وتشير حسابات المعهد المذكور إلى أن التأثير غير المباشر لهذا التحول سيقتطع ما بين 4.1 و6.9 ملايين هكتار من الإنتاج الغذائي. وبالإضافة إلى ذلك -وفقا لمعدي التقرير- فإن توفير الأرض للتعويض عن الغذاء المقتطع من الإنتاج سيؤدي إلى ما بين 27 و56 مليون طن إضافي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل تسيير نحو 26 مليون سيارة إضافية على الطريق.
وتقول الدراسة إن الدول الأوروبية اختارت تلبية أهداف الطاقة المتجددة للاتحاد الأوروبي عن طريق استيراد ما يسمى الجيل الأول من الوقود الحيوي من الدول الأفريقية أو إندونيسيا أو البرازيل بدلا من الترويج لاستخدام الوقود الحيوي المتقدم أو السيارات الكهربائية أو كفاءة استخدام الطاقة للحد من التأثير البيئي للنقل.
وقال مدير المعهد ديفد بالدوك إن توجيه الطاقة المتجددة تم اتخاذه للمساعدة في مكافحة تغير المناخ عبر تشجيع استخدام الوقود الحيوي التقليدي، دون النظر إلى تأثيرات تغير استخدام الأرض غير المباشرة التي يمكن أن تزيد في الواقع انبعاثات غازات الدفيئة للاتحاد الأوروبي. وأكد أهمية تصحيح هذا الوضع ومعالجة هذه التأثيرات بسرعة ضمن قانون الاتحاد الأوروبي.
وقالت جماعات التنمية التي فوّضت التقرير إن تأثير تشريع الاتحاد الأوروبي سيتردد في جميع أنحاء العالم، وحثت الاتحاد على إسقاط هدف نسبة الوقود الحيوي الـ10%. وقال متحدث باسم جماعة أكشن إيد إن إفساح المجال لإنتاج الوقود الحيوي سيدفع نشاطات الزراعة الأخرى بالدول المنتجة إلى التعمق أكثر بالغابات. وهذه الإزاحة للنشاط الزراعي ستسبب ضياع مواطن الحياة البرية وستضر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وكذلك زيادة أسعار الغذاء ببعض أفقر شعوب العالم.
ومن جانبها خصت الأمم المتحدة الطلب على الوقود الحيوي كعامل رئيسي بأنه سيشكل زيادة كبيرة في أسعار الأغذية بنسبة 40% على مدار العقد القادم.
وفي سياق متصل كتبت إندبندنت أن الحكومة البريطانية اعترفت أمس بأن وعدها بمضاعفة استخدام الوقود الحيوي بحلول عام 2020 سيزيد بشكل كبير من انبعاثات الكربون العالمية. وكانت لندن قد وقعت على كفالة أوروبية بتحديد مصدر 10% من وقود النقل لديها من مصادر متجددة مثل الوقود الحيوي خلال السنوات العشر القادمة. وقالت الحكومة إن هذه السياسة تثبت نتائج عكسية، وإن انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بالوقود الحيوي أكبر بكثير من المدخرات. وتحاول الآن حث المفوضية الأوروبية على إعادة التفكير بالخطة. ويتزامن هذا الاعتراف مع الدراسة المذكورة آنفا بأن الوقود الحيوي سيشكل نحو 56 مليون طن إضافي من ثاني أكسيد الكربون.