القهوة في العراق .. إرث تحرص العشائر على ديمومته

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تتميز عشائر العراق على مختلف مشاربها وأصولها بالحرص الكبير على اتباع ضوابط وأعراف في تقديم القهوة العربية وصناعتها ، وهو إرث حافظت عليها العشائر منذ القدم.

يقول "القهوجي" المخضرم هادي الكلابي ان القهوجي يمثل بسلوكه في الخدمة شخصية صاحب المضيف الذي يعمل لديه ويعرف كل حركة او اشارة ، كي لا يكون هناك اختلاف بينهما في واجبات الضيافة والتعامل مع الضيوف.

و في العراق نوعين من القهوة أو البن العربي وهي حبوب القهوة السيلانية ، وهناك مطحون يسمى السيلاني أو العراقي أو البرازيلي أو السوري أو الأردني.

وتزرع حبوب القهوة في المناطق الباردة. وتزرع في العراق في السليمانية واربيل ودهوك لان شمال العراق يتصف بالبرودة .

وأواني القهوة لها تسميات منها الكمكم والتلجينة ودلة التفوير والدلة الصغيرة.

ويصف الكلابي طريقة عمل القهوة في العراق ، حيث تجلب حبوب القهوة وتوضع في إناء يسمى المحمص وهو صحن عريض في نهايته ممسك طويل من الحديد حيث تشعل النار من حطب التوت أو الكالبتوس لكي تبقى النار فترة أطول وبعدها توضع الحبوب في المحمص على النار وتترك لفترة عشر دقائق حتى تحمص بواسطة ملعقة كبيرة تسمى "خاشوكة التحميس" وبعدها تنقل الحبوب إلى ما يسمى بالهاون المصنوع من حديد النحاس الأصفر والعتلة التي تمسكه وتسمى "يدة الهاون "..

ويتابع الكلابي : بعد طرق وطحن الحبوب جيدا نأخذها إلى دلة "التفوير" . وعند فوران القهوة تنقل إلى دلة (التلجينة) وبعد ذلك تنتقل إلى الدلة الصغيرة وتعطى إلى الديوان .

ويقوم القهوجي بشرب أول فنجان لتفحص قهوته ، ثم ينقل الدلة بيده اليمنى . ويقوم القهوجي بإعطاء القهوة من جهة يمين المضيف .

وجرت العادة ان يقدم القهوجي فنجانه بيده اليسرى اما الضيف فيستلم فنجانه بيده اليمنى.

وفي حالة ان الضيف استلم القهوة باليد اليسرى فهذا يعني ان ذلك الضيف يريد نكبة للشيخ أو القهوجي او إهانته.

ويقول القهوجي أبو علي ان هناك مشاكل كثيرة حصلت للقهوجي فمثلا عندما ياتي الضيف إلى المضيف أقدم قهوتي له فإذا لم يشرب ، فهذا يعني ان هناك أمرا ما يتوجب حله من قبل الشيخ .

وغالبا ما يرد الشيخ : اشرب قهوتك والذي جئت به لن نقصر فيه ، عندئذ يشرب الضيف قهوته.

اما مكان الدلال فيسمى بالمنقلة ، ويوجد ايضا ما يسمى ب(الوجاغ) في إحدى زوايا المضيف .

تبقى القهوة ثلاثة أيام في دلتها وبعد ذلك تسكب خوفا من التخمر او التعفن .

وظهرت القهوة المطحونة في العراق في فترة السبعينات وهي سهلة العمل حيث يغلى الماء في دلة (التفوير) حيث يضاف المسحوق في الدلة .

ولكي يجمع الحي أفراد العشيرة لأمر جلل تٌطرق حبوب القهوة حتى تُسمع . كما تضرب الفناجين فيما بينها لتنبيه الضيف فيما اذا يريد المزيد من القهوة. أما إذا أراد شرب فنجان واحد من القهوة فيهز الفنجان يمينا وشمالا لنعرف ان الضيف اكتفى .

وحافظت مهنة القهوجي على ديمومتها واصالتها ونكهتها الشعبية ، بل انتعشت بشكل كبير لتظهر الحاجة الى القهوجية في المناسبات لاسيما مجالس العزاء و( الفواتح ) ، حيث يؤدي هؤلاء واجباتهم في صناعة