للشاعر نصر الله الحائري
يا تربة شرفت بالسيد الزاكي
سقاك دمع الحيا الهامي وحياك
غلطت في طلبي السقيا ففيك طمت
بحار جود لمولانا ومولاك
زرقاك شوقا ولو أن النوى فرشت
عرض الفلاة لنا جمرا لزرناك
وكيف لا ولقد فقت السماء علا
وفاق زهر الدراري الغر حصباك
وفاق ماؤك أمواه الحياة وقد
أزرت بنشر الكبا والمسك رياك
رام الهلال وإن جلت مطالعه
أن يغتدى نعل من يسعى لمغناك
وردت الكعبة الغراء لو قدرت
على المسير لكي تحظة برؤياك
أقدام من زار مثواك الشريف غدت
تفاخر الرأس منه عتاب مثواك
ولا تخاف العمي عين قد اكتحلت
أجفانها بغبار من صحارك
فأنت جنتنا دنيا وآخرة
لو كان خلد فيك المغرم الباكي
وليس غير الفرات العذب فيك لنا
من كوثر طاب حتى الحشر مرعاك
ومدرة المنتهى في الصحن منك زهت
طوبى لصب تملا من محياك
كم خضت بحر سراب زادني ظمأ
أمواجه العيس من شوقي للقياك
كم قدر كبت إليك السفن من شغف
فقلت يا سفن بسم الله مجراك
لله أيام أنس فيك قد سلفت
حيث السعاة من أدنى عطاياك
فكم سقيت بها العاني كؤوس منى
ممزوجة بالهنا سقيا لسقياك
وكم قطفنا بها زهر المسرة من
وصال قوم كرام الصل نساك
كأنهم أبحر جودا ولفظهم
كأنه درر من غير أسلاك
فالآن تهل سحب الدمع من كمد
مهما تبدت بروق من ثناياك
فها أنا اليوم بكاء تساورني
من الأسى جنة تعزى لضحاك
حياك ربي وحيا سادة سكنوا
بالقلب مني وإن حلوا بمغناك
ولا برحت ملاذا للأنام ومصباح
الظلام وبرء المدنف الشاكي