في سابقة هي الاولى من نوعها وبعد المطالبة بتأسيس اقليم البصرة على غرار اقليم كردستان شمالي العراق ,طالب مسؤولون محليون في الزبير ثاني اكبر اقضية العراق ذات الاغلبية السنية بتأسيس المحافظة التاسعةعشر لتكون بذلك من اغنى محافظات العراق ومن اكثرها موارد مالية .وقال قائمقام قضاء الزبير عباس رشم علك ان "البصرة لن تتطور بشكل سريع ما لم يتم شطرها الى محافظتين"، مبيناً أن "معظم وجهاء الزبير من شيوخ عشائر ورجال دين يصرون على تحويل الزبير الى محافظة مستقلة إدارياً عن البصرة و أن الدعوة الى تأسيس المحافة 19 هي مطلب جماهيري لا بد أن ينفذ قبل المباشرة بمشروع تحويل البصرة الى إقليم فدرالي"، مبيناً أن "قضاء الزبير يمكن أن يشهد تطوراً كبيراً إذا تحول الى محافظة، في الوقت الذي يعاني سكانه في الوقت الحاضر من انهيار في الوضع الخدمي وتدهور في الوضع الاقتصادي".تعود فكرة جعل قضاء الزبير المحافظة العراقية التاسعة عشر إلى بداية التسعينيات قبيل حرب الخليج الثانية 1991 حين اراد صدام حسين ضم الكويت إلى العراق والحاقها بقضاء الزبير تحت مسمى محافظة الزبير. لكن نتائج الحرب قضت على هذا الحلم.ورفض نائب رئيس مجلس محافظة البصرة الشيخ أحمد السليطي , بشكل قاطع هذه الفكرة وعلل ذلك بالخوف من مطامع بعض الدول الاقليمية على حد قوله مشيرا انا "شخصياً لا أتفق مع هذه الطروحات التي تسبب حالة انفصالية ستستغّل من بعض الدول الاقليمية لتشجيع أجزاء أخرى من العراق على الانفصال على وفق المكونات الأثنية والطائفية والأطماع الأقليمية".من جهته يرى رئيس مجلس محافظة البصرة جبار امين جابر ان "مطلب تحويل الزبير الى محافظة لا ينطوي على دوافع سياسية، وانما جاء نتيجة تراكم معاناة سكان القضاء جراء سوء الخدمات" مشيرا ان " ان الدعوة الى تحويل الزبير الى محافظة سوف يعرقل تنفيذ مشروع اقليم البصرة الذي اراه يستند الى أرضية دستورية وجماهيرية"وبين الكاتب والمحلل السياسي فاضل علي ان المطالبة بتحويل الزبير الى محافظة له خلفيات وابعاد كثيرة منها الخارجية ومنها الداخلية " مشيرا الى ان " من تلك الابعاد هوان هناك لعبة سياسية فحزب الدعوة يطالب بفيدرالية البصرة الغنية بالنفط والمنفذ العراقي الوحيد على البحر والمجلس الاعلى الاسلامي يطالب بفيدرالية 9 محافظات وسط وجنوبي العراق وهناك من يطالب بفيدرالية الجنوب (الثلاث محافظات) البصرة وذي قار وميسان لكن اذا تم تمزيق خارطة البصرة وتأسيس محافظة الزبير من سيطالب بأقليم البصرة لذا اعتقد ان هناك ضربة موجهة لحزب الدعوة يراد بها مكاسب سياسية" وتابع " هناك امر مهم ان الرافض لتأسيس اقليم البصرة اذا طالب بانشاء محافظة الزبير سيفشل بذلك مشروع الاقليم والعائدات المالية تتوزع وقد تصبح الزبير اغني محافظات العراق وقد يظهر من يطالب بأقليم الزبير بدل البصرة "ويقول الخبير النفطي عبد الجبار الحلفي ان هناك جدوى اقتصادية كبيرة من المطالبة بتحويل الزبير الى محافظة مبينا ان " تلك الدعوة الانفصالية قد تشجع اقضية اخرى على الانفصال ومنها القرنة التي تضم حقول مجنون النفطية العملاقة والتي قد تؤدي الى حالة من التشرذم الاقتصادي والسكاني" مشيرا الى ان" الحل يكمن بزيادة حصة الزبير من التخصيصات المالية لتلافي تفتيت البصرة من خلال تأسيس اكثر من محافظة .
المصدر
المصدر