وبحسب موقع "إيلاف" فقد ركزت الدراسة على واحدة من الجراثيم العديدة التي يمكن ان تسبب الاسهال، فمن المعلوم ان الاسهال يمكن ان يحدث على إمتداد العالم بسبب مجموعة متنوعة من الجراثيم التي تقتل مليوني طفل كل سنة، في حين ان البالغين يطورون على ما يبدو مناعة جزئية. فالسموم التي تنتج عن الجراثيم، وفي هذه الحالة من السلالات السمية من ( الايشيريشياكولي) الشائعة او جرثومة التي تحمل هذا الاسم بالتحديد، تهيج الخلايا المطبنة للقولون، لكنها من المعتقد أيضا أنها تتفاعل مع الخلايا بطريقة تمنعها من التحول كي تصبح خبيثة.
وبدأ العلماء في معهد علوم امراض المعدة والأمعاء المكسيكي بحثهم بعد أن لاحظوا أنه في الوقت الذي يكون فيه سرطان القولون شائعا جدا في الدولة المتقدمة ، ويموت بسببه مليون مريض تقريبا، فانه غير شائع في الدول النامية. وقام العلماء بمقارنة حدوث إسهال المسافرين مع سرطان القولون واظهرو انه في الأماكن التي تشيع فيها حالات الاسهال بكثرة( في شبة القارة الهندية وافريقيا وعدد من بلدان اميريكا الجنوبية) يكون سرطان القولون اقل شيوعيا. وفي الاماكن التي يكون فيها سرطان الكولون اكثر حدوثا( مثلا في نيوزيلاند واستراليا والولايات المتحدة الاميركية واوروبا الغربية) يكون حدوث اسهال المسافرين نادرا.
وقد حلل فريق العلماء السموم المنتجة من قبل جرثومة الايشيريشيا كولي، وقاموا باضافتها كخطوة اولى الى وعاء يحتوي على خلايا سرطانية آخذة في الانقسام وهي كغيرها من الخلايا السرطانية تنمو وتنقسم بسرعة، فلاحظوا ان هذه الخلايا أبطأت خطاها لتصبح بطيئة جدا، بعد هذه الملاحظة قاموا بالتحقق من الفعل الدقيق للسموم على الخلايا فوجودوا انها تفعل فعل الغوانيلين واليوروغوانيلين، وهما المادتان اللتان تحددان نمو خلايا القولون السرطانية بشكل طبيعي.
ويبدو ان النتائج لم تساعد فقط في توضيح سبب كون سرطان القولون سرطان البلدان المتطورة ، بل ربما تقدم مقاربة جديدة لعلاج او منع المرض، مع العلم ان هناك مقاربات اخرى معروف عنها انها تساعد على منع سرطان القولون، مثل الحمية الغنية بالفواكه والخضار وايقاف التدخين وممارسة الرياضة. ويجب التذكير بمعلومة مهمة وهي ان التدخين يمكن ان يضر بالحمض النووي "دي ان اي" في الخلية، ما يساعد على تحولها الى خبيثة بينما تناول الفواكه والخضروات يعمل على منع هذا التخريب للحمض النووي بالدرجة الاولى