ويحتفل العالم غداً الخميس باليوم العالمي لمرض هشاشة العظام بهدف زيادة الوعي وإتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للحفاظ على العظام من الهشاشة.
وتؤكد المؤسسة الدولية لهشاشة العظام أن هشاشة العظام تؤثر على 200 مليون امرأة في العالم، ما يقرب من عشر نساء في عمر 60 عاماً، خمس نساء تتراوح أعمارهم بين 70 وخمسي النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 80 وثلثي النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 90عاماً.
وقد أكد علماء أن 38% من سيدات مصر يعانين من ضعف بالعظام و26% يعانين من الهشاشة بينما 11% من الرجال يعانون من المشكلة الأولى و5% يعانون من المشكلة الثانية.
وأشار الدكتور هشام حمود أستاذ العظام والروماتيزم بطب الأزهر، إلى أن الهشاشة تسرق الكالسيوم من العظام دون أي أعراض، والمعروف أن فيتامين "د" مهم جداً لصحة العظام وامتصاص الكالسيوم من القناة الهضمية، وهو في الحقيقة مادة أقرب إلى الهرمون منها إلى الفيتامين ويتكون تحت طبقة الجلد مباشرة.
فيتامين "د" لا يفرزه الجسم وإنما يتكون أساساً بفعل التعرض المباشر لأشعة الشمس إلي جانب بعض الأغذية كمنتجات الالبان والتي تكفي لحاجة الجسم, لذا ينصح حمود بالتعرض المباشر لأشعة الشمس بعيداً عن الحواجز كالزجاج والنوافذ.
عوامل تؤدي لحدوث المرض
- عدم تناول الكالسيوم وفيتامين "دي" في الوجبات اليومية.
- التدخين والمشروبات الغازية والمحتوية على الكافيين.
- الافتقار إلى النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة.
- تناول أدوية معينة مثل السترويدات ومضادات التشنج وكذلك ازدياد نشاط الغدة الدرقية.
- العوامل الوراثية مثل إصابة أحد أفراد العائلة بهشاشة العظام.
- الدخول المبكر فى سن اليأس أو استئصال المبيضين.
- الإرضاع لمدة تزيد عن ستة شهور.
- النحافة أو البنية الرقيقة.
- انعدام أو قلة التعرض لأشعة الشمس.
أطعمة طبيعية
في إطار البحث عن بدائل طبيعية لعلاج هشاشة العظام، أكدت دراسة حديثة أجريت بالمركز القومي للبحوث الفوائد العديدة لتناول البرتقال والليمون في علاج هشاشة العظام, وذلك لارتفاع محتواها بالمركبات "الفلافونويدية" والتي لها تأثير مماثل لهرمون الأستروجين, ودور إيجابي في الحد من هدم العظام كما تساعد في رفع مستويات الكالسيوم بالدم, وتعمل كمضادات للأكسدة.
وأشارت الدكتورة هويدا إبراهيم عبد الله الباحثة بقسم كيمياء المركبات الطبيعية بالمركز, إلى أن الدراسة التي أجريت بالتعاون مع قسم الهرمونات بالمركز اعتمدت علي استخلاص المكونات الطبيعية للموالح ومنها البرتقال والليمون بالطرق الكروماتوجرافيه لمعرفة مكوناتها بالطرق الضوئية الحديثة.
وأظهرت التجارب المعملية أن تناول مستخلصات أوراق وقشور الليمون والبرتقال أسهم في رفع مستوي الكالسيوم بالدم في حالات هشاشة العظام لارتفاع محتواها بالمركبات الفينولية كالروتين والكيرستين والكامفرول والتي تبين تأثيرها الايجابي في إعادة بناء العظام وتأثيرها المضاد للوهن العظمي وكمضادات للأكسدة, كما أظهرت التجارب أن العلاج بمستخلصات الليمون والبرتقال له تأثير ملحوظ في زيادة الكثافة المعدنية العظمية بالمساحة الكلية لعظام الفخذ.
وتضيف الدكتورة هناء حمدي أستاذ الهرمونات بالمركز، أن الدراسة أشارت إلي أن تناول البدائل النباتية لهرمون الأستروجين قد يساعد في خفض عمليات نخر العظام وكسورها والتي عادةً ما تصيب السيدات بعد فترة انقطاع الطمث نتيجة النقص في هرمون الأستروجين الأنثوي، ومنها الخضراوات كالبقدونس والبصل لغناها بمركبات فينولية تتحد مع مستقبلات الأستروجين, ولها تأثيرات بيولوجية مختلفة كخفض إتلاف العظام.
كما أظهرت التجارب التي أجريت بالمركز القومي للبحوث، أن تناول زيت الثوم مع الكالسيوم وفيتامين "د" يسهم في تحسن حالات مرضي هشاشة العظام, وذلك لإحتوائه علي الاستروجين النباتي ومساعدته في زيادته امتصاص الكالسيوم بالجسم.
وأشارت الدكتورة جيهان سعيد حسين الأستاذ المساعد بقسم الكيمياء الحيوية الطبية، إلى أن التجارب الأولية سعت إلي إيجاد عنصر طبيعي وآمن للمساعدة في امتصاص الكالسيوم وأيضاً تعويض النقص في هرمون الاستروجين.
وأكدت التجارب الأولية, والتي استمرت لفترة ثلاثة شهور أن زيت الثوم يساعد في زيادة امتصاص الكالسيوم من الأمعاء, للاستفادة منه في بناء العظام وتعويضه لهرمون الاستروجين.
كما أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية الأمريكية، أن الموز والكنتالوب من أكثر الفواكه التي تحتوي على البوتاسيوم الذي يمنع هشاشة العظام لدى السيدات.
وأوضحت الدراسة أن الموز والكنتالوب يوجد بهما الكالسيوم وفيتامين "د" الذي يقوي العظام، ويعود دور البوتاسيوم إلى أنه يعادل كمية الكالسيوم التي تفقد في البول نتيجة تناول الأطعمة المالحة.
وخلصت الدراسة إلي أن الموز يستخدم في علاج إضطرابات الأمعاء حيث يتميز بقوام طري وسميك يغلف جدار المعدة مما يقلل من الإضطرابات والحموضة.
وقد أظهرت نتائج دراسة أجريت على مجموعة من السيدات في سن اليأس، أن الإكثار من تناول الخوخ المجفف قد يساعد في منع الإصابة بهشاشة وترقق العظام.
وتقترح الدراسة الجديدة أن لهذه الثمرة آثارا إيجابية على العظام بين السيدات عند انقطاع الحيض ودخول سن اليأس، بسبب غناها بمركبات آيزوفلافونويد وهي الموجودة في فول الصويا والحبوب، والتي أظهرت البحوث السابقة تأثيرها الإيجابي على نمو العظام.
وأكد الباحثون أن الخوخ المجفف غني بمواد أخرى مشابهة تفيد العظام فضلا عن احتوائها على المعادن المهمة في عمليات أيض العظام،مثل البورون والسيلينيوم التي أثبتت فعاليتها في المحافظة على الكثافة المعدنية للعظام.
نصائح غذائية
ينصح خبراء التغذية بقائمة من الأغذية الغنية بالكالسيوم للوقاية من هشاشة العظام وهى كما يلي:
- الإقلال من تناول مشروبات الكولا الغازية لإحتوائها علي حمض "الفوسفوريك" المتسبب في اختلال التوازن مابين الفوسفور والكالسيوم وهو ما يضعف العظام.
- التعرض اليومي للشمس مباشرة خلال فترتي الضحي أو العصر لمدة 10 دقائق لإنتاج ما يحتاجه الجسم من فيتامين "د" الضروري لقوة العظام وتدعيمه لاستخدام الكالسيوم في بناء العظام, وهي العملية الحيوية التي تعرف باسم "التكلس".
- الاهتمام بتناول الأغذية الغنية بفيتامين "ك" مثل الكبد البقري وكبد الدجاج وصفار البيض والكرنب والقرنبيط، لارتباطه بهشاشة وضعف العظام من خلال أنظمة حيوية معقدة في الجسم.
- الاهتمام بتناول الأغذية الغنية بالماغنسيوم مثل، التمر والسمسم والزبادي خالي الدسم واللوبيا والكاكاو لدور الماغنسيوم المهم في سلامة وقوة العظام.
-عدم الإسراف في تناول الأغذية البروتينية كاللحم والدواجن لتقليل فقد الكالسيوم من الجسم في البول.
- البعد عن تناول ملح الطعام والأغذية المملحة والمخللات والوجبات السريعة لتقليل فقد الكالسيوم من الجسم في البول.
-عدم الإسراف في تناول السبانخ والشاي لكثرة محتواهما من مكون "الأوكسالات" الذي يرتبط بقوة مع أيونات الكالسيوم في الجهاز الهضمي, مما يقلل من امتصاصها, وبالتالي تنخفض استفادة العظام من تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم, ومع الاعتدال في تناول الشاي يجب عدم زيادة مدة نقع أوراقه في ماء تحضيره عن دقيقتين لتقليل كمية الأوكسالات المستخلصة منه.
- الاهتمام بتناول الخضراوات والفواكه لاحتوائها علي العديد من المغذيات المهمة التي يحتاجها الجسم بكميات ضئيلة في نشاط خلايا العظام.
- ممارسة النشاط البدني, وأبسط صوره المشي للمحافظة علي قوة العظام.
- الامتناع عن التدخين لتأثيراته السلبية علي أنسجة العظام حتي تتحقق استفادة الجسم من مكونات الوجبة الغذائية الضرورية لقوة وسلامة العظام.