرْضِكَ فَكُنْ عَلَيْنا بِالفَضْلِ جَواداً، وَبِالخَيْرِ عَوَّاداً، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صلاةً دائِمَّةً لا تُحْصى وَلا تُعَدُّ وَلا يَقْدِرُ قَدْرَها غَيْرُكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين)) .
الثامن: أن يدعو بهذا الدُّعاء المأثور عَن الإمام الصادق(عليه السلام) المروي في كتاب(الاقبال):
((اللَّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ، مُنَزِّلَ القُرْآنَ، هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ وأَنْزَلْتَ فِيهِ آياتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرْقانِ. اللَّهُمَّ ارْزُقْنا صِيامَهُ، وَأَعِنّا عَلى قِيامِهِ. اللَّهُمَّ سَلِّمْهُ لَنا وَسَلِّمْنا فِيهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَمُعافاةٍ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ لِي فِي عُمرِي، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الحَلالِ)).
التاسع: أن يدعو بالدعاء الرابع والاربعين مِن ادعية الصحيفة الكاملة.(تقدم في ص)
العاشر: يَقول:
((اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ دَخَلَ شَهْرُ رَمَضانَ. اللَّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ، وَجَعَلْتَهُ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ. اللَّهُمَّ فَبارِكْ لَنا فِي شَهْرِ رَمَضانَ، وَأَعِنّا عَلى صِيامِهِ وَصَلَواتِهِ وتَقَبَّلْهُ مِنّا)).
في الحديث أنَّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانَ اذا دَخَلَ شَهر رَمَضان دعا بهذا الدُّعاء.
الحادي عَشر: عَن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا انه كانَ يدعو في أول لَيلَة مِن شَهر رَمَضان فيقول:
((الحَمْدُ للّهِ الَّذِي أَكْرَمَنا بِكَ أَيُّها الشَّهْرُ المُبارَكُ. اللَّهُمَّ فَقَوِّنا عَلى صِيامِنا وَقِيامِنا، وَثَبِّتْ أَقْدامَنا، وَانْصُرْنا عَلى القَوْمِ الكافِرِينَ. اللَّهُمَّ أَنتَ الواحِدُ فَلا وَلَدَ لَكَ، وَأَنْتَ الصَّمَدُ فَلا شِبْهَ لَكَ، وَأَنتَ العَزِيزُ فَلا يُعِزُّكَ شَيٌْ وَأَنْتَ الغَنيُّ وَأَنا الفَقِيرُ، وَأَنْتَ المَوْلى وَأَنا العَبْدُ، وَأَنْتَ الغَفُورُ وَأَنا المُذْنِبُ، وَأَنْتَ الرَّحِيمُ وَأَنا المُخْطِيُ، وَأَنْتَ الخالِقُ وَأَنا المَخْلُوقُ، وَأَنْتَ الحَيُ وَأَنا المَيِّتُ، أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي وَتَجاوَزَ عَنِّي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ)).
الثاني عَشر: ينبغي الاكثار مِن تلاوة القرآن الكَريم اذا دَخَلَ شَهر رمضان.
* اليَوم الأول *
وفيهِ أعْمال:
الأول: أن يغتسل في ماء جار ويصّب عَلى راسه ثلاثين كفا مِن الماء فإن ذلِكَ يورث الامَن مِن جميع الآلآم والإسقام في تلكَ السنة.
الثاني: أن يغسل وجهه بكف من ماء الورد لينجو مِن المذلة والفقر وأن يصّب شيئا مِنهُ على رأسه.
الثالث: أن يؤدي ركعتي صلاة أول الشهور والصدقة بَعدهما.
الرابع: أن يصلي ركعتين يقرأ في الأولى الحَمد وسورة انّا فتحنا وفي الثّانية الحمد وماشاء مِن السّور ليدرأ اللّه عنه كُل سوء ويكون في حفظ اللّه الى العام القادم.
الخامس: أن يَقول اذا طلع الفَجر:
((اللَّهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَيْنا صِيامَهُ، وَأَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ. اللَّهُمَّ أَعِنّا عَلى صِيامِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنّا، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا، وَسَلِّمْهُ لَنا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ)).
