فمن كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه الاندلسي
ما قالوه في تثنية الواحد وجمع الاثنين والواحد وإفراد الجمع والاثنين
قال الفرزدق في تثنية الواحد:
وعندي حُساماً سيفه وحمائلُه
وقال جرير:
لما تَذكَّرت بالدَّيْرين أرقني
صوتُ الدَجاج وقَرْعٌ بالنَّواقيس
وإنما هو دَيْر الوليد مَعروف بالشام وأراد بالدجاج: الدَيكة.
وقال قَيس بن الخَطيم في الدِّرع:
مُضاعفة يَغشى الأناملَ رَيْعُها
كأنّ قتيريْها عُيون الجَنادبِ
يريد: قَتيرها.
وقال آخر: وقال لبَوَّابَيْه لا تُدخِلنَّه
وسُدَا خَصاصَ الباب عن كل مَنْظرِ
وقال أهِلُ التفسير في قول اللـه عزّ وجلّ: {ألْقِيَا في جَهَنَم كُلًّ كَفار عَنِيد} إنه إنما أراد واحداً فثنَّاه.
قولـهم في جمع الاثنين والواحد قال اللـه تبارك وتعالى: {فإنْ كان لـه إخْوةٌ فلأمّه السُّدُس}.يريد أخوين فصاعدا.وقولـه: {إنّ الذين يُنَادونَك مِنْ وَرَاء الحجُراتِ أكْثرُهم لا يعْقِلُون} وإنما ناداه رجلٌ من بني تَميم وقولـه: {وألْقَى الألْوَاحَ} وإنما هما لَوْحان.وقال الشاعر:
لَوْ الرجاء لأمرٍ ليس يَعْلمه
خَلْق سِوَاك لما ذَلَت لكم عُنُقِي
ومثل هذا كثير في الشعر القديم والمُحدث.وأمّا قولـهم في إفراد الجمع فهو أقل من هذا الذي ذكرنا.وكذلك في إفراد الاثنين.فمن ذلك قول اللـه تعالى: {ثُم يُخرِجكُم طِفْلاً} وقولـه: {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وقولـه: {فما مِنكم مِنْ أحِدِ عَنهُ حَاجِزين} وقال جرير: وقال آخر: وكأنّ بالعينين حَبَّ قَرَنْفُل أو فُلفلٍ كحِلت به فانهلّتِ وِلم يقل: فانهلّتا.
وقال مُسلم بن الوليد:
ألا أنِف الكَواعبُ عَن وِصالي
غداةَ بدَا لـها شيبُ القَذال
وقال جرير:
وقُلنا للنِّساء به أقيمي