واشنطن أعطت الضوء الأخضر للمالكي للبقاء في منصبه ولعلاوي بمشاركته في السلطة

كشف مصدر حكومي مطلع، الاثنين، أن الزيارة التي قام بها وفد من البيت الأبيض إلى العاصمة العراقية بغداد خلال اليومين الماضيين أعطى الضوء الأخضر لنوري المالكي وأياد علاوي بالمضي في المشروع الأمريكي القاضي بتقاسم السلطة بينهما،
متوقعا أن يشكلا الحكومة قبل رمضان، فيما أكد عضو في ائتلاف المالكي أن الأخير خرج مرتاحا جدا من لقائه الأخير مع وفد البيت الأبيض.وقال المصدر إن "زيارة وفد البيت الأبيض ولقائه مع رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي وزعيم القائمة العراقية أياد علاوي جاءت للتأكيد على مشروع الإدارة الأمريكية لتقاسم السلطة والقاضي بإبقاء المالكي رئيسا لوزراء وإعطاء منصب رئيس المجلس السياسي للأمن الوطني لعلاوي".وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "بحسب المشروع الأميركي فإن الحكومة ستتشكل من القائمتين العراقية وائتلاف دولة القانون والتحالف الكردستاني فضلا عن دعوة الائتلاف الوطني للمشاركة في الحكومة إن أراد ذلك".وكان وفد من مستشارية الأمن الوطني الأميركي في البيت الأبيض وصل إلى العراق أمس الأول السبت المصادف الحادي والثلاثين من شهر تموز الماضي وأجرى لقاءات مع زعيم القائمة العراقية أياد علاوي، كما أجرى أمس الأحد لقاءا مع رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي لبحث أزمة تشكيل الحكومة العراقية.وأوضح المصدر وهو من المطلعين على مفاوضات تشكيل الحكومة أن "المقترح الأمريكي ينص على منح القائمة العراقية مناصب مهمة مثل رئاسة البرلمان ووزارات سيادية أخرى تضمن تمثيلهم الانتخابي"، مبينا أن "المقترح ينص على الاتفاق على المناصب السيادية بين القائمتين قبل التوجه إلى جلسة البرلمان".وأشار المصدر إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية لديها قناعة بعدم وجود شخصية شيعية بديلة عن المالكي تستطيع إدارة رئاسة الوزراء في الوقت الحالي لوجود صراعات كبيرة داخل الائتلاف الوطني حول الاتفاق على مرشح، فضلا عن عدم قدرة زعيم القائمة العراقية أياد علاوي على تولي المنصب بسبب رفضه من الكتل الشيعية والتحالف الكردستاني".وذكر المصدر أن "الوفد الأميركي أعطى الضوء الأخضر للزعيمين بتشكيل الحكومة"، وأكد أن "واشنطن تضغط بقوة حاليا لإتمام هذا الاتفاق لتقاسم السلطة في العراق"، متوقعا أن "يتم التوصل إلى اتفاق بين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون على تشكيل الحكومة قبل حلول شهر رمضان الذي يصادف الثاني عشر من شهر آب الحالي".وكان رئيس الجبهة العراقية لحوار الوطني والقيادي في القائمة العراقية صالح المطلك ذكر أمس الأحد، أن حل أزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لن يتم إلا بضغط إيراني على الائتلافين لخروج بمرشح لرئاسة الوزراء أو ضغط أمريكي أممي على الكتل السياسية للاعتراف بالحق الدستوري للعراقية في تشكيل الحكومة.من جانبه، أكد عضو ائتلاف دولة القانون عزت الشابندر أن زعيم الائتلاف ورئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي خرج من اجتماعه مع وفد البيت الأبيض "مرتاحا جدا".وأوضح الشابندر أن "زيارة وفد البيت الأبيض الأخيرة للعراق كانت أكثر جدية من أي زيارة أخرى في موضوع إنهاء أزمة تشكيل الحكومة العراقية"، مشيرا إلى أن "واشنطن ترى في نفسها المعني بشكل قوي ومباشر لإنهاء الأزمة السياسية في العراق".وأضاف الشابندر أن "العراقية بدأت تتجاوب مع الرؤية الأمريكية بشأن تشكيل الحكومة بعد حديث واشنطن معها بوضوح لإنهاء أزمة اختيار المرشح لمنصب رئيس الوزراء"،مؤكدا أن "الاتفاق بين العراقية ودولة القانون ينسجم مع الرؤية الأمريكية لتشكيل الحكومة".وأشار عضو ائتلاف دولة القانون إلى أن "التحالف الكردستاني سيكون موجودا في حكومة شراكة وطنية"، لافتا إلى أن "الائتلاف الوطني العراقي وضع نفسه خارج المعادلة بعد إعلانه رفض ترشيح المالكي لولاية ثانية". وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي قد دعا في حديث متلفز الائتلاف الوطني العراقي إلى تقديم مرشحه لرئاسة الحكومة و"عدم اللعب على عقول الناس"، فيما أكد أن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه قد اجمع على التجديد له لولاية ثانية، وأن الائتلاف الوطني هو الذي يضع الخطوط الحمر على ترشيحه وليس ائتلافه . ويأتي الحديث عن تجديد الإدارة الأمريكية لمقترحها الذي قدمه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارة العراق في الثالث من شهر تموز لتقاسم السلطة بين العراقية وائتلاف دولة القانون بعد فشل الكتل السياسية في التوصل إلى حلول لإنهاء أزمة تشكيل الحكومة ووصولها لطريق مسدود وفشل إيران وباقي الدول الإقليمية في إيجاد توافقات بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة، الذي جعل من التدخل الأمريكي يتزداد تخوفا من انهيار الأوضاع السياسية والأمنية في العراق خصوصا مع اقتراب خفض عدد القوات الأمريكية نهاية شهر آب الحالي إلى 50 ألف جندي.

بصرتنا