رسالة sms
من طرف دعا رئيس مجلس النواب العراقي، السبت، الحكومة الإيرانية إلى احترام سيادة العراق وعدم التخلص من مخلفاتها الملوثة في مياه البزل إلى الأراضي العراقية، كما دعا الحكومة العراقية إلى التصدي لمشاكل الحدود مع دول الجوار،
فيما حذر نائب عن دولة القانون من وقوع كارثة بيئية في حال عودة تدفق مياه البزل من الأراضي الإيرانية. وقال رئيس المجلس اسامة النجيفي في مؤتمر صحافي عقده في مقر مجلس محافظة البصرة على هامش زيارته المحافظة ولقائه عددا من البرلمانيين والمسؤولين المحليين، إن "العراق لا يمكن أن يكون بلدا مستباحا وعلى دول الجوار احترام سيادته"، داعيا " الحكومة الإيرانية إلى عدم تلويث الأراضي العراقية من خلال إلقاءها المخلفات في مياه البزل".كما دعا رئيس البرلمان العراقي الحكومة العراقية إلى "وضع حد للتجاوزات والانتهاكات الخارجية التي يتعرض لها العراق وبناء علاقات جيدة تتطلب فعل ذلك ورفض أن يكون العراق ساحة لإلقاء المخلفات"، لافتا إلى أن "البرلمان العراقي لن يمنح الثقة لوزير الخارجية القادم ما لم يقدم خطة عمل واضحة تتضمن تصورات واقعية بشأن كيفية معالجة المشاكل القائمة مع دول الجوار".وأضاف النجيفي أن "مجلس النواب ينتظر من الحكومة الاتحادية وضع برنامج متكامل لمعالجة المشاكل الحدودية العالقة مع دول الجوار، وأهمها التضييق على المسطحات المائية للعراق من قبل الكويت وإيران"، مشيرا إلى أن "المجلس سيتابع تنفيذ هذا الأمر الملزم للحكومة العراقية لأهميته القصوى". من جهته قال النائب عن ائتلاف دولة القانون منصور التميمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مشكلة المياه في البصرة كبيرة جداً وفي تفاقم مستمر في ظل قيام الجانب الإيراني بتقليص كمية المياه العذبة التي يرفد بها شط العرب من نهر الكارون"، لافتاً إلى أن "الهدف الأول لزيارة رئيس وأعضاء مجلس النواب هو الإطلاع على الأضرار التي خلفتها مياه البزل الإيرانية". ولفت التميمي الذي كان ضمن وفد مجلس النواب الزائر للبصرة إلى أن "مياه البزل الإيرانية ستتدفق بسرعة وتجرف معها آلاف الألغام والمخلفات الحربية ما يتسبب بكارثة بيئية في قضاء شط العرب في حال تعرض الساتر الحدودي العراقي الذي يتولى صد تلك المياه إلى ثغرات وانهيارات". وأكد التميمي وهو أحد شيوخ العشائر البارزين في البصرة أن "مجلس النواب سيضغط سياسياً على الحكومة المقبلة، لجعلها تبرم اتفاقيات تخص الموارد المائية مع نظيرتها الإيرانية"، داعيا إلى "الإعلان عن كون البصرة محافظة منكوبة بيئياً بسبب ملوحة وتلوث مياهها". من جانبه قال رئيس مجلس محافظة البصرة جبار أمين جابر إن "المجلس قرر خلال الاجتماع الذي عقد بحضور الوفد البرلماني تشكيل لجنة طوارئ محلية لمتابعة تطورات مشكلة مياه البزل الإيرانية"، واصفا زيارة النجيفي إلى البصرة بالتاريخية "لان المحافظة لم يزرها رئيس مجلس النواب من قبل". بدوره أعتبر النائب عن ائتلاف دولة القانون جواد البزوني في مداخلة له خلال الاجتماع الذي حضرته"السومرية نيوز"، وسبق انعقاد المؤتمر الصحافي أن "مشكلة مياه البزل وتلوث مياه شط العرب بالمواد السامة التي تطرحها المصانع والمنشآت النفطية الإيرانية والعراقية ليست جديدة لكنها تفاقمت في السنوات الأخيرة"، لافتاً إلى أن "معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية هي أعلى في المناطق القريبة من شط العرب والحدود الإيرانية، مقارنة حتى بالمناطق الملوثة باليورانيوم من جراء قصفها خلال حرب الخليج الثانية". وكانت بعض المناطق الحدودية الواقعة ضمن قضاء شط العرب في محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، شهدت خلال الشهر الحالي، تسرب كميات من مياه البزل المالحة القادمة من مزارع قصب السكر في محافظة خوزستان الإيرانية، بعد تعرض الساتر الترابي للعراق، والذي انشئ عام 1982 لأغراض عسكرية ويبلغ طوله 40 كم، إلى أضرار كبيرة من جراء قدمه وضغط تلك المياه عليه، حيث تراكمت كميات من المياه المتسربة وشكلت مسطحاً مائياً بطول 3 كم عرضاً و40 كم طولاً، فيما تسربت كميات أخرى إلى نهر الخيين الذي يتصل بشط العرب، قبل أن يعلن مجلس محافظة البصرة يوم الثلاثاء الماضي عن وقف تدفق تلك المياه باتجاه الأراضي العراقية، كما أكدت ذلك وزارة الموارد المائية في بيان لها يوم الخميس الماضي، وذكرت فيه أن "الوزارة تأمل من الجارة إيران مراعاة المبادئ العامة للقانون الدولي، والقواعد التي تتبناها منظمة الأمم المتحدة، وما جاءت به إتفاقية عام 1997، ومنع توجيه المياه المالحة باتجاه حدودنا، ومعالجة الحالة بشكل كامل، وعدم تكرارها ثانية".
