هذا الاختراع لا يتطلب بنية تحتية كبيرة بل مرحاضا موصولا الى بئر محكمة الاقفال مصنوعة من حجارة الاجر تكون بدورها موصولة الى حوض.
فمن دون تعرضها للهواء، تتحلل البكتيريا المتواجدة في البراز 85% منه، منتجة في الوقت ذاته غاز الميتان على ما يوضح مارتن وارتشو.
وقد انتهى تحضير هذه المنشأة للتو في مركز تديره "فيفا ريو" يستقبل اكثر من 600 طفل هايتي يوميا وستوصل في نهاية المطاف الى مقصف قيد البناء "لتحل مكان الفحم الخشبي" على ما يوضح هذا المهندس.
ويشكل ذلك تحديا كبيرا، اذ ان الهايتيين وبسبب غياب مصادر الطاقة الرخيصة في هذا البلد الذي يعتبر افقر دولة في نصف الكرة الارضية الشمالي، يطهون مأكولاتهم بشكل شبه حصري مستخدمين الفحم.
ويؤدي ذلك الى قطع اشجار الغابات بشكل كثيف، ولم تعد الغابات تغطي الا 1,5% من الجزء الغربي من جزيرة اسبانيولا (تتقاسمها هايتي وجمهورية الدومينيكان) في مقابل80% عندما اكشتفها كريستوف كولومبوس في القرن الخامس عشر.
ويقول المهندس ان "الامم المتحدة دفعت الكثير من الاموال لاجراء دراسات تهدف الى ايجاد حلول لاستبدال الفحم لكن يكفي الذهاب الى نيكاراغوا او الصين"، فقد بني 70 الفا من هذه المنشآت في نيكاراغوا الواقعة في اميركا الوسطى واكثر منها بالف مرة في الصين.
ومن النقاط الايجابية الاخرى ان هذه المنشأة تسمح بمعالجة البراز بطريقة سهلة وفعالة، فغياب انظمة الصرف الصحي امر مأساوي في هايتي كما اظهر وباء الكوليرا الذي حصد حتى الان اكثر من 4700 ضحية.
وقد بنت "فيفا ريو" 70 منشأة من هذا النوع في هايتي فيما تبقى 70 اخرى قيد الانشاء.
غير ان انجاز بناء المنشأة لا يعني بالضرورة ان الامور تكون على ما يرام كما يظهر جليا في مخيم "سانتوس 17" في ضاحية بور او برانس الذي يقيم فيه 2700 شخص.
فقد وضعت منشآت من هذا النوع في شباط الماضي في المخيم الى جانب الاكواخ الجديدة المؤقتة المصنوعة من الخشب والصفيح، وتكمن المشكلة في استحالة الوصول الى المطبخ الذي يفترض به ان يوصل بالغاز المصنوع في مراحيض المخيم.
ويقول جان - ماك فورتون المسؤول البلدي عن المخيم "مهندس المنظمة العالمية للهجرة لديه المفتاح" مضيفا بلا مبالاة "على اي حال لم تصل بعد المواقد وينبغي تعليم الناس استخدام هذا النظام".