السادس: أن يدعو بالدعاء الرابع والاربعين مِن أدعية الصحيفة الكاملة إن لَمْ يدع بهِ ليلاً. (تقدم في ص)
* اليَوم السادس *
في مثل هذا اليَوم مِن سنة مائتين وواحدة بويع الإمام الرضا(عليه السلام) وذكر السيّد أنّه يصلي فيها شكرا ركعتين يقرأ في كُلِّ ركعة بَعد الحَمد سورة الاخلاص (خمساً وعَشرين مّرة).
* اللّيلة الثالثة عَشرة *
هِيَ أُولى الليالي البيض وفيها ثلاثة أعمال:
الأول: الغسل.
الثاني: الصلاة أربع ركعات في كُلِّ ركعة الحمد «مرّة» والتوحيد (مساً وعَشرينَ مرّة).
الثالث: صلاة ركعتين تقرأ في كُلِّ ركعة منها بَعد الفاتحة سورة يَّس وتبارك والملك والتّوحيد.
* اللّيلة الرابعة عَشرة *
تُصلّي مثل ذلِكَ أربع ركعات بسلامين وقَد قَدَّمنا عِندَ ذِكر دعاء المُجير أنَّ من دعا بهِ في الأيام البيض مِن شَهر رَمَضان غفر لَهُ ذنوبَه وإن كانَتْ عدد قطر المطر وورق الشجر ورمل البر.
* اللّيلة الخامسة عَشرة *
لَيلَة مباركة وفيها أعمال:
الأول: الغسل.
الثاني: زيارة الحسين(عليه السلام).
الثالث: الصلاة ستّ ركعات بالفاتحة ويَّس وتبارك والتَوحيد.
الرابع: الصلاة مائة ركعة يقرأ في كُلّ ركعة بَعد الفاتحة التَوحيد (عَشر مرات).
روى الشَيخ المفيد في(المقنعة) عَن أمير المؤمنين(عليه السلام): أنَّ مَن أتى بها ارسل اللّه تعالى إليهِ عَشرة أملاك يدفعون عنه اعدائه من الجنّ والإنس ويرسل ثلاثين ملكا عِندَ الموت يؤمنونه مِن النّار.
الخامس: عَن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قيل لَهُ ما ترى لمن حضر قبر الحسين(عليه السلام) لَيلَة النصف مِن شَهر رَمَضان فقالَ: بخٍ بخٍ،
مَن صلّى عِندَ قبره لَيلَة النّصف مِن شَهر رَمَضان عَشر ركعات مِن بَعد العشاء مِن غير صلاة اللّيل يقرأ في كُلّ ركعة فاتحة الكتاب وَقُلْ هُوَ اللّه أَحَدْ (عَشر مرّات) واستجار باللّه مِن النّار كتبه اللّه عتيقاً مِن النّار ولَمْ يمت حتّى يرى في منامه ملائكة يبشّرونه بالجنّة وملائكة يؤمِّنونه مِن النّار.
* يَوم النّصف مِن شَهر رَمَضان *
فيهِ كانَت في السّنة الثّانِيَة من الهجرة ولادة الإمام الحَسَن المجتبى(عليه السلام).
وقالَ المفيد فيهِ أيضا في سنة مائةَ وخمس وتسعين كانَت ولادة الإمام مُحَمَّد التّقي(عليه السلام) ولكن المشهور خلاف ذلِكَ وعَلى أيّ حال فإنّ هذا اليَوم يَوم شريف جدّاً وللصدقة والبِّر فيه فضل كثير.
* اللّيلة السابعة عَشرة *
لَيلَة مباركة جدّاً وفيها تقابل الجيشان في بدر جيش رسول اللّه ص، وجيش كفّار قريش وفي يومها كانَت غزوة بدر ونصر اللّه جيش رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) عَلى المشركين وكانَ ذلِكَ أعظم فتوح الإسلام ولذلِكَ قالَ علماؤنا يُستَحب الاكثار مِن الصدقة والشّكر في هذا اليَوم وللغسل والعبادة في ليله أيضا فضل عظيم.
* اللّيلة التاسعة عَشرة *
وهِيَ أوّل لَيلَة مَن ليالي القَدر، ولَيلَة القَدر هِيَ لَيلَة لا يضاهيها في الفضل سواها مِن الّليالي والعَمَل فيها خَير مِن عمل ألف شَهر وفيها يقدر شؤون السنة وفيها تنزَّل الملائكة والرّوح الاعظم بإذن اللّه فتمضي الى إمام العصر(عليه السلام) وتتشرّف بالحضور لديه فتعرض عَليهِ ما قَدر لكلّ أحد من المقدّرات.
وأعمال ليالي القَدر نوعان..
فقسم منها عام يؤدّى في كُلِّ لَيلَة من الّليالي الثّلاثة.
وقسم خاص يؤتى فيما خصَّ بهِ مِن هذه الّليالي.
والقسم الأول عدّة أعْمال:
الأول: الغسل، قالَ العّلامة المجلسي(رض): الأفضل أن يغتسل عِندَ غروب الشّمس ليكون عَلى غسل لصلاة العشاء.
الثاني: الصلاة ركعتان يقرأ في كُلِّ ركعة بَعد الحَمد التَّوحيد (سبع مرَّات) ويَقول بَعد الفراغ (سبعين مرَّة): ((أسْتَغْفِرُ اللّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ)).
وفي(النّبوي): ((مَن فعل ذلِكَ لا يقوم مِن مقامِهِ حتّى يَغفر اللّه لَهُ ولأبويه...)) الخبر.
الثالث: تأخذ المصحف فتنشره وتضعه بين يديك وتقول:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكِتابِكَ المُنْزَلِ وَما فِيْهِ وَفِيْهِ اسْمُكَ الاكْبَرُ وَأَسْماؤُكَ الحُسْنى وَما يُخافُ وَيُرْجى أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ)). وتدعو بما بدا لَكَ من حاجة.
الرابع: خذ المُصحف فدعه عَلى رأسك وَقُلْ:
((اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا القُرْآنِ وَبِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِيْهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ فَلا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ. ثم قل (عَشر مرِّات): بِكَ يا اللّه، و(عَشر مرِّات): بِمُحَمَّدٍ، و(عَشر مرِّات): بِعَليٍّ، و(عَشر مرِّات): بِفاطِمَةَ، و(عَشر مرِّات): بِالحَسَنِ، و(عَشر مرِّات): بِالحُسَيْنِ، و(عَشر مرِّات): بِعَليٍّ بْنِ الحُسَيْنِ، و(عَشر مرِّات): بِمُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ، و(عَشر مرِّات): بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، و(عَشر مرِّات): بِمُوسَى بْنِ جَعْفرٍ، و(عَشر مرِّات): بِعَليٍّ بْنِ مُوسى، و(عَشر مرِّات): بِمُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ، و(عَشر مرِّات): بِعَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، و(عَشر مرِّات): بالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، و(عَشر مرِّات): بِالحُجَّةِ، وتسأل حاجتك)).
الخامس: زيارة الحسين(عليه السلام) في الحديث: ((إنَّه اذا كانَ لَيلَة القَدر نادى مناد مِن السّماء السابعة مِن بطنان العَرشِ أنَّ اللّه قَد غفر لمن زار قبر الحسين(عليه السلام))).
السادس: إحياء هذه الّليالي الثّلاثة ففي الحديث: ((مَنْ أحيا لَيلَة القَدر غفرت لَهُ ذنوبه ولو كانَت ذنوبه عدد نجوم السّماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار)).
السابع: الصلاة مائةَ ركعة فأنّها ذات فضل كثير والافضل أن يقرأ في كُلّ ركعة بَعد الحَمد التَّوحيد (عَشر مرّات).
الثامِن: تقول:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَمْسَيتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا أَصْرِفُ عَنْها سُوءً، أَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسِي، وَأَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْجِزْ لِي ما وَعَدْتَنِي وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ مِنَ المَغْفِرَةِ فِي هذِهِ اللَّيْلَة، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَنِي فَإِنِّي عَبْدُكَ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ الضَّعِيفُ الفَقِيرُ المَهِينُ. اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي ناسِياً لِذِكْرِكَ فِيما أَوْلَيْتَنِي، وَلا لاِحْسانِكَ فِيما أَعْطَيْتَنِي وَلا آيساً مِنْ إِجابَتِكَ وَإِنْ أَبْطَأْتَ عَنِّي فِي سَرَّاءٍ أَوْ ضَرَّاء أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخاءٍ أَوْ عافِيَةٍ أَوْ بَلاءٍ أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعَماءَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاء)).
وقَد روى الكفعمي هذا الدُّعاء عَن الإمام زين العابدين(عليه السلام)، كانَ يدعو بِهِ في هذه الليالي قائماً وقاعدا وراكعاً وساجداً.
وقالَ العّلامة المجلسي(رض): إنَّ أفضَل الأعْمال في هذه الليالي هُوَ الاستغفار والدُّعاء لمطالب الدُّنيا وَالآخرة للنفس وللوالدين والأقارَب وللاخوان المؤمنين والأحياء منهم والأموات والذِّكر والصلاة عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ ما تيسر، وقَد ورد في بعض الأحاديث استحباب قراءة دعاء الجوشن الكبير في هذه الليالي الثلاث.
قَد أوردنا الدُّعاء فيما مضى وقَد روي أنَّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قيل لَهُ ماذا أسأل اللّه تعالى إذا أدركت لَيلَة القَدر؟ قالَ: العافية.
أمّا القسم الثاني أي ملخّص كُل لَيلَة مِن ليالي القَدر فهو كما يلي:
* أعمال اللّيلة التاسعة عَشرة *
الأول: أن يَقول (مائةَ مرةٍ): ((اسْتَغْفِرُ اللّهَ رَبِّي وأَتُوبُ إِلَيْهِ)).
الثاني: (مائةَ مرةٍ): ((اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ)).
الثالث: دعاء: ((ياذا الَّذِي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيٍْ ثُمَّ خَلَقَ كُلِّ شَيٍْ ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيٍْ، ياذا الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِه شَيٌْ،وَياذا الَّذِي لَيْسَ فِي السَّماواتِ العُلى وَلا فِي الأرْضينَ السُّفْلى وَلا فَوْقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ وَلا بَيْنَهُنَّ إِلهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ، لَكَ الحَمْدُ حَمْدا لا يَقْوى عَلى إِحْصائِهِ إِلا أَنْتَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاَّلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِها إِلا أَنْتَ)).
الرابع: يقول: ((اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَفِي القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، المُكَفَّرِ عَنْهُم سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَتَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا)). ويسأل حاجته عوض هذه الكلمة.
* اللّيلة الواحدة والعشرون *
وفضلها أعظم مِن اللّيلة التاسعة عَشر، وينبغي أن يؤدي فيها الأعْمال العامة لليالي القَدر مِن الغسل والإحياء والزيارة والصلاة ذات التَوحيد (سبع مرات) ووضع المصحف عَلى الرأس ودعاء الجوشن الكبير وغير ذلِكَ وقَد أكدت الأحاديث استحباب الغسل والإحياء والجّد في العبادة في هذه اللّيلة والليلة الثالثة والعِشرين وإنَّ لَيلَة القَدر هي احدهما وقَد سئل المعصوم(عليه السلام) في عدة أحاديث عَن لَيلَة القَدر أي الليلتين هي فَلَمْ يعّين بل قالَ: ما أيسر ليلتين فيما تطلب، أو قالَ: ما عَلَيكَ أن تفعل خَيرا في ليلتين. ونحو ذلِكَ.
وليبدأ من هذه الليلة في دعوات العشر الأواخر مِن الشّهر.
منها: هذا الدُّعاء وقَد رواه الكليني في(الكافي) عَن الإمام الصادق(عليه السلام) قالَ: تقول في العشرة الأواخر مِن شَهر رَمَضان كُل لَيلَة:
((أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ)).
وَروى الكفعمي في هامش كتاب(البلد الامين): أنَّ الإمام الصادق(عليه السلام) كانَ يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الأواخر بَعد الفرائض والنوافل:
((اللَّهُمَّ أَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ وَاغْفِرْ لَنا تَقْصِيرَنا فِيْهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولا، وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلى أَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ المَرْحُومِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ المَحْرُومِينَ)).
وقال: مَن قاله غفر اللّه لَهُ ما صدر عنه فيما سلف من هذا الشهر وعصمه من المعاصي فيما بقي مِنهُ.
ومنها: ما رواه السيّد ابن طاووس في(الاقبال) عَن ابن أبي عمير عن مرازم قالَ: كانَ الإمام الصادق(عليه السلام) يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الأواخر:
((اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلْنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما أَنْزَلْتَ فِيْهِ مِنَ القُرْآنِ وَخَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْف شَهْرٍ. اللَّهُمَّ وَهذِهِ أَيامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدْ انْقَضَتْ وَلَيالِيهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَقَدْ صِرْتُ يا إِلهِي مِنْهُ إِلى ما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَأَحْصى لِعَدَدِهِ مِنَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ فأَسْأَلُكَ بما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ، وَأَنْبِياؤُكَ المُرْسَلُونَ، وَعِبادُكَ الصّالِحُونَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَن تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ، وَتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ، وَتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبِي، وَتَسْتَجِيبَ دُعائي، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالأَمْنِ يَوْمَ الخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ القِيّامَةِ. إِلْهِي وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَبِجَلالِكَ العَظِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ أَيّامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَليالِيهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أوْ ذَنْبٌ تُؤاَخِذُنِي بِهِ، أوْ خَطِيئَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَصَّها مِنِّي لَمْ تَغْفِرْها لِي سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي أَسْأَلُكَ يا لا إِلهَ إِلا أَنْتَ إِذْ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ إِنْ كُنْتَ رَضِيْتَ عَنِّي فِي هذا الشَّهْرِ فَازْدَدْ عَنِّي رِضىً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رَضِيتَ عَنِّي فَمَنْ الانَ فَأرْض عَنِّي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يااللّهُ يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أَحَدٌ. وأكثر من قول: يا مُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالكُرَبِ العِظامِ عَنْ أَيّوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَي مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ)).
وروي عَن حماد بن عثمان قالَ: دخلت عَلى الإمام الصادق(عليه السلام) لَيلَة احدى وعَشرين مِن شَهر رَمَضان فقالَ لي: ياحماد اغتسلت ؟ فقلت: نعم جَعَلتَ فداك، فدعا بحصير. ثم قالَ إلي لزقي فصّل فَلَمْ يزل يصلي وانا أصلّي الى لزقه حتى فرغنا مِن جميع صلواتنا ثم أخذ يدعو وأنا أؤمِّن عَلى دعائه الى أن اعترض الفَجر فأذن وأقامَ ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه فتقدم فصلّى بنا الغداة فقرأ بفاتحة الكتاب وإنّا أَنزَلناهُ في لَيلَة القَدر في الأولى وفي الركعة الثّانِيَة بفاتحة الكتاب وَقُلْ هُوَ اللّه احد فلمّا فرغنا مِن التسبيح والتحميد والتقديس والثناء عَلى اللّه تَعالى والصلاة عَلى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) والدُّعاء لجميع المؤمنين والمُؤمِنات والمسلمين والمسلمات خرَّ ساجداً لا أسمع مِنهُ إِلاّ النّفس ساعة طويلة ثم سمعته يَقول: ((لا إِلهَ إِلا أَنْتَ مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ...)) الى آخر الدُّعاء المروي في(الاقبال).
وروى الكليني انه كانَ الإمام الباقر(عليه السلام) اذا كانَت لَيلَة احدى وعَشرين وثلاث وعَشرين اخذ في الدُّعاء حتى يزول الليل(ينتصف) فأذا زال الليل صلّى.
وَروي أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانَ يغتسل في كُل لَيلَة مِن هذا العشر، ويُستَحب الاعتكاف في هذا العشر ولَهُ فضل كثير وهُوَ أفضل الأوقات للاعتكاف، وَروي أنه يعدل حجتين وعمرتين وكانَ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) اذا كانَ العشر الأواخر اعتكف في المسجد وضربت لَهُ قبة مِن شعر وشَمَّر المئزر وطوى فراشه.
واعلم أنَّ هذه لَيلَة تتجدد فيها أحزان آل مُحَمَّد وأشياعهم ففيها في سنة أربعين مِن الهجرة كانَت شهادة مولانا أمير المؤمنين صَلَواتُ اللّه عَليهِ، وَروي أنه ما رفع حجر عَن حجر في تِلكَ اللّيلة إِلاّ وكانَ تحته دما عبيطا كما كانَ لَيلَة شهادة الحسين(عليه السلام).
وقالَ المفيد(رض): ينبغي الإكثار في هذه اللّيلة مِن الصلاة عَلى مُحَمَّد وآل مُحَمَّد والجّد في اللّعن عَلى ظالمي آل مُحَمَّد(عليه السلام) واللّعن عَلى قاتل أمير المؤمنين(عليه السلام).
* اليَوم الحادي والعشرون *
يَوم شهادة أمير المؤمنين(عليه السلام) وَمِن المناسب أن يزار(عليه السلام) في هذا اليَوم.
دعاء الّليلة الثانية والعِشرين
((يا سالِخَ النَّهارِ مِنَ اللَّيْلِ فَإِذا نَحْنُ مُظْلِمُونَ، وَمُجْري الشَّمْسِ لِمُسْتَقَرِّها بِتَقْدِيرِكَ ياعَزِيزُ ياعَلِيمُ، وَمُقَدِّرَ القَمَرِ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ، يا نُورَ كُلِّ نُورٍ، وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ، وَوَلِيَّ كُلِّ نِعْمَةٍ، يااللّهُ يارَحْمنُ، يااللّهُ ياقُدُّوسُ، ياأَحَدُ ياواحِدُ يافَرْدُ، يااللّهُ يااللّهُ يااللّهُ، لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالاَمْثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاء، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَداء، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ، وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ، وَالاِنابَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ)).
* الليلة الثالثة والعشرون *
وهِيَ أفضل مِن الليلتين السابقتين ويستفاد مِن أحاديث كثيرة أنّها هِيَ لَيلَة القَدر وفيها يقدر كُل أمر حكيم ولهذه اللّيلة عدة أعمال خاصّة سوى الأعمال الَّتي تشارك فيها الليلتين الماضيتين:
الأول: قراءة سورتي العنكبوت والروم وقَد اَّلى الإمام الصادق(عليه السلام) أنَّ مَن قرأ هاتين السورتين في هذه اللّيلة كانَ مَن أهَل الجَنَّةَ.
الثاني: قراءة سورة حَّم دخان.
الثالث: قراءة سورة القَدر «ألف مرةٍ».
الرابع: أن يكرر في هذه اللّيلة بل في جَميع الأوقات هذا الدُّعاء: ((اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي كُلِّ ساعةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلِيلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيْها طَوِيلاً)).
الخامس: يَقول:
((اللَّهُمَّ امْدُدْ لِي فِي عُمْرِي، وَأَوْسِعْ لِي فِي رِزْقِي، وَأَصِحَّ لِي جِسْمِي، وَبَلِّغْنِي أَمَلِي، وَإِنْ كُنْتُ مِن الأشْقِياءِ فَامْحُنِي مِنَ الأَشْقِياءِ وَاكْتُبْنِي مِنَ السُّعَداء، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ عَلى نَبِيِّكَ المُرْسَلِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَمْحُو اللّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمَّ الكِتابِ)).
السادس: ((يَقول: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَفِيما تُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِي هذا المَبْرُورِ حَجُّهُمُ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، المُكَفَّرُ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي، وَتُوَسِّعَ لِي فِي رِزْقِي)).