وفي محاولة لتطمين الأسر المصرية أكدت الوزارة في بيان نقله موقع "العبية" أن معدل الانتشار للفيروس هذا العام بات في حدود المعدلات الطبيعية للإنفلونزا الموسمية، وقال د. علي المضاحي المتحدث الرسمي باسم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية: إننا الآن في مرحلة ما بعد (الجائحة) وهي تعني متابعة الوضع من خلال الرصد الوبائي للمرض دون عمل إحصاء يومي، كما كان يحدث مسبقاً في المراحل الأولى للوباء الذي ظهر في العالم خلال شهر أبريل/نيسان من عام 2009، وتسبب في وفاة 18450 في مختلف أنحاء العالم، فيما سجل أعلى معدل للإصابة به في الصين، وكانت مصر أعلى دولة خارج آسيا في معدل الإصابات.
وأشار حسبما نقل الموق إلى أن ما تقوم به المنظمة حالياً هو العمل على توفير اللقاح واتخاذ الاحتياطات لكل الأمراض التنفسية بشكل عام والإنفلونزا الموسمية بشكل خاص، لتحصين كل المواطنين، خاصة صغار وكبار السن والمصابين بالأمراض المعدية والحوامل وهي الحالات المستهدفة من قبل المنظمة.
ويؤكد المضاحي أن حالات الوفاة الناتجة عن "H1N1" التي أعلنت عنها وزارة الصحة المصرية، أرقام صحيحة وتعد طبيعية، مقارنة بالإنفلونزا الموسمية التي راح ضحيتها 600 ألف شخص حول العالم وتختلف الإصابة بالمرض، من شخص لآخر حسب مناعته وتاريخه المرضي. وحول سبب تركز الحالات في محافظات بعينها، إذ أعلنت مصر عن تركز الفيروس في 7 محافظات، منها الغربية والدقهلية وبورسعيد وكفر الشيخ والأقصر وأسيوط، قال: إن ما يحدث من تركز للحالات في مناطق بعينها لا يمثل خطورة، وما تحرص المنظمة على مراقبته حالياً هو عدم التحول الجيني، أي تحول الفيروس إلى جيني أو تحوره حتى يصبح أكثر ضراوة، وهو ما لم يحدث حتى الآن بفضل الله، أما التركز في مناطق بعينها فهو أمر متوقع ومازال لا يمثل خطورة.
ويضيف أنه يتم التنسيق حالياً مع جميع السلطات الصحية المختصة من خلال أجهزة الرصد الوبائي بجميع الدول من أجل متابعة الوضع على المستوى الإقليمي؛ لأن ذلك الفيروس لا يعرف حدوداً فينتقل من بلد إلى آخر، كما تقوم المنظمة بتزويد تلك الجهات الصحية المختصة ببيانات ومعلومات حول تطوراته عالمياً. ويعلق د. محمد أنور، أستاذ الصحة العامة بجامعة بنها، أن ضعف مناعة الشخص هو الذي قد يؤدي للوفاة في جميع حالات الإنفلونزا، خاصة مع أصحاب الأمراض المزمنة كالقلب والسكر وضغط الدم.
ويضيف أنه يجب على الحكومات اتخاذ الاحتياطيات الكافية طوال العام وزيادة التوعية الصحية والتركيز على الاهتمام بالنظافة الشخصية والابتعاد عن الزحام خاصة بين أطفال المدارس.
ويشير أنور الى أن الظروف المعيشية في مصر صعبة، وهناك الملايين الذين يعيشون في العشوائيات يتعرضون للتلوث البيئي يومياً، لذا يجب أن تقوم جميع أجهزة الدولة بدورها حتى لا تزيد خطورة المرض.