كما اعتاد الاخ علي احمد ان يرسل لنا على الاميل
بعض خواطره ومذكراته
ارسل لنا هذه اللوحة
اترككم معها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بين فترة وأخرى ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بين فترة وأخرى .. أحنّ الى زيارة أرحامي وخاصة كبار السن منهم لأطمئن عليهم وأعرف أحوالهم وأستمع الى أحاديثهم وقصصهم الشيقه ..
أذكر لكم أعزاءي تفاصيل ذلك اليوم الذي ذهبت فيه لزيارة خالتي المسنه التي تسكن مع وحيدها عماد في إحدى القرى المجاوره ..
إستقبلتني بوجهها الصبوح وابتسامتها الرائعه في بيتها المتواضع .. ذلك البيت الذي سطرت فيه قصة كفاح طويله بعد رحيل زوجها ( رحمه الله ) .
حييتها .. وقبلت يمينها وأعلى جبينها ثم أهديتها عطر العود الذي تحبه وسبحه عنابيه وقميص أزرق للصلاه ..
جلسنا معاً نتجاذب أطراف الحديث وأحدثها بلطف ورقة في أحاديث تألفها وتستمتع بها .. بعيداً عن أحاديث الرياضه والسياسه .. كنت أستمع بمتعه الى أحاديثها النابضه بالحب والرحمه .. قصص الماضي الجميل .. الأيام المفعمه بالمرح والمحبه .. أخذت نفساً عميقاً وتسائلت في نفسي : لماذا جمدت مشاعرنا وتغيرت قلوبنا مع تغير الظروف والأحوال ؟!
أحب أحاديث خالتي جداً .. وأحب ذلك الزمان الجميل بعيون الكبار .. لقد أحببت هذه اللحظه كثيراً لأنها تعيدني لأزمان حلوه وأوقات قديمه .. ايام الطفوله .. مرحلة الصبا .. حينما كنت وقتها صبياً شقياً في نظرها .. أكسر المصابيح وأخلع الأبواب وأعبث بالأشجار ودائماً ماأدخل المطبخ وأخرج منه لأتركه بلا ملامح ..
كانت تقول : آه على تلك الايام لقد كنت فيها مارداً .. و( شيطنتك ) المعهوده كانت مصدر ضحك للكثير من الأقارب ..
وفجأة قطع حبل حديثنا صوت إبنها عماد عندما أقبل بوجه شاحب وملامح متضجره قائلاً بصوت مزعج : اين الفطور ؟
نهضت من مكاني ومددت يدي مصافحاً له وقلت أداعبه : تفضل نجلس شوي مع الوالده ..
التفت اليّ بحزم وقال : لا قت لدي !!
لم أستطع بالطبع محادثته بعدها وأحسست كأن هناك حاجزاً غريباً بيني وبينه .. لحظات وتقبل خالتي من المطبخ تتهادى حاملة فطور ابنها .. فقمت مسرعاً لأحمل ماكان في يدها بينما ظل عماد يراقب الموقف بإستعلاء ..
التهم فطوره ثم غادر مسرعاً دون حتى ان يودع أمه أو يقبل يدها وراسها ..!!
خيم الصمت علينا للحظات حتى بدا لي أنها أستاءت كثيرا من إبنها .. كما أن هذا الموقف قد استفزني كثيراً فذكرت ذلك لها فقالت بنبرة تنم عن حزن : لقد أعتدت على ذلك .. ولمحت في عينها دمعه متكسره أنحدرت على خدها المتجعد .. أرتعش لها جسدي وملئت قلبي حرقة والماً ..
نظرت اليّ بنظرات حزينه وقالت بصوت مهدج بدموع لا تنكفئ : آه لو تدري يابني كم أنتظرت سنيناً لأحظى بصور البر وأشكال الإحسان والتي كنت آمل أن تروي عطشي وتخضر بها دنيتي لكن .. وانفجرت في بكاء مرير ..
إعتصر قلبي على صوت بكائها حتى عصرت نبضاته أوردتي .. صمتت وفي داخلي آلآف الصرخات التي لم تستمع حتى لبكائي خوفاً من أن تتحطم رجولته بين دموعي ..
أخذت أتأملها .. كانت تسكب دموعاً حاره .. ياللمآسي المظلمه .. كان قلبي يحتضر بين كل هذه الحسرات .. آه ياخاله لو أني استطيع أن أطرد كل إحساس مؤذ على قلبك البائس المسكين ..
آثرت أن أواسيها فاستجمعت ماتبقى من بقاياي وأقتربت منها أقبل رأسها المكلل بالشيب وأقبل يمينها الدافئه وأضمها بكلتا يدي وأنا أغالب دموعي .. رفعت رأسي للسماء وقلت بكل ماأحمل من جروح في قلبي .. يارب إرحم ضعفها وداوي جرحها وقرّ عينها .. والهما الصبر ...
لملمت نفسي التائهه ورويت خاطري المتألم بنظرة مليئة بالشفقه ووعدتها بأن أعود مرة اخرى وسألتها الدعاء .. ثم ودعتها وأحزانها ومشيت الى مدينتي وقلبي يقطر الماً وحسرة على تلكم المسكينه ..
هل جزاء الإحسان الا الإحسان ؟؟؟
أين هذا من قوله تعالى ( ولا تقل لهما أُف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً . وإخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً )
وأين هو أيضاً من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك )
أخيراً أقول .. كم هي ضعيفه قلوب أمهاتنا عندما يكون دمها الحب الصادق ..
مع خاااااالص محبتي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بقلم أخوكم / علي أحمد عبدالله السيود
ان لــم ترونــي يومـاً هنـا فلتعلمــوا اننــي قـد رحلــت
فأتمنــى ان تكــون القلــوب صآفيــه والنفــوس عنــي رآضيــه
بــ الاخوةِ لاقـــيتكم وبهآ اودعــكم .. فآسف لكل القلوب التي أسأت اليها