ووفقا لدراسة نقلها موقع "الجزيرة" عن صحيفة الغارديان فإن الغابات المطيرة القديمة قد تكون الأشجار أشد احتمالا مما كان يُعتقد سابقا. فقد تفحص كارلوس خاراميللو، عالم بمعهد سميثوسونيان للبحوث المدارية في بنما، حبوب الطلع من النباتات القديمة المتحجرة في صخور كولومبيا وفنزويلا، وقال إن هناك نماذج مناخية كثيرة اليوم تشير إلى أنه إذا زادت درجات الحرارة في المناطق المدارية بدرجتين فإن معظم الغابة ستنقرض.
لكن ما كشفته الدراسة الجديدة كان عكس ما كان متوقعا. إذ لم يتم العثور على أي حالة انقراض في النباتات المرتبطة بزيادة درجة الحرارة ولم يجد العلماء أن هطول المطر انخفض.
وقال خاراميللو إن فريقه درسوا حبوب الطلع ومؤشرات بيولوجية أخرى للحياة النباتية المتحجرة في صخور تشكلت قبل نحو 56 مليون سنة ووجدوا أن مستويات ثاني أكسيد الكربون تضاعفت خلال عشرة آلاف سنة وكان العالم أكثر دفئا بمقدار 3 إلى 5 درجات مئوية طوال مائتي ألف سنة.
وعلى عكس التوقعات، بينت نتائج خاراميللو أن الغابات ازدهرت وتنوعت نباتاتها. وتطورت أنواع جديدة من النباتات، بما في ذلك عائلات ما يعرف بزهور الآلام والشوكولاتة، أسرع بينما أصبحت أخرى منقرضة. كذلك بينت الدراسة أن مستويات الرطوبة لم تقل بدرجة كبيرة أثناء الفترة الحارة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الباحثين في مركز هادلي للأبحاث والتنبؤ بالمناخ في بريطانيا قرروا العام الماضي أن ارتفاعا بمقدار درجتين مئويتين فوق المستويات ما قبل الصناعية، وهو ما كان يعتبر على نطاق واسع أفضل سيناريو، سيؤدي إلى اختفاء تدريجي بنسبة 20 إلى 40% من غابات الأمازون خلال مائة عام. وارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3 درجات سيعني تدمير 75% من الغابات بسبب الجفاف في القرن القادم، بينما الزيادة بمقدار 4 درجات ستسبب قتل 85% منها.
ووجد خاراميللو أن النباتات التي درسها صارت أكثر فعالية في استخدامها للماء عندما أصبح أكثر ندرة. لكنه نبه أيضا إلى أن المخاطر المستقبلية لأنواع النباتات العالمية لم تنته مع تغير المناخ. وقال إن الجهد البشري سيستمر لتحديد مصير غابات العالم.
وأضاف أن ما يبينه سجل الحفريات هو أن النباتات لديها بالفعل تنوع جيني لمكافحة درجات الحرارة العالية والمستويات العالية من ثاني أكسيد الكربون